«حماس» تحيي ملف الجنديين الإسرائيليين: على قيد الحياة وإطلاقهما «لن يكون بلا ثمن»

TT

«حماس» تحيي ملف الجنديين الإسرائيليين: على قيد الحياة وإطلاقهما «لن يكون بلا ثمن»

جددت قيادة حركة «حماس» أمس الجمعة، التأكيد على أن الجنديين الإسرائيليين اللذين فقدا خلال الحرب على قطاع غزة في صيف 2014 أحياء لديها، وألمحت إلى عملية مقايضة، باعتبار أنه «لن يتم الإفراج عنهما من دون ثمن»، كما قال خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، في خطبة صلاة الجمعة في أحد مساجد مدينة رفح.
وشدد الحية على أن الجنديين الأسيرين لدى «كتائب القسام» (الجناح العسكري لـ«حماس») لن يريا النور «إلا بعد دفع الثمن»، في إشارة إلى أنه لن يتم إطلاق سراحهما من دون شروط؛ بل ضمن صفقة تبادل.
وأضاف موجها رسالة للإسرائيليين: «شاؤول أرون وهدار غولدن بين أيدي أبطالنا، ولن تروهما إلا بعد أن تدفعوا الثمن، كما دُفع مع جلعاد شاليط».
ومرت أمس الجمعة الذكرى الرابعة لإعلان «كتائب القسام» عن أسر الجندي أرون شاؤول، خلال الحرب على غزة في 2014، في عملية عسكرية شرق مدينة غزة، فيما اعتبرته إسرائيل مفقوداً، ثم أعلنت مقتله وبقاء جثته مع عناصر «حماس». كما فُقد أثر الجندي الآخر هدار غولدن في مطلع أغسطس (آب) من العام نفسه، في عملية عسكرية في رفح.
وتطرق الحية إلى التهديدات الإسرائيلية بشن حرب جديدة على غزة، مؤكدا أن المقاومة أصبحت أقوى مما كانت عليه في 2014، وأن تلك التهديدات لا تخيف الفلسطينيين. وقال: «(حماس) وبجانبها مقاومتنا وفصائلنا لن تسمح للعدو بأن يهرب من خلافاته السياسية من أجل تحقيق أهدافه الحزبية على دماء شعبنا». كذلك، دعا موسى دودين، عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، عائلتي الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حركته، إلى التراجع بشكل رسمي عن رواية مقتلهما. وذكر دودين المكلف بملف الأسرى في «حماس» في تصريحات صحافية، أن «هذا الأمر سيلزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ إجراءات لاستعادة الجنود الأسرى»، علما بأن الحركة تستخدم صيغة الجمع للإشارة إلى الجنديين.
وأضاف دودين أن «الورقة القانونية داخل الكيان مهمة في إلزام حكومة نتنياهو باتخاذ إجراءات ومفاوضات جدية، لعملية تبادل حقيقية، وليس كما يريد ليبرمان ربط موضوع الجنديين المفقودين بموضوع رفع الحصار».
وأشار المسؤول في «حماس» إلى أن حكومة نتنياهو «اعتمدت التضليل في ملف الجنود الأسرى منذ البداية، وهذه العائلات اليوم في ورطة، بسبب قبولها بتلك الرواية حول فقدان الجنود، والقبول بتسجيلهم في سجلات جيش الاحتلال على أنهم قتلى». ولفت إلى أن «هذا أراح نتنياهو من أي مساءلة قانونية داخلية عن استعادتهم. وهو ما جعل تلك العائلات تتظاهر أمام مكتب نتنياهو لمعرفة مصير أبنائها».
وحول شروط مفاوضات التبادل، رأى دودين أنها واضحة، إذ شدد على ضرورة أن «يسبقها الإفراج عن أسرى صفقة شاليط المُعاد اعتقالهم؛ لأن الاحتلال أخل بذلك بشروط هذه الصفقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».