قصف صاروخي لمطار بنغازي واستمرار الجدل حول توطين مجلس النواب هناك

مفوضية الانتخابات تنفي التحضير لأول عملية اقتراع رئاسي في ليبيا

شرطيان يقفان أمس على مدخل السفارة الليبية في برلين بعد إشعال تونسي النار بنفسه دون معرفة الأسباب (رويترز)
شرطيان يقفان أمس على مدخل السفارة الليبية في برلين بعد إشعال تونسي النار بنفسه دون معرفة الأسباب (رويترز)
TT

قصف صاروخي لمطار بنغازي واستمرار الجدل حول توطين مجلس النواب هناك

شرطيان يقفان أمس على مدخل السفارة الليبية في برلين بعد إشعال تونسي النار بنفسه دون معرفة الأسباب (رويترز)
شرطيان يقفان أمس على مدخل السفارة الليبية في برلين بعد إشعال تونسي النار بنفسه دون معرفة الأسباب (رويترز)

نفت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، صدور تعليمات لموظفي المفوضية بالبدء في التحضير لانتخابات الرئاسة وأنها ستكون من الشعب مباشرة. وأكدت المفوضية في بيان لها أمس أنها ما زالت بصدد استكمال المرحلة السابقة والتي لم تستكمل بعد، مشيرة إلى أنها سبق أن أعلنت وفي مرات سابقة أنها غير مسؤولة عن صحة ما ينشر خارج قنواتها الرسمية.
وكان عمر حميدان، الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الذي يستعد لتسليم السلطة إلى مجلس النواب الجديد، قد أبلغ «الشرق الأوسط» مؤخرا أن أول انتخابات رئاسية بليبيا ستجرى في الرابع عشر من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد بعد نجاح الثورة التي قامت عام 2011 ودعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي. ومن المنتظر أن تعلن المفوضية في العشرين من الشهر الجاري النتائج النهائية لثاني انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ سقوط نظام القذافي عام 2011. من جهته، دافع وزير العدل الليبي صلاح الميرغني عن قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بأن يكون مقر مجلس النواب في مدينة بنغازي بشرق البلاد، وعد بأن وجود المجلس هناك هو «مسألة دستورية أقرت من قبل المؤتمر الوطني ضمن مشروع مبادرة 17 فبراير الذي تضمن توطين مجلس النواب في بنغازي».
وقال: «إنه عندما يتم كتابة الدستور الدائم نأمل أن يبقى هذا المجلس في بنغازي، حيث ليس هناك ما يمنع أن يكون مقر السلطة التشريعية في هذه المدينة». وأضاف أن الميزانية المبدئية التي رصدتها الحكومة لتسيير أعمال المجلس قدرت بـ25 مليون دينار ليبي في السنة الأولى، مشيرا إلى أنه من المتوقع رصد مبلغ أكبر لتوطين المجلس على المدى الطويل كاستحقاق دستوري مستقبلي.
وكان الميرغني يتحدث للصحافيين عقب اجتماع ناقش فيه مع رئيس لجنة توطين مجلس النواب ببنغازي ورئيس الغرفة الأمنية المشتركة آخر الترتيبات المتعلقة بملف توطين المجلس والتدابير الأمنية التي تمت مع الجهات المعنية بالمدينة.
وقال بيان رسمي بأنه تم في الاجتماع استعراض إجراءات التعاقد مع فندق تيبستي لاتخاذه كمقر لمجلس النواب. في المقابل أبلغ بعض أعضاء المؤتمر الوطني «الشرق الأوسط» أنهم يبذلون مساعي غير معلنة لنقل مقر المجلس الجديد من بنغازي إلى العاصمة الليبية طرابلس، متعللين في ذلك بعدم قدرة الأجهزة الأمنية والعسكري في المنطقة الشرقية على تأمين الحماية المطلوبة للمجلس ونوابه.
وتعرض مطار بنينا الدولي لقصف بأربعة صواريخ لكنها لم تسفر عن تسجيل أي خسائر بشرية، حيث قال مدير المطار إبراهيم فركاش بأن الصواريخ سقطت على محيط المطار وأوقعت أضرارا بموقف السيارات ومبنى الحجر الصحي وتدمير واجهة المطار في تدميرها، مشيرا إلى أن صاروخا آخر سقط في نفس المكان. وفي أحدث عملية اغتيال ضد رجال الجيش الليبي، اغتال مجهولون، فجر أمس عقيدا تابعا لرئاسة الأركان العامة للجيش في مدينة بنغازي، حيث نقلت وكالة أنباء التضامن المحلية عن مصدر أمني أن مجهولين أطلقوا على العقيد توفيق الشيخي وابلا من الرصاص بمنطقة الحدائق بعد خروجه من المسجد فأردوه قتيلا. يذكر أن بنغازي تشهد عمليات استهداف لرجال الجيش والاستخبارات والشرطة، إضافة إلى رجال الدين والقضاء ونشطاء سياسيين وإعلاميين، كما يسود المدينة أعمال عنف على خلفية عملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ منتصف شهر مايو (أيار) الماضي. بهدف «تطهير ليبيا من المتطرفين».
إلى ذلك، نظم عدد من أهالي العاصمة طرابلس وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة أمس على اختطاف الشيخ طارق عباس إمام وخطيب مسجد أبو منجل بالمدينة.
وقالت وكالة الأنباء المحلية بأن المحتجين رفعوا اللافتات التي تدين ظاهرة الاعتداءات المتكررة بالاغتيال والترويع والتهديد والاختطاف ضد الدعاة وأئمة المساجد والمشايخ من ذوي التوجه الوسطي في مختلف أنحاء البلاد.
من جهتها دعت زوجة الشيخ المخطوف، خاطفيه إلى الإفراج عنه، فيما حمل ابنه المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة والأجهزة الأمنية المختصة المسؤولية كاملة بخصوص سلامة والده، وطالبهم بضرورة العمل على تحريره في أسرع وقت وتقديم الجناة إلى العدالة.
من جهة أخرى، أعرب عبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية عن أمله في تعاون الاتحاد الأوروبي مع ليبيا لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال التدريب المتخصص والتكنولوجيا وبناء مؤسسات أمنية فاعلة.
وقال بيان لمكتب الثني أنه شرح لدى لقائه أول من أمس مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى ليبيا، رؤية حكومة بلاده للتعامل مع هذه الظاهرة والمرتكزة على وضع آلية شاملة تعالج هذه المشكلة من جميع جوانبها وكذلك معالجة آثارها السياسية والأمنية والحقوقية والاجتماعية انطلاقا من مساعدة الدول المصدرة للهجرة والعمل على تحقيق تنمية مكانية في هذه البلدان مرورا بمساعدة دول العبور على حماية حدودها ومراقبتها ومساعداتها في إيوائهم وإعادة ترحيلهم إلى بلدانهم.
وبحسب البيان فقد تطرق اللقاء أيضا إلى إنشاء ثلاثة مراكز إيواء في ليبيا والشروع في إعادة المهاجرين إلى بلدانهم كما تم اقتراح عقد اجتماع يضم دول الجوار والاتحاد الأوروبي لوضع استراتيجية لمواجهة هذه الظاهرة.
إلى ذلك أكد الثني لدى استقباله محمد دالايتا مبعوث رئيسة الاتحاد الأفريقي أن ما وصفه بليبيا الجديدة تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الدول الأفريقية وتحرص على أن تكون هذه العلاقات مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وشد على أن ليبيا التي كانت من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية لا يمكن أن تعطي ظهرها لهذه القارة. بموازاة ذلك، أعلنت الشرطة الألمانية أن شابا تونسيا أصيب بحروق تهدد حياته بعد أن أشعل النار في نفسه أمام السفارة الليبية في برلين يوم الجمعة مضيفة أن الشاب معروف للعاملين بالسفارة ولا يبدو أن دوافعه سياسية.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم الشرطة «جاء رجل أمام السفارة الليبية ومعه زجاجة من الكيروسين. حراس السفارة كانوا يعرفون هذا الرجل من قبل وهناك خلافات سابقة حول طلبات مالية تقدم بها للسفارة».
وأضاف أن الحراس استدعوا الشرطة لكن الشاب صب الكيروسين على نفسه وأشعل النار. وتابع أنه نقل بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى. وقال المتحدث إن هناك خلافات في الغالب بين السفارة وكثيرين يطالبون بتعويضات عن إصابات لحقت بهم خلال حرب ليبيا ويأتون للمطالبة بها. وأضاف: «أثبتت تحقيقاتنا الأولية أنه لا يبدو أن هناك دافعا سياسيا لهذا الأذى للنفس، بل يبدو أن السبب في ذلك خلافات حول التعويضات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.