الحكومة المصرية تنال ثقة البرلمان... ومدبولي يتعهد مراعاة ملاحظات النواب

بعد إعلان الموافقة بالأغلبية على برنامجها وتشكيلها

TT

الحكومة المصرية تنال ثقة البرلمان... ومدبولي يتعهد مراعاة ملاحظات النواب

منح البرلمان المصري، أمس، الثقة لحكومة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وذلك بعد إجراء التصويت بين الأعضاء، وإعلان رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال الموافقة بالأغلبية على برنامجها وتشكيلها.
وجاء قرار منح الثقة للحكومة، التي تقدمت ببرنامجها لـ«النواب» مطلع الشهر الحالي، مواكباً لإعلان المجلس اختتام دور الانعقاد الثالث له، تمهيداً لتوقفه عن العمل حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بحسب ما يتوقع الأعضاء.
ورغم تخصيص المجلس يومين للرد على بيان الحكومة، عبر أربع جلسات صباحية ومسائية، إلا أن الجلسة العامة أمس، التي حضرها مدبولي، شهدت مشادات وصياحاً تحت قبة البرلمان، بعد أن أبدى بعض النواب اعتراضهم على عدم منحهم الفرصة للتعليق على برنامج الحكومة في الجلسة العامة بعد إغلاق باب المناقشة. غير أن عبد العال تدخل مُعنفاً بأنه «لن يعيد النداء على أسماء النواب الذين طلبوا التعليق»، وزاد قائلاً: «سبق أن نادينا على من طلبوا الكلمة، لكنهم لم يكونوا داخل القاعة، ونحن لن نعمل تحت حسابهم، ومن يرغب في تمثيل دائرته كان عليه الالتزام بحضور الجلسة كاملة، والتعليق عندما يحين دوره».
وفور حصوله على ثقة المجلس، تعهد مدبولي بمراعاة «الملاحظات القيمة، التي أبداها أعضاء مجلس النواب خلال الرد على بيان الحكومة»، وقال إن «الحكومة ستعمل على التقييم المستمر لمستوى الأداء، بالإضافة إلى إعداد برامج تهتم بالمواطن، ونشر نتائج البرنامج بصفة دورية على الرأي العام»، مضيفاً أن «الحكومة ستبذل كل الجهد من أجل وصول نتائج برنامجها إلى المواطن، ومع الاستمرار في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، سنضع في الاعتبار مصلحة المواطن المصري».
وكان مدبولي قد تعهد في برنامج حكومته بالعمل على «احتواء الفقراء وتنفيذ إجراءات لتخفيض معدلات الفقر في البلاد»، فضلاً عن «تعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية» للطبقات الأقل دخلاً.
وأعرب رئيس الحكومة عن «شكره للجنة النيابية الخاصة للرد على بيان الحكومة على ما رصدته من ملاحظات واقترحته من توصيات لتفعيل برنامج الحكومة، لينعكس بشكل ملموس على حياة المواطن اليومية إيجابياً، وعلى تقديم السلع والخدمات»، مؤكداً جدية الحكومة في تنفيذ برنامجها بقوله «أعدكم بأن أكون محل ثقة البرلمان، وببناء منظومة إلكترونية للمتابعة، وقياس الأثر لتنفيذ البرنامج، وتشكيل لجنة قومية لمتابعة بيان الحكومة تضم نواباً ومساعدي الوزراء، إضافة إلى فرق متابعة داخل كل وزارة بالحكومة»، موضحاً في هذا السياق أنه «سيتم أيضاً تحديد آليات تنفيذ برنامج الحكومة بشكل ربع سنوي، وتحديد الجهات المسؤولة عن ذلك، تنفيذاً لأهداف البرنامج الرئيسية والفرعية، حيث سيتم حصر الإنجازات المتحققة، وتحديد معوقات التنفيذ مالياً وإدارياً، والتعامل معها لحلها».
إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس النواب انتهاء دور الانعقاد العادي الثالث من البرلمان، مشيراً إلى أن «قرار فض دور الانعقاد سيصدر من جانب رئيس الجمهورية».
وقال عبد العال «إن دور الانعقاد العادي الرابع سينعقد في الموعد الذي يصدر بتحديده قرار من رئيس الجمهورية، وفقاً لنص المادة 115 من الدستور».
وتنص المادة 115 من الدستور على أن «يدعو رئيس الجمهورية مجلس النواب للانعقاد للدور العادي السنوي قبل يوم الخميس الأول من شهر أكتوبر، فإذا لم تتم الدعوة، يجتمع المجلس بحكم الدستور في اليوم المذكور، ويستمر دور الانعقاد العادي لمدة تسعة أشهر على الأقل، ويفض رئيس الجمهورية دور الانعقاد بعد موافقة المجلس، ولا يجوز ذلك للمجلس قبل اعتماد الموازنة العامة للدولة».
وأوضح عبد العال أن المجلس أقر 197 مشروع قانون خلال دور الانعقاد العادي الثالث، وتضمنت تلك المشروعات 2757 مادة في كل المجالات، مؤكداً أن «هذه النسبة هي الأكبر في تاريخ المجالس النيابية في مصر منذ 1866»، بحسب قوله.
ودافع عبد العال عن عدم مناقشة المجلس لأي استجواب للحكومة، بقوله إن ذلك يرجع إلى «عدم توافر الشروط الشكلية والموضوعية في طلبات الاستجوابات التي قدمت للمجلس»، وتابع موضحاً أن «الاستجواب إجراء خشن يترتب عليه دائماً وأبداً سحب الثقة من الحكومة، والبديل توجيه الشكر لها، أو الانتقال لجدول الأعمال. لذا يجب أن تكون الاستجوابات تستوفي كافة الشروط المطلوبة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.