لم يعرف طريق المرمى في مونديال روسيا 2018 سوى مرة واحدة ولم يظهر سوى لمحات بسيطة... المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش هو أشبه بالمارد الذي ينتظر لحظة الخروج من القمقم، ولعلها تأتي في نصف نهائي كأس العالم ضد إنجلترا اليوم.
لاعب يوفنتوس الإيطالي البالغ من العمر 32 عاما، قادر على أن يصنع الفارق في أي مباراة في ظل الإصرار والعزيمة اللذين يتمتع بهما، لكن سجله التهديفي في المونديال الحالي يبدو متواضعا. المؤكد أن اللاعب الذي يتمتع ببنية جسدية ضخمة (190 سم و86 كلغم) لا يبخل بأي نقطة عرق خلال المباريات، فهو لم يجلس إلى مقاعد البدلاء في المباريات الخمس التي خاضها المنتخب حتى الآن، ويعتبر مفتاح الأسلوب التكتيكي للمدرب زلاتكو داليتش، بقدر أهميته في خطط لعب نادي يوفنتوس الإيطالي ومدربه ماسيميليانو أليغري.
في صفوف يوفنتوس يشغل ماندزوكيتش مركز الجناح، بينما يؤدي في المنتخب الكرواتي دورا أقرب إلى مهاجم صريح.
وسبق للمهاجم الكرواتي أن تحدث عن تنوع دوره في الملعب، بقوله: «مساهمتي الأساسية هي إيلاء عناية خاصة للناحية الدفاعية، لكن في الوقت نفسه المساهمة في الهجوم».
وأظهر اللاعب قدرته على شغل أكثر من مركز داخل المستطيل الأخضر منذ كان يدافع عن ألوان فريق فولفسبورغ الألماني الذي انضم إليه عام 2010 قادما من دينامو زغرب، حيث لعب على الجناح، لحين مغادرة زميله حينذاك المهاجم البوسني إدين دزيكو، الذي يلعب حاليا مع روما الإيطالي.
وبفضل أهدافه تمكن ماندزوكيتش من إقناع بايرن ميونيخ الألماني بالتعاقد معه عام 2012، وأحرز مع النادي البافاري لقب دوري أبطال أوروبا في عامه الأول، وسجل هدف التقدم في المباراة النهائية أمام بوروسيا دورتموند (2 - 1)على ملعب ويمبلي في لندن.
مرة جديدة أظهر ماندزوكيتش قدرته على التأقلم، إذ برز في الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد (2014 - 2015)، وفي إيطاليا مع يوفنتوس.
ولكن ماذا عن أدائه مع منتخب بلاده؟ الأرقام تشير إلى تراجع معدله التهديفي، إذ سجل 31 هدفا في 87 مباراة دولية، ولم يعرف طريق المرمى سوى مرة واحدة في مونديال روسيا، على رغم أهمية هدف التعادل الذي سجله في مرمى الدنمارك ومساهمته في فوز فريقه بركلات الترجيح 3 - 2 بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي في ثمن النهائي. كما مرر كرة حاسمة لزميله أندري كراماريتش الذي سجل هدف التعادل أمام روسيا (1 - 1) في الدور ربع النهائي.
ألا تعد هذه الأرقام متواضعة بالنسبة للاعب على هذا القدر من الخبرة والموهبة؟ ستكون هذه الأرقام تحت الضوء أكثر عندما يتواجه اليوم مع هاري كين، قائد المنتخب الإنجليزي ومتصدر ترتيب الهدافين في المونديال الروسي مع ستة أهداف حتى الآن.
وبحسب شركة «أوبتا» للإحصاءات الرياضية، كانت تمريرة ماندزوكيتش الحاسمة لكراماريتش في مباراة روسيا، أول تمريرة حاسمة له في 21 مباراة دولية رسمية، علما بأن الأخيرة تعود إلى مارس (آذار) 2015.
وسيكون ماندزوكيتش مطالبا أمام إنجلترا بتوفير قدرة الحسم لمنتخب بلاده الذي احتاج إلى ركلات الترجيح لحسم مباراتيه في الأدوار الإقصائية حتى الآن، ضد الدنمارك في ثمن النهائي وروسيا في ربع النهائي.
يملك ماندزوكيتش الكثير من الشخصية والشجاعة، ولكن سكان سلافونسكي برود سيفتخرون أكثر بابن مدينتهم لو سجل مجددا، وخاصة الهدف الذي ربما سيؤهل كرواتيا إلى المباراة النهائية لمونديال روسيا، وذلك للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها في نهائيات كأس العالم.
كرواتيا تنتظر انتفاضة ماندزوكيتش في نصف النهائي
كرواتيا تنتظر انتفاضة ماندزوكيتش في نصف النهائي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة