كسرت اللقاءات السياسية التي سجلت على خط بعض الأفرقاء «الخصوم» جمود الحراك الحكومي، ورأى فيها البعض إمكانية إحداث خرق في العقد التي تحول دون تأليف الحكومة التي كلف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها، بعد الانتخابات البرلمانية في مايو (أيار) الماضي.
وسجلت أمس زيارة لافتة لوزير الخارجية رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد مرحلة من القطيعة والتوتر السياسي بين الطرفين، تراجعت وطأتها بانتخاب عدد من نواب «التيار» لبري رئيساً للمجلس، وصولاً إلى لقائهما أمس، ليزور بعد ساعات وزير المال علي حسن خليل الحريري، موفداً من بري، في ما بدا أنه دخول جدي من قبل بري لتذليل العقد الوزارية، وهو ما أكده رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية.
وعلى خط العلاقة بين «التيار» وحزب «القوات»، كان لافتاً لقاء النائب في تكتل «لبنان القوي» شامل روكز وزيرَ الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، وهو ما رأت مصادر مطلعة أنه خرق للمقاطعة التي يعتمدها نواب «التيار» لـ«القوات»، بعد سقوط اتفاق معراب بين الطرفين.
وفي حين وصف نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي اللقاء الذي جمع بري وباسيل بالمهم، الذي سيؤسس لعلاقة سياسية جديدة بين الطرفين، رافضاً القول إنه عراب المصالحة بينهما، وصفت مصادر مطلعة على لقاء الحريري - الخليل «حراك باسيل، الذي ذهب إلى بري في وقت كان يفترض أن يلتقي الرئيس المكلف، بمحاولة الالتفاف بعد التوتر الحاصل بينهما»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يسجل أي نتائج إيجابية على خط التأليف لغاية الآن.
وأوضح الفرزلي لـ«الشرق الأوسط» أن «المصالحة موجودة، واللقاء حصل بالطريقة التي كان يفترض أن تتم، ولا بد أن ينعكس إيجاباً على مسار مشاورات الحكومة، وعلى عمل البرلمان»، قائلاً في الوقت نفسه: «لا أجد لغاية الآن أي أفق لتشكيل حكومة في وقت قريب. لم نبلّغ بأي تطور جديد».
من جهتها، رأت مصادر بري أن زيارة باسيل لا بد أن تؤسس لإيجابية ما على خط الحكومة، والوضع السياسي العام في لبنان، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل في أن تكون بداية لكسر جليد التشنج في البلاد، وأن تكون إحدى إيجابياتها الخروج من الدوامة التي نعيش فيها».
كان باسيل قد قال بعد اللقاء: «نحن أحوج ما نكون إلى اللقاء، ما دام أننا أتينا من مؤتمر في واشنطن تحدثنا فيه عن فن المعايشة التي هي أبعد من التعايش»، موضحاً: «تحدثنا في مواضيع قد تساعدنا في مواضيع كثيرة، منها تشكيل الحكومة والنزوح وغيرها، وهو لقاء الخير».
والأجواء الحذرة حيال الوضع في لبنان عبّر عنها صراحة رئيس تيار «المردة» النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، معتبراً أن معالجة المشكلات تحتاج إلى رجال دولة، بينما رفض النائب في «تكتل لبنان القوي» آلان عون الحديث عن تشاؤم في تأليف الحكومة، معولاً على حصول خرق ما في اليومين المقبلين.
وقال عون، بعد لقائه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر: «لا أريد الدخول في بورصة التفاؤل والتشاؤم، وموضوع الحكومة يجب أن يكون أصلب من التفاؤل والتشاؤم»، متوقعاً أن يحصل «تطور ما يعيد تحريك عجلة تشكيل الحكومة خلال الساعات الـ48 المقبلة. وإذا لم يحصل هذا التطور المنتظر، سأكون متفهماً المتشائمين».
وعن إمكانية عقد لقاء قريب بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل، قال: «هذا اللقاء متوقع أن يعقد في أية لحظة، لأن الرئيس الحريري هو رئيس مكلف، وسيتشاور مع كل الكتل النيابية».
بدوره، أمل فرنجية، بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في أن «يوفق الرئيس نبيه بري بمساعيه في هذا الإطار للوصول إلى الحل المطلوب»، ورأى أن «تشكيل الحكومة يواجه عقبات، وكل يرمي المسؤولية على غيره، في وقت يحتاج فيه البلد إلى إيجابية، وليس إلى منافسة سلبية نعيشها منذ سنوات، حيث يلجأ الجميع إلى السلبية للحصول على مطالبه، فيما آن الأوان للتوجه نحو المنافسة الإيجابية».
ولفت إلى أن «التعب أصاب البلد والشعب والاقتصاد، ولا يجوز أن نتغنى ببعض الإنجازات، فيما هناك عجز في الخزينة، وتراكم في الدين العام، والشعب يعاني، ويجب معالجة هذه الأمور لتحقيق الإنجاز المطلوب، ولكن البعض يعتبر أن الشكليات والبديهيات - كالموازنة وزيادة التغذية بالكهرباء ساعة واحدة وغيرها - إنجاز، فيما الإنجاز الحقيقي هو إراحة المواطن، وهذا ما نتمناه».
وعن الوضع الاقتصادي وخطورته، قال فرنجية إن «هذا الوضع خطير، ولكنه ليس وليد الساعة، بل هو مستمر منذ سنوات، إنما هناك تلطّ بأقنعة مختلفة، أحياناً تكون الحكومة، وأحياناً الانتخابات النيابية، وأحياناً تسيير أعمال الدولة، فيما معالجة الوضع الاقتصادي تحتاج إلى دولة ومقوماتها و(نفضة). وعندما يصبح هناك رجال دولة حقيقيون، بالإمكان الوصول إلى شيء، ولكن طالما نعالج الأمور بالطريقة الكلاسيكية القديمة التي لم تنجح حتى الساعة، لن نصل إلى نتيجة».
لقاءات الخصوم تحّرك الجمود السياسي وبري يدخل على خط حلّ العُقد\
باسيل يزور رئيس البرلمان واجتماع بين رياشي وروكز
الرئيس الحريري مجتمعاً مع الوزير علي حسن خليل (دالاتي ونهرا)
لقاءات الخصوم تحّرك الجمود السياسي وبري يدخل على خط حلّ العُقد\
الرئيس الحريري مجتمعاً مع الوزير علي حسن خليل (دالاتي ونهرا)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
