السيسي يشهد أول مؤتمر للشباب خلال ولايته الثانية في جامعة القاهرة اليوم

TT

السيسي يشهد أول مؤتمر للشباب خلال ولايته الثانية في جامعة القاهرة اليوم

في خطوة عدها مراقبون بأنها مهمة لمواصلة الشباب المصري المشاركة في الحياة السياسية، يشهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (السبت) وغدا (الأحد) أول مؤتمر للشباب في ولايته الثانية بجامعة القاهرة، وذلك في إطار التواصل والحوار البناء بين مختلف فئات المجتمع وبين رجال الدولة ومسؤوليها من مختلف القطاعات.
ويعكس اختيار السيسي جامعة القاهرة كمحطة أولى لمؤتمرات الشباب دلالات واضحة وعميقة ومهمة... حيث يحفظ سجل الجامعة زيارات ولقاءات مهمة دارت تحت قبتها، من أهمها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومنحه الدكتوراه الفخرية من الجامعة باحتفالية حاشدة في أبريل (نيسان) 2016، ألقى خلالها خادم الحرمين كلمة بليغة، أشاد فيها بدور الجامعة ومكانتها في وجدان أمتها العربية.
وأطلق السيسي خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2016 في مدينة شرم الشيخ السياحية، دعوة بضرورة التباحث مع الشباب، والاستفادة من أفكارهم فيما يخص السعي لاستعادة منظومة الأخلاق، وتصويب وضبط الخطاب الدعوي.
ويشارك في مؤتمر اليوم 3 آلاف مدعو أغلبهم من شباب الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، وشباب الأحزاب السياسية، وأوائل الثانوية العام والتعليم الفني، بخلاف نخبة من رجال الدولة والشخصيات العامة والسياسية والحزبية وأعضاء مجلس النواب (البرلمان).
وكان ضمن مقررات المؤتمر الوطني الأول للشباب تشكيل لجنة لبحث حالات الشباب الذين أدينوا في قضايا التظاهر والنشر والرأي والتعبير.
وأصدر السيسي 4 قوائم للعفو عن الشباب المحبوسين، آخرها في مايو (أيار) الماضي شملت 332 شابا، والأولى كانت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 وتم الإفراج عن 82 سجيناً، والثانية في مارس (آذار) 2017 بالعفو عن 203. والثالثة في يونيو (حزيران) 2017 بالعفو عن 502. ليكون إجمالي من أفرج عنهم حتى الآن 1119 أغلبهم من الشباب.
ويستند السيسي في قرار العفو عن المحبوسين إلى المادة 155 من الدستور التي تعطي رئيس الدولة حق العفو عمن صدرت ضدهم أحكام نهائية... وتعمل لجنة العفو الرئاسي التي شكلها الرئيس وفق معيارين؛ الأول عدم انتماء الشاب لأي تنظيم إرهابي، والثاني عدم قيامه بارتكاب أي أعمال عنف.
وتشهد جلسات المؤتمر أبرز القضايا والأحداث على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها الوضع في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا. يأتي هذا في وقت عززت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من إجراءاتها بمحيط جامعة القاهرة، وحرص رجال المفرقعات بالحماية المدنية على تمشيط المنطقة بالكامل أمس، من خلال أجهزة البحث عن المتفجرات والتشويش عليها، فضلاً عن الاستعانة بالكلاب البوليسية في عمليات التمشيط على مساحات كبيرة بمحافظة الجيزة.
وتدفع الأجهزة الأمنية بتشكيلات من الأمن المركزي للمشاركة في إجراءات التأمين المتبعة، فضلاً عن وجود عدد من الأبواب الإلكترونية التي تساهم في حفظ الأمن، مع الاستعانة بعدد كبير من كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط جامعة القاهرة.
ولعبت جامعة القاهرة منذ إنشائها دوراً مهماً في دفع المجتمع المصري والعربي نحو آفاق العلم والتقدم والحضارة، وارتبط تاريخها بقضايا أمتها المصرية والعربية في النضال ضد قوى الظلم والطغيان، كما تخرج في رحابها كوكبة من العلماء والمفكرين والأدباء الذين أثروا الفكر الإنساني في شتى دروب المعرفة والعلم... وأطلق عليها منذ نشأتها في عام 1908 الجامعة المصرية، وأعيد تسميتها جامعة فؤاد الأول، وبعد ثورة 23 يوليو (تموز) 1952 سميت باسمها الحالي جامعة القاهرة.
وتحفظ القبة النحاسية لقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، كثيراً من الوقائع والأحداث والمناسبات المصيرية، فتحتها ألقى عدد من زعماء العالم خطاباتهم إلى العالم، دعوا فيها إلى تحقيق شكل من أشكال التكامل الإنساني، ونبذ الظلم، وتحقيق العدل كان من بينهم الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، الذي زار الجامعة في 8 أبريل عام 1996، والأميركي باراك أوباما في يونيو عام 2009.
واعتاد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أن يلقي خطاباً سياسياً سنوياً من تحت قبة الجامعة في «عيد العلم»، كما زارها الرئيس الراحل أنور السادات، وألقى من داخلها خطابين، ثم زارها الرئيس الأسبق حسني مبارك مرتين، إحداهما خلال احتفالات الجامعة بعيدها الماسي، وألقى منها الرئيس الأسبق محمد مرسي خطاباً في يونيو 2012، وزارها الرئيس السيسي 2014، وألقى منها خطاباً مهما للشعب.
وتضم القاعة الرئيسية للجامعة صالة رئيسية من طابقين، وتتسع لأكثر من 3 آلاف شخص، وتوجد بالصالة الرئيسية غرفة للإذاعة، وغرفة مجهزة للترجمة الفورية، كما يوجد ملحق بالقاعة ومقصورة خاصة لاستقبال رئيس الدولة، تشمل صالوناً مجهزاً ومقعداً خاصاً له، وبجوارها قاعة بها صالون آخر معد لاستقبال الوزراء، ويعلو القاعة شعار الجامعة، وهو يمثل صورة «توت» إله المعرفة والحكمة والقانون عند القدماء المصريين.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».