معصوم يقرّ أحكاماً بالإعدام

TT

معصوم يقرّ أحكاماً بالإعدام

بعد أكثر من أسبوعين على تنفيذ أحكام إعدام بحق 13 مداناً بجرائم إرهابية في العراق، صادق الرئيس فؤاد معصوم على دفعة جديدة من أحكام الإعدام بعد اكتسابها الدرجة القطعية. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه بأن رئيس الجمهورية «صادق على وجبة جديدة من أحكام الإعدام»، مشيرا إلى أن «المشمولين بها من المدانين بارتكاب جرائم جنائية خطيرة أو جرائم إرهابية استهدفت حياة مواطنين أبرياء».
وأوضح البيان أن «المراسيم الموقعة أرسلت إلى السلطة التنفيذية المعنية لغرض تنفيذ الأحكام بالمدانين»، مؤكداً أن «صدورها تم بعد دراسة الملفات من اللجنة القانونية الخاصة المشكلة لهذا الغرض». وأشار مكتب رئيس الجمهورية إلى أن «اللجنة مستمرة في عملها لتقديم الملفات المتبقية والمصادقة عليها حسب الأصول النافذة».
وكانت وزارة العدل، نفذت في 29 يونيو (حزيران) الماضي، أحكام الإعدام بحق 13 مداناً وهي الوجبة الثانية لعام 2018 ممن اكتسبت أحكامهم الدرجة القطعية وبعد صدور المرسوم الجمهوري وقرار عدم شمولهم بقانون العفو العام. وأتت عملية الإعدام الأخيرة ردا على قتل تنظيم داعش 8 مختطفين من أهالي محافظة كربلاء والأنبار نهاية الشهر الماضي.
إلى ذلك قضت محكمة جنايات ذي قار بإعدام إرهابيين اثنين اشتركا في عدد من الاعتداءات في العاصمة بغداد. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان له أمس، إن «محكمة جنايات ذي قار قضت بإعدام إرهابيين اثنين، أحدهما قام بتفجير عبوة ناسفة في منطقة العلاوي في العاصمة بغداد في أبريل (نيسان) 2011، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة اثنين وإحداث أضرار مادية». وأضاف بيرقدار أن «حكما آخر بالإعدام شمل أحد الإرهابيين بعد قيامه بجريمة قتل أحد الأشخاص في بغداد في ديسمبر (كانون الأول) 2004 وبدوافع إرهابية». وأشار إلى أن «الأحكام صدرت بحق الإرهابيين الاثنين وفقا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005».
وفي هذا السياق كشف مصدر عراقي رفيع المستوى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الكشف عن اسمه أن «الإرهابيين الذين لديهم مراسيم جمهورية واجبة التنفيذ هم 77 إرهابيا إلى الآن، ما عدا الوجبة التي أعلن عن مصادقة رئيس الجمهورية عليها»، مبينا أن «السبب في عدم تنفيذها لا يعود إلى السلطة التنفيذية ممثلة بوزارة العدل، بل بسبب لجنة العفو العام التي تدقق فيما إذا كان المحكومون مشمولين بقانون العفو العام أم لا أو موضوع إعادة المحاكمة».
وأضاف المصدر أن «جداول التنفيذ تأتي من الادعاء العام بعدم شمول هؤلاء المطلوب تنفيذ أحكام الإعدام بهم بقانون العفو العام أو رفض شمولهم بإعادة المحاكمة».
من جهته أكد أمير الكناني المستشار القانوني في رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يوجد أي تأخير بالمصادقة على أحكام الإعدام من قبل الرئاسة»، مضيفا أن «المراسيم تصدر بشكل انسيابي». وبشأن التأخير الذي يجري الحديث عنه فيما يتعلق بأحكام الإعدام يقول الكناني إنه «في الغالب يعود إلى طلبات إعادة المحاكمة». وأشار إلى أن «الأحكام التي تنفذها وزارة العدل تتم بعد صدور مرسوم جمهوري يقضي بذلك».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.