أفيد أمس بتوصل قوات النظام السوري إلى «تسوية» مع فصائل معارضة في مدينة نوى بعد «قصف جنوني» تضمن عشرات «البراميل» والغازات أوقعت عددا من القتلى المدنيين.
وقتل 15 مدنيا على الأقل في قصف ليلي استهدف مدينة نوى في ريف درعا الغربي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتعذر على المرصد تحديد ما إذا كان مصدر القصف النظام السوري أم القوات الروسية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قصفا جويا وصاروخيا عنيفا استهدف مساء الثلاثاء مدينة نوى في ريف درعا الغربي».
وإثر عملية عسكرية بدأتها في 19 الشهر الماضي ثم اتفاق تسوية أبرمته روسيا مع فصائل معارضة، تمكنت قوات النظام من استعادة نحو 90 في المائة من محافظة درعا، ولا تزال بعض الفصائل توجد بشكل أساسي في ريفها الغربي.
وتنضم بلدات الريف الغربي تباعاً إلى الاتفاق الذي ينص على دخول مؤسسات الدولة وتسليم المقاتلين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة. كما خرج بموجبه الأحد مئات المقاتلين والمدنيين من مدينة درعا، مركز المحافظة ومهد حركة الاحتجاجات ضد النظام في عام 2011 قبل أن تتحول إلى نزاع دام. وتجري مفاوضات حالياً لانضمام مدينة نوى التي يعيش فيها عشرات آلاف السكان والنازحين الفارين من المعارك إلى الاتفاق، بحسب المرصد. وأوضح عبد الرحمن أن «المفاوضات ترمي إلى إدخال نوى في المصالحة».
وأضاف: «هناك غارات مكثفة على تلال قرب نوى يسيطر عليها متطرفون»، مشيرا إلى غارات روسية وقصف براميل متفجرة من مروحيات النظام.
وأفاد المرصد لاحقا بأنه حصل على معلومات من «أنه جرى التوصل لاتفاق حول منطقة نوى، حيث إن (التسوية) التي جرى التوصل إليها في منطقة نوى، تقوم على تسليم التلال المحيطة بنوى لقوات النظام وانسحاب الفصائل منها، وتسليم قسم من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والاحتفاظ مؤقتاً بجزء منها لقرب المنطقة من مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم داعش، ومن ثم تجري بعد ذلك عملية تسوية لأوضاع المدنيين والمقاتلين والمنشقين الراغبين بالتسوية، ونقل من يرفض (المصالحة) إلى الشمال السوري، وتخيير المنشقين بين العودة للخدمة العسكرية أو التسريح، ومنح مدة 6 أشهر لمن باتوا في سن الخدمة الإلزامية، على أن يجري تسريح المنشقين من دورات عسكرية مسرحة سابقاً».
كما يؤكد الاتفاق أن قوات النظام لن تدخل نوى وسيكتفى برفع أعلام النظام في المدينة التي تعد ذات الكثافة الأكبر ضمن محافظة درعا، وعودة المؤسسات الحكومية التابعة للنظام والمؤسسات الخدمية والموظفين، لممارسة عملهم في الدوائر الموجودة في نوى.
وأشار المرصد أيضا إلى أن «مفاوضات تجري حول البلدة الأخيرة الواقعة تحت سيطرة الفصائل في محافظة درعا، إذ من المرتقب أن يجري التوصل لاتفاق حولها، بعد أن بقيت البلدة وحدها ضمن مناطق سيطرة المعارضة فيما جاء الاتفاق حول مدينة نوى ومحيطها، عقب سلسلة غارات وقصف مروحي وصاروخي بمئات الضربات التي خلفت خسائر بشرية، إذ ارتفع إلى 15 على الأقل بينهم 7 مواطنات على الأقل في القصف الذي جرى ليلة الثلاثاء الـ18 على مدينة نوى».
ونشر المرصد أن ريف درعا الشمالي الغربي شهد «عمليات قصف جنوني طالت آخر ما تبقى خارج سيطرة قوات النظام من المحافظة لصالح الفصائل المعارضة، إذ إن قوات النظام استهدفت بأكثر من 350 صاروخاً وبما يزيد على 40 برميلاً متفجراً وغارة جوية، مناطق في مدينة نوى ومحيطها ومنطقة تل الجابية وتل الجموع، في تصعيد مفاجئ على آخر مدينة خارج سيطرة قوات النظام، والتي تعد المدينة ذات الكثافة السكانية الأكبر، في محافظة درعا».
«تسوية» جديدة في ريف درعا بعد «قصف جنوني»
«المرصد» تحدث عن عشرات «البراميل» والغارات قبل الاتفاق
«تسوية» جديدة في ريف درعا بعد «قصف جنوني»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة