نشاط يمني دبلوماسي لاستقطاب التأييد الدولي في مواجهة الانقلابيين

TT

نشاط يمني دبلوماسي لاستقطاب التأييد الدولي في مواجهة الانقلابيين

كثف وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، في الأيام الأخيرة، من تحركاته في الأوساط الدبلوماسية الدولية لجهة مساعي الشرعية اليمنية الرامية إلى استقطاب التأييد الدولي للجهود الحكومية على المستويين السياسي والعسكري، في مواجهة الميليشيات الحوثية، وبيان استمرار الجماعة الموالية لإيران في التشبث بخيار الحرب للإبقاء على الانقلاب، ورفض القرارات الدولية والمساعي الأممية للسلام.
وفي هذا السياق، واصل الوزير اليمني، أمس، لقاءاته في العاصمة السعودية الرياض مع سفراء الدول المعنية بالشأن اليمني، وذلك غداة لقائه مع سفراء مجموعة الـ18 الذين أطلعهم على تطورات الموقف السياسي والعسكري، ومساعي السلام التي رفضتها الجماعة الحوثية.
وذكرت المصادر الرسمية أن اليماني التقى، أمس، السفيرة الهولندية لدى اليمن، إيرما فان دورين، وأشاد خلال اللقاء بعلاقة الصداقة الوثيقة بين اليمن وهولندا، والمساعدات الهولندية الإنسانية والتنموية لليمن، التي شملت قطاعات الصحة والتعليم والمياه والبنية التحتية.
وتطرق اليماني إلى موقف الحكومة من مبادرة المبعوث الأممي بشأن الحديدة، والوضع الإنساني والسياسي والميداني في بلاده، وأشار إلى أن الحكومة الشرعية تعاملت بإيجابية، وأعلنت عن موافقتها بخصوص مبادرة الحديدة، حرصاً منها على حل الوضع المختل في المدينة بالوسائل السياسية السلمية، وبما يضمن انسحاب الميليشيات من المدينة ومن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وأوضح وزير الخارجية اليمني للسفيرة الهولندي أن حكومة بلاده اعتبرت ما ورد في المبادرة بشأن الحديدة جزءاً من تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، مشيراً إلى أنها أوقفت العمليات العسكرية مدة 45 يوماً دون شرط لإعطاء جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث الفرصة الكافية لتحقيق نتائج. وقال اليماني: «لكن الميليشيات الانقلابية استمرت في المراوغة والتراجع عن التزاماتها، واستغلت الوقت لتعزيز قواتها في المدينة، وحفر الخنادق والتمركز في الأحياء السكنية، واستمرت في تهديد ممرات الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر وباب المندب تنفيذاً لأجندة إيران».
ونسبت المصادر اليمنية الرسمية إلى السفيرة الهولندية أنها أوضحت للوزير أن اليمن يحظى بمكانة خاصة لدى الحكومة والشعب الهولندي، وأن هذا العام يصادف الذكرى الأربعين للتعاون الثنائي بين البلدين، كما أكدت أن المشاريع التنموية ما زالت قائمة في مختلف مناطق اليمن، وهي مشاريع تمس التنمية المحلية، وبعيدا عن الأجندات السياسية لمختلف الأطراف. وفي الوقت الذي عبّرت فيه السفيرة عن قلق بلادها من الوضع الإنساني في اليمن، قالت إنها تأمل في أن يستطيع المبعوث الأممي تحريك عملية السلام، واستئناف العملية السياسية، مؤكدة دعمها لجهود الحكومة الشرعية للتوصل إلى سلام مستدام.
وفي لقاء آخر، بحث وزير الخارجية اليمني، أمس، مع القائم بأعمال السفارة الكينية لدى اليمن، إبراهيم خميس، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف الجوانب، مشيداً بالتسهيلات التي قدمتها كينيا لليمنيين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن.
وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن القائم بالأعمال الكيني أكد لليماني «موقف بلاده الداعم للحكومة الشرعية، وللحل السياسي في اليمن، وعبر عن أمله في أن يتحقق الأمن والاستقرار في مناطق اليمن كافة في القريب العاجل».
كان الوزير اليمني قد بحث، أول من أمس، تطورات الأوضاع في بلاده مع المبعوث الإيطالي الخاص إلى اليمن، السفير جيان فرانكو بتروزيلا، بما في ذلك الموقف الحكومي من المساعي الأممية التي يقودها المبعوث مارتن غريفيث.
واتّهم اليماني الميليشيات الحوثية بالمراوغة، وقال إنها تراجعت عن الالتزامات التي قدمتها بداية الأمر، ورفضت الانسحاب من مدينة الحديدة، وكذلك رفضت إرسال موارد الميناء إلى فرع البنك المركزي في الحديدة للمساهمة في دفع رواتب موظفي القطاع العام.
وفي حين التزم وزير الخارجية اليمني بدعم الحكومة لجهود غريفيث، أكد أن التسوية السياسية في بلاده ينبغي أن تضمن استعادة الدولة، وامتلاكها لأدوات القوة العسكرية منفردة، مع ضمانها استيعاب كل الفئات والجماعات في المشهد السياسي، والمشاركة في إدارة الدولة بالوسائل السياسية المتعارف عليها.
وذكرت المصادر الرسمية أن المبعوث الإيطالي رحب بما تبديه الحكومة اليمنية من التزام بالحل السياسي، ودعم للمبعوث الأممي، لكنه في الوقت نفسه عبر عن قلق بلاده من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، ومن حالة الاحتقان في المنطقة، مشدداً على ضرورة تفاعل كل الأطراف مع جهود المبعوث الأممي لاستعادة الاستقرار في اليمن.
في غضون ذلك، رجحت مصادر حكومية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الخيار العسكري ضد الميليشيات الحوثية سيكون هو العامل الحاسم في إجبار الجماعة الانقلابية على الانصياع للقرارات الدولية والمساعي الأممية للسلام.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أميركية وحاملة الطائرات «أيزنهاور»

المشرق العربي حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)

الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أميركية وحاملة الطائرات «أيزنهاور»

أعلن المتحدث العسكري للحوثيين باسم جماعة الحوثي اليمنية، اليوم (السبت)، أنها نفذت ست عمليات عسكرية استهدفت إحداها حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور مجدداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مدمرة أميركية في البحر الأحمر تعترض هجوماً للحوثيين في أبريل الماضي (أ.ب)

غارات «أميركية - بريطانية» ضد 13 هدفاً للحوثيين باليمن

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الجمعة)، أن قواتها نفذت بالاشتراك مع قوات بريطانية غارات مشتركة ضد 13 هدفاً لجماعة الحوثي في اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي رغم اهتراء العملة في مناطق سيطرة الحوثيين فإنهم رفضوا تداول العملة الشرعية الصادرة من عدن (إ.ب.أ)

المركزي اليمني يوقف 6 بنوك ويسحب العملة القديمة خلال شهرين

قرر البنك المركزي اليمني وقف التعامل مع 6 بنوك لعدم نقل مقارها من صنعاء إلى عدن، كما قرر سحب الطبعة القديمة من العملة خلال شهرين.

علي ربيع (عدن)
الولايات المتحدة​ إطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (أرشيفية - أ.ب)

الجيش الأميركي يعلن تدمير منصتي إطلاق صواريخ للحوثيون باليمن

قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الخميس)، إن قواتها نجحت في تدمير منصتي إطلاق صواريخ في منطقة يسيطر عليها الحوثيون باليمن

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الأوقاف اليمني خلال توديع الحجاج في مطار عدن الدولي (سبأ)

وصول أولى رحلات الحجاج اليمنيين جواً لأداء مناسك الحج

تسيير الرحلات الجوية للحجاج اليمنيين يأتي تزامناً مع تعاون وتجاوب الأشقاء في المملكة العربية السعودية مع جهود وزارة الأوقاف.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الجيش الأميركي: إطلاق 5 مسيّرات حوثية وصاروخين دون أضرار

القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
TT

الجيش الأميركي: إطلاق 5 مسيّرات حوثية وصاروخين دون أضرار

القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)

أعلن الجيش الأميركي، السبت، إطلاق الجماعة الحوثية في اليمن 5 طائرات من دون طيار وصاروخين باليستيين لاستهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن دون الإبلاغ عن أي أضرار.

وتحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في محاولة منها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن الحوثيين المدعومين من إيران أطلقوا في حوالي الساعة 1:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء) يوم 31 مايو (أيار)، طائرة من دون طيار من المناطق التي يسيطرون عليها إلى البحر الأحمر، حيث تحطمت في البحر دون الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن.

وبشكل منفصل، في اليوم نفسه بين الساعة 2:53 صباحاً و10:59 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أفاد الجيش الأميركي بأن قواته نجحت في تدمير طائرة من دون طيار فوق خليج عدن وثلاث أخرى فوق البحر الأحمر تم إطلاقها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأضاف البيان الأميركي أن الحوثيين أطلقوا في اليوم ذاته في حوالي الساعة 9:31 مساءً (بتوقيت صنعاء) صاروخين باليستيين مضادين للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها إلى خليج عدن، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الجمعة، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الأميركي الذي يقود عمليات التصدي الدفاعية لحماية السفن من الهجمات.

والخميس الماضي، كانت واشنطن ومعها لندن نفذتا 13 غارة على أهداف حوثية في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز، وأقرت الجماعة بمقتل 16 عنصراً وإصابة 42 آخرين في الضربات.

الحوثيون يزعمون أنهم يشنون هجماتهم البحرية نصرة للفلسطينيين في غزة (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي نحو 470 غارة، أدت في مجملها حتى الآن إلى مقتل 56 عنصراً، وجرح 77 آخرين، وفق ما أقرت به الجماعة.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وفي خطبته الأسبوعية، كان زعيم الجماعة ادّعى، الخميس، مهاجمة 129 سفينة منذ بداية الهجمات، وهدد باستمرار العمليات الهجومية «كماً وكيفاً» ضمن ما وصفها بـ«المرحلة الرابعة» من التصعيد.