ترمب يجدّد شكره لكيم ويؤكد تسلم رسالته

بومبيو يدشّن جولته الآسيوية من ماليزيا

وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يصل مساء أمس إلى كوالالمبور. (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يصل مساء أمس إلى كوالالمبور. (أ.ف.ب)
TT

ترمب يجدّد شكره لكيم ويؤكد تسلم رسالته

وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يصل مساء أمس إلى كوالالمبور. (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يصل مساء أمس إلى كوالالمبور. (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، إنه يتطلع لمقابلة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون قريبا، وشكره مجددا لإعادة رفات يعتقد أنه لجنود أميركيين قتلوا في الحرب الكورية (1950 - 1953) إلى الولايات المتحدة.
وكتب ترمب على «تويتر»: «الزعيم كيم جونغ أون، أشكرك لوفائك بوعدك وبدء عملية إعادة رفات أحبائنا العظماء المفقودين. لست مندهشا على الإطلاق من اتخاذك هذه الخطوة الكريمة». وأضاف: «كما أشكرك على خطابك اللطيف، وأتطلع لمقابلتك قريبا».
وكان كيم قد تعهد بإعادة رفات الجنود الأميركيين خلال قمة تاريخية جمعته بترمب في سنغافورة في يونيو (حزيران)، وتعهدت بيونغ يانغ فيها بالعمل من أجل نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وأرسل كيم خطابا لترمب في منتصف يوليو (تموز)، قال فيه إنه يأمل في عقد اجتماع ثان بينهما، وفق وكالة رويترز. كما ذكر قال البيت الأبيض أن ترمب تلقى رسالة من زعيم كوريا الشمالية: «تأتي في إطار متابعتهما للمناقشات التي جرت في الآونة الأخيرة بشأن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي».
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، في بيان أن «التواصل المستمر بين الزعيمين يهدف إلى متابعة ما تم بعد اجتماعهما في سنغافورة والوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في البيان المشترك بين الولايات المتحدة، وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».
وأشاد ترمب كذلك «بالمراسم بالغة الجمال» التي أجريت في هاواي لاستقبال الرفات، وشارك فيها نائبه مايك بنس.
وقال بنس الذي حارب والده في الحرب الكورية: «أعلم أن الرئيس ترمب ممتن لأن الزعيم كيم نفذ وعده، ونرى اليوم هذا التقدم الملموس في جهودنا لتحقيق السلام على شبه الجزيرة الكورية». ولا يزال أكثر من 7700 جندي أميركي شاركوا في الحرب الكورية في عداد المفقودين.
على صعيد متصل، وصل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مساء أمس إلى كوالالمبور في أول محطة من جولة قصيرة إلى جنوب شرقي آسيا، يركّز خلالها على ملف كوريا الشمالية النووي.
ويلتقي بومبيو صباح اليوم رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد (93 عاما). وصرح للصحافيين في الطائرة التي كانت تُقلّه إلى كوالالمبور: «نبدأ بماليزيا، وهذا ليس صدفة». وهو أول مسؤول في الحكومة الأميركية يأتي «لتهنئة» مهاتير محمد بعد الانتخابات «التاريخية» في الربيع. وأضاف: «نلاحظ أنه للمرة الأولى في تاريخ ماليزيا، فاز تحالف معارض في الانتخابات»، مشيدا بـ«الدولة الديمقراطية القوية في آسيان». وسيبحث الرجلان التعاون الثنائي، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب والأمن البحري، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وسيزور بومبيو لاحقا سنغافورة للمشاركة في عدة اجتماعات إقليمية اليوم والسبت، ليتوجّه إلى إندونيسيا بعد ذلك. وفي سنغافورة، سيطلب بومبيو من دول المنطقة مواصلة تطبيق العقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية طالما لم تتخلّ عن أسلحتها النووية. ومن المتوقع أن تحضر روسيا والصين اللتان تطالبهما واشنطن بتشديد الضغوط على بيونغ يانغ، اجتماعات آسيان.
ولم تستبعد وزارة الخارجية الأميركية لقاء بومبيو مع نظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو، على هامش لقاء سنغافورة. لكن مثل هذا الاجتماع لم يكن معلنا حتى مساء أمس.
ويسعى بومبيو إلى تطبيق التعهدات التي قطعها دونالد ترمب وكيم جونغ أون خلال قمتهما غير المسبوقة في 12 يونيو (حزيران). ووعد الزعيم الكوري الشمالي بـ«نزع كافة الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية»، لكن دون جدول زمني أو الترتيبات لتحقيق هذه الغاية في هذه المرحلة.
وخلال هذه الجولة، ينوي بومبيو الدفاع عن الرؤية الأميركية لمنطقة الهند - المحيط الهادي التي تريد واشنطن أن تكون «حرة ومنفتحة». وقال هذا الأسبوع: «هذا يمرّ عبر تسوية سلمية للنزاعات البحرية والحدودية»، في حين أن مطامع بكين في جنوب بحر الصين تؤجج التوترات العميقة مع واشنطن. وستكون التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة على جدول المباحثات في حين تهدد إدارة ترمب بفرض رسوم جمركية أكبر على السلع الصينية.
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أمس أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع نظيره الصيني وانغ يي الوضع في شبه الجزيرة الكورية خلال زيارة لسنغافورة. وجاءت مباحثات الوزيرين على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.