السرّاج يبحث ملف الأموال الليبية المجمدة مع أعضاء حكومته

TT

السرّاج يبحث ملف الأموال الليبية المجمدة مع أعضاء حكومته

سعى فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، أمس، إلى اتخاذ موقف وسط بين التأييد الفرنسي، والرفض الإيطالي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كما تخطط لها بعثة الأمم المتحدة قبل نهاية العام الحالي، بينما تبدي فرنسا وإيطاليا اهتماماً ملحوظاً بمدينة مصراتة.
وعقب انتهاء زيارتين متلاحقتين و«مثيرتين للجدل»، قام بهما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا، كل على حدة إلى ليبيا، نقل محمد السلاك، الناطق الرسمي باسم السراج، عنه تأكيده على دعمه الكامل للعملية الانتخابية الدستورية والبرلمانية والرئاسية والبلديات، مؤكداً أنه تم تخصيص ميزانية للمفوضية العليا للانتخابات بقيمة 66 مليون دينار، بالإضافة إلى تسليم مبنى جديد للمفوضية.
ولفت السلاك إلى اجتماع للسراج في وقت سابق مع رئيس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، بهدف بحث سبل دعم اللجنة وحل المشكلات التي تعيق عملها.
ووضع لقاء السراج مع وزير الدفاع الإيطالي في إطار تأكيد إيطاليا على دعمها لجهود المصالحة الوطنية في ليبيا، واستكمال العملية السياسية التوافقية بين كل الأطراف. وفي هذا السياق أشار السلاك إلى أن السراج أكد في المقابل على رفضه القاطع لمسألة توطين المهاجرين في ليبيا.
كما ناقش السراج ملف الأصول والأموال الليبية المجمدة، بحضور علي محمود، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار، ووزيري الخارجية والتخطيط بحكومة الوفاق، وما تم من اتصالات مع لجنة العقوبات بمجلس الأمن حول المطالب الليبية بإدارتها.
وقال بيان حكومي مقتضب، مساء أول من أمس، إن الاجتماع بحث إجراءات المتابعة المتخذة للتأكد من حماية تلك الأصول والأموال.
من جهتها، أدرجت الخارجية الفرنسية زيارة لودريان في إطار استمرار المؤتمر الدولي بشأن ليبيا، الذي نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس في 29 مايو (أيار) الماضي، تحت سلطة الأمم المتحدة التي يمثلها رئيس بعثتها لدى ليبيا غسان سلامة.
وقالت إن المحادثات التي أجراها لودريان في ليبيا شملت تنفيذ الالتزامات، التي تعهد بها الفرقاء الليبيون، والتي تضم ثلاثة مبادئ جوهرية، واستحقاقين حاسمين لمستقبل ليبيا، وهي اعتماد أساس دستوري قبل 16 سبتمبر (أيلول) المقبل، وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وتوحيد المؤسسات الاقتصادية والأمنية تحت لواء السلطة المدنية.
وفى محاولة لاستمالة مصراتة مجدداً إلى الوساطة الفرنسية، زار لودريان المجلس البلدي، وبعض النواب المنتخبين في المدينة، التي تبعد عن شرق العاصمة 200 كيلومتر، وذلك لمحاولة تأكيد حرص بلاده على التوصل إلى حل سياسي شامل لاستئناف التحول الديمقراطي. وقال فتحي باشاغا، عضو مجلس النواب (المقاطع)، إن لودريان وجه دعوة لممثلي المدينة المنتخبين لزيارة فرنسا، والانضمام إلى الجهود التي تقودها لتسوية الملف الليبي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.