توقعات بإعلان النتائج النهائية للانتخابات العراقية الأسبوع الحالي

العد اليدوي أوشك على الانتهاء... وائتلاف العبادي استعاد مقعداً نيابياً

TT

توقعات بإعلان النتائج النهائية للانتخابات العراقية الأسبوع الحالي

أوشكت عملية إعادة العد والفرز اليدوي لصناديق الانتخابات العراقية المطعون بها على الانتهاء بعد إعلان مجلس المفوضين المنتدب المؤلف من 9 قضاة، أمس، الانتهاء من عمليات العد لصناديق الاقتراع في قضاء الكرخ ببغداد، عقب انتهائه من صناديق الرصافة في الأسبوع الماضي.
ولم يتبق أمام مجلس المفوضين إلا إعادة تدقيق صناديق بعض المحافظات الموجودة في معرض بغداد الدولي (اليوم الأحد). وبذلك تتوقع مصادر قريبة من مفوضية الانتخابات أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العامة التي جرت في مايو (أيار) الماضي في بحر هذا الأسبوع.
وأعلن الناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات القاضي ليث جبر حمزة في بيان أمس «انتهاء عمليات العد والفرز للمراكز والمحطات التي وردت بشأنها شكاوى وطعون هذا اليوم (السبت) لمكتب بغداد - الكرخ الانتخابي». وكشف البيان عن أن مجلس المفوضين من القضاة المنتدبين سيباشر (اليوم الأحد) «إعادة العد والفرز للمحطات التي سبق لمجلس المفوضين السابق أن ألغاها، والموجودة أصلا في معرض بغداد الدولي وذلك بإعادة تدقيقها وفحصها وهي محافظات (كركوك - السليمانية - أربيل - دهوك - نينوى - صلاح الدين - الأنبار)»، مشيراً إلى أن «عمليات الفحص والتدقيق بشأن المحطات المذكورة سيكون في معرض بغداد الدولي وبإشراف مباشر من قبل مجلس المفوضين من القضاة المنتدبين وبمساهمة من موظفي المفوضية وحضور فاعل لفرق الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ووكلاء الأحزاب السياسية ومراقبة منظمات المجتمع المدني المعنية بالشأن الانتخابي ووسائل الإعلام».
وتراجع الاهتمام السياسي والشعبي بنتائج الانتخابات بعد انطلاق موجة الاحتجاجات الشعبية في محافظات الوسط والجنوب قبل نحو أربعة أسابيع.
في غضون ذلك، رأى مراقبون لمسار عمليات العد والفرز ونتائج الانتخابات، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يتزعم ائتلاف «النصر» الانتخابي تمكن في الأسبوع الأخير من «إصابة عصفورين بحجر واحد» بعد أن تمكن من استعادة مقعد العضو في ائتلافه عن محافظة البصرة مزاحم التميمي. وحصل التميمي الذي يعد من أبرز الشخصيات العشائرية في البصرة ويتزعم عشيرة بني تميم الكبيرة هناك على أكثر من 15 ألف صوت في الانتخابات النيابية، لكن هيئة المسألة والعدالة التي حلت محل «هيئة اجتثاث البعث» قامت بإلغاء أصواته بسبب انتمائه السابق لحزب «البعث» المنحل، ما أدى إلى صعود عضو تحالف «الفتح» الحشدي وزير الاتصالات الحالي حسن الراشد بدلا عنه. لكن طلب «الاستثناء» الذي قدمته الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى هيئة المسألة والعدالة باستثناء التميمي من إجراءاتها سمح له مجددا بالحصول على مقعد نيابي ضمن تحالف «النصر» الذي يتزعمه العبادي.
ويجيز قانون المسألة والعدالة تقديم رئاسة الوزراء أو مجلس النواب طلبا لإعفاء بعض الشخصيات التي كانت ضمن لائحة الأعضاء الكبار في حزب «البعث» المنحل.
ويعيد موضوع «استثناء التميمي» من قبل هيئة المسألة والعدالة جدلا، كان وما زال قائما نتيجة المنحى السياسي المتعلق بإجراءاتها منذ أن تأسست ضمن سياق «العدالة الانتقالية» الذي أقر بعد 2003. وكانت الهيئة استثنت من إجراءاتها عام 2010 وبطلب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، رئيس «جبهة الحوار الوطني» صالح المطلك والنائب السابق ظافر العاني. كما قامت قبيل الانتخابات العامة الأخيرة باستدعاء أكثر من 600 مرشح لمراجعة ملفاتهم والتأكد من عدم شمولهم بإجراءاتها.
بدوره، توقع عضو في مجلس المفوضين الموقوف عن العمل، أن يتم إعلان النتائج النهائية للانتخابات هذا الأسبوع. يقول المفوض السابق الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه: «أتوقع إعلان النتائج هذا الأسبوع، خاصة بعد أن أوشك مجلس المفوضين المنتدب على الانتهاء من عمليات العد والفرز اليدوي». كما توقع أن تبدأ الطعون الجديدة بنتائج الانتخابات الأسبوع المقبل لكنه «استبعد أن تؤثر على النتائج النهائية التي أظهرتها عمليات العد والفرز الإلكتروني، ذلك أن أغلب عمليات العد اليدوي وفي جميع المحافظات أتت مطابقة بنسبة كبيرة مع العد الإلكتروني».
وكان مجلس النواب العراقي أقرّ نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي التعديل الثالث لقانون الانتخابات وألزم مفوضية الانتخابات بإعادة العد اليدوي لصناديق الاقتراع بعد موجة استياء وطعون بصحة نتائج العد الإلكتروني الذي أقره التعديل الثاني للقانون المذكور.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.