المغرب: قانون دعم الزوجات المعوزات يدخل حيز التطبيق

TT

المغرب: قانون دعم الزوجات المعوزات يدخل حيز التطبيق

نشرت الحكومة المغربية في العدد الأخير للجريدة الرسمية مرسوما (قانون تنظيمي)، يرمي إلى توسيع حق الاستفادة من الدعم المالي، الذي يقدمه صندوق التكافل العائلي ليشمل الزوجات المعوزات، بعدما كان مقتصرا في السابق على المطلقات. وبذلك يصبح القرار ساري المفعول ابتداء من الأسبوع الحالي.
وكانت الحكومة قد صادقت على نص المرسوم الجديد خلال اجتماع لها بداية مايو (أيار) الماضي.
وتشمل الاستفادة أيضا بالنسبة للزوجة المعوزة، الأبناء الذين تتكفل بهم في حدود ثلاثة أطفال. وحسب المرسوم الصادر في الجريدة الرسمية (عدد 6691 ليوم 16 يوليو (تموز) 2018)، فستستفيد الزوجات المعوزات بعد ثبوت العجز، أو إثبات امتناع الزوج عن النفقة، من دعم شهري يقدر ب350 درهما (37 دولارا)، بالإضافة إلى 350 درهما (37 دولارا) عن كل طفل شهريا، شريطة ألا يتجاوز مجموع الدعم المخصص للأطفال 1050 درهما (110.5 دولار) في الشهر.
وبذلك يكون مجموع ما يمكن أن تحصل عليه زوجة معوزة لديها ثلاثة أطفال، فما فوق، مبلغ 1400 درهم (147.5 دولار) في الشهر، حيث نص المرسوم على أنه «إذا تعلق الأمر بأسرة تتكون من زوجة معوزة وأولادها فإن مجموع التسبيقات المالية يجب ألا يتعدى مبلغ 1400 درهم (147.5 دولار)».
وكان صندوق التكافل العائلي قد أحدث بتوجيه من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي حث في خطابه بمناسبة افتتاح السنة القضائية لسنة 2003، على إنجاز دراسة بهدف إحداث صندوق لدعم المطلقات، اللواتي يواجهن مشكلة في تنفيذ الأحكام المتعلقة بالنفقة من طرف الأزواج. ونفذ التوجيه الملكي في إطار قانون المالية (موازنة) 2010، الذي نص على إحداث حساب خصوصي للخزينة تحت اسم «صندوق التكافل العائلي»، ابتداء من أول يناير (كانون الثاني)2011، كما أصدرت الحكومة خلال السنة نفسها قانونا يحدد إجراءات الاستفادة من دعم الصندوق، ومختلف فئات المستفيدين، إضافة إلى وضع آليات للوقاية من الغش والاحتيال.
وتشمل لائحة المستفيدين من دعم الصندوق، بالإضافة إلى المطلقات، مستحقي النفقة من الأولاد بعد انحلال ميثاق الزوجية وثبوت عوز الأم؛ ومستحقي النفقة من الأولاد خلال قيام العلاقة الزوجية بعد ثبوت عوز الأم؛ ومستحقي النفقة من الأولاد بعد وفاة الأم؛ ومستحقي النفقة من الأطفال المكفولين؛ والزوجة المعوزة المستحقة للنفقة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.