منتجات ومبتكرات جديدة

نظام تخزين البيانات منزليا ومكبرات صوت لاسلكية

مكبرات صوت بتقنية بلوتوث
مكبرات صوت بتقنية بلوتوث
TT

منتجات ومبتكرات جديدة

مكبرات صوت بتقنية بلوتوث
مكبرات صوت بتقنية بلوتوث

عندما قامت «ويسترن ديجيتال» بإطلاق قرصها الصلب «ماي بوك لايف» في العام الماضي، بدا ذلك كأسلوب مناسب لتخزين المحتويات وحفظها في حيز سحابي شخصي، معززا عامل الخصوصية، ومزيلا مخاوف السلامة التي تواكب عادة الخدمات السحابية الأخرى.

* «ماي كلاود»
ومن خلال الاختبارات، كان تركيب مثل هذه الخدمات السحابية معضلة كبيرة، والوصول إلى قرص خارج المنزل متقطعا، لذا كنت تواقا إلى تجربة النسخة الجديدة «ماي كلاود»، (My Cloud) من «ويسترن ديجيتال».
والنسخة هذه، كسابقتها، تجيز لمستخدميها تخزين المحتويات والمشاركة بها على شبكة منزلية، واستخدام المحتويات من خارج المنزل عن طريق الأجهزة المحمولة والجوالة. ويكلف هذا القرص 150 دولارا، مقابل 2 تيرابايت من سعة التخزين، أو 180 دولارا مقابل 3 تيرابايت، وهو مبلغ يبدو باهظا، حتى تقوم بحساب تكلفة الخدمات السحابية التي قد تصل بين 50 و100 دولار.
و«ماي كلاود» يقدم مميزات أخرى أيضا، إذ يمكن وصله بالخدمات السحابية الأخرى، كـ«دروبوكس» مثلا، كمأ إنه يخدم كمرفق دعم أيضا الذي يقوم أوتوماتيكيا بمزامنة أجهزة «بي سي»، أو «ماك» لدعم جميع الملفات. وقامت «ويسترن ديجيتال» بتحسين أداء «ماي كلاود» عن طريق استخدام معالج أسرع، مع إضافة فتحة توسيع لـ«يو إس بي» للسماح للمستخدمين بزيادة سعة التخزين.
لكن «ويسترن ديجيتال» لم تقم بإضافة أجهزة أفضل فحسب، بل جعلت العملية برمتها أكثر سلاسة وسهولة أيضا، فبعد تحديث ناقل إشارة (روتر) شبكتي، كان التركيب والإعداد سهلا للغاية، فقد عثر جهازي اللابتوب «ماك» على القرص فورا، وبدأت بنقل الملفات خلال دقائق، مستخدما التطبيق الجديد للقرص الصلب الموجود على سطح المكتب.
وبعد تنزيلي التطبيق الجوال على هاتفي «آيفون»، و«آيباد»، أصبحت قادرا على مزامنة هذه الملفات مع «ماي كلاود»، واستخدام الملفات التي خزنتها هناك. وحاولت فتح الملفات، سواء في المنزل أو المكتب، ولم أجد صعوبة في الاثنين.
وبإمكان واجهة تفاعل الاستخدام الموجودة على التطبيق الجوال، استخدام بعض الضبط والتوليف الدقيق على أي حال. وقمت بتنظيم بعض الملفات المنفصلة لحفظ الصور، والأفلام السينمائية، والموسيقى، لكن هذه الملفات لم تتضمن البيانات الوصفية، مثل العمل الفني أو الأوصاف الأخرى، فقد قمت مثلا بنقل بعض الألبومات الموسيقية كالأغاني، لكنها كانت داخل الملف أشبه بمزيج، أو ركام. فـ«ماي كلاود» ليس مثل مشغل الوسائط الإعلامية «آي تيونس»، بل يقوم فقط ببساطة بتنظيم جميع الأغاني أبجديا حسب عناوينها، من دون أي اعتبار للفنان الذي ألفها، أو الألبوم ذاته. فأنا أملك آلاف الألبومات، وقد يكون مضيعة للوقت تنظيمها في ملفات منفصلة لكل منها في «ماي كلاود». وهي رغم تنظيمها الخشن في هذا التطبيق الجوال، يعد «ماي كلاود» بديلا مناسبا للخدمة السحابية.

* مكبرات وسماعات
* مكبر صوت بلوتوث جذاب بمميزات عادية. يعد مكبر الصوت «سبارك بلوتوث» (Spark Bluetooth speaker) سخيفا بعض الشيء، لكن هذا هو الذي يجعله جذابا. وتصميمه اللافت للنظر لا يبدو أنه يمت إلى أحدث التقنيات، بل يشبه القمع بشريط يتدلى منه. وهو يتوافر بثلاثة ألوان من البلاستيك الذي يمكن الرؤية من خلاله، وهي الأحمر، والأزرق، والأصفر التي تبدو منسجمة مع إنتاجات أي معمل فني.
وهنالك مكبر صوت واحد في القمع هذا من قياس 6.5 بوصة، مما يعني انعدام وجود صوت الاستيريو، بل الأحادي فقط. ونوعية الصوت متوسطة، مع القليل من الجهورية (باس)، مما يذكر بالإصغاء إلى راديوهات الترانزستور.
والسخيف هنا فعلا، أنه ينبغي وصل مكبر البلوتوث هذا مقبسيا إلى الجدار، مما لا يؤهله لوصفه بالنظام اللاسلكي. وقد يكون من المعقول أكثر إذا أمكن وضع مكبرين معا الحصول على صوت استيريو من اليمين واليسار.
ورغم جميع هذه العوامل المضادة، فإنك لا تستطيع سوى الإعجاب بهذا الجهاز. فشكله الذي يشبه القمع يجعله يستقر على المكتب، أو استخدام أنشوطته، أو عروته، الموجودة بظهره لتعليقه بواسطة كلاب.
وهنالك أيضا مسألة السعر، الذي يبلغ 130 دولارا، والذي يعد كثيرا بالنسبة إلى صوت بهذا النوعية، خاصة أنك تدفع ما يقارب هذا المبلغ للحصول على صوت أفضل من نظام لاسلكي فعلا.
> سماعات رأس أشبة بمكبرات الصوت. شركة «باورز آند ويلكنس» البريطانية، الشهيرة بإنتاج مكبرات الصوت «هاي - فاي» لاستوديوات الصوت، والفنادق الفخمة، تحولت أخيرا إلى إنتاج سماعات الرأس. وقامت الشركة بسرعة بإنتاج مجموعة عالية الجودة أبرزها جهاز «بي7» (P7) الذي هو سماعتها التي تركب على الأذن.
ويضم داخل السماعة أجزاء مصممة بمكبر للصوت تقليدي. وتشمل التقنيات هنا لفائف للصوت مصنوعة من مركبات النحاس والألمنيوم، التي من شأنها تحسين المنتجات عالية التردد، ومواد التخميد التي تقلل التشويش، وكل ذلك يصب في إنتاج صوت غامر فعلا، استنادا إلى «باورز آند ويلكنس».
ويبدو أن الشركة قد قضت وقتا موازيا بالاهتمام بالقسم الخارجي لـ«بي7». وقد صنعت سماعات الرأس هذه من مواد متينة، كالجلد والفولاذ الذي لا يصدأ، ليظهر الشكل الخارجي صقيلا ناعما. ويقصد بالوسادات المزدوجة التجويف في فناجين السماعة لتأمين راحة للأذن مانعة الضجيج الخارجي. والفناجين هذه لها شكل مربع يشبه مكبر الصوت.
وكل هذا الجهد المبذول لتحسين هذه النوعية ظهر في جودة الصوت. فالدقة السمعية هنا مذهلة، كما لو أنك جالس في استوديو للصوت، وبمقدوري سماع الفوارق الموسيقية كلها بارتفاعاتها وجهوريتها الصلبة.
ومن النظرة الأولى، لا تبدو السماعات هذه ستناسب الأذن، لكن الفناجين المربعة تناسب بإحكام الآذان، صانعة عازلا جيدا يتيح تسرب القليل من الأصوات إلى الخارج. وهي من الراحة في الاستعمال بحيث قد تغفو نائما، وأنت لا تدرك أنها موضوعة على الأذنين.
وتأتي السماعات بكابلين للسمع مجانين لا يشتبكان، واحد موضوعة عليه أداة التحكم عن بعد وميكرفون، والثاني من دونه. ويمكن طي السماعة وحفظها في كيسها الذي يأتي معها، والذي يشبه حقيبة اليد.
وبسعرها البالغ 400 دولار، فإن سماعة «بي 7» هذه ليست المنتج الذي سأستخدمه يوميا في تنقلاتي بين المنزل والعمل، بل عندما أكون مسترخيا على أريكة مريحة في فندق فخم.

* خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».