فرصة ذهبية أمام ديشامب لقيادة فرنسا للفوز بكأس العالم

المدير الفني لمنتخب «الديوك» مطالب بإعطاء حرية للاعبيه لإظهار قدراتهم في نصف النهائي

ديشامب يوجّه لاعبيه في التدريبات قبل خوض معركة قبل النهائي (أ.ف.ب)
ديشامب يوجّه لاعبيه في التدريبات قبل خوض معركة قبل النهائي (أ.ف.ب)
TT

فرصة ذهبية أمام ديشامب لقيادة فرنسا للفوز بكأس العالم

ديشامب يوجّه لاعبيه في التدريبات قبل خوض معركة قبل النهائي (أ.ف.ب)
ديشامب يوجّه لاعبيه في التدريبات قبل خوض معركة قبل النهائي (أ.ف.ب)

في يوم صيفي بارد في ملعب نيجني نوفغورود بروسيا، تألق المنتخب الفرنسي وحقق فوزا مستحقا بهدفين دون رد على منتخب أوروغواي ليصعد إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم ويعلن عن نفسه كأحد أقوى المرشحين للحصول على اللقب.
وقبل تسعة أيام من صعود الفريق الفائز بلقب المونديال إلى منصة التتويج، قاد المدير الفني الفرنسي ديديه ديشامب منتخب بلاده لتحقيق نتيجة مثالية لم تؤهل الديوك الفرنسية للدور نصف النهائي فحسب، لكنها رفعت عنه شخصيا الكثير من الضغوط بعدما ظهر لاعبوه بطريقة جيدة وأثبتوا أنهم قادرون على الذهاب بعيدا في هذا المعترك الكروي الشرس.
وقد ظهر المنتخب الفرنسي أمام أوروغواي متماسكا وقويا وحذرا عندما يستحوذ على الكرة ومنضبطا في الناحية الدفاعية ويلعب كوحدة واحدة، وهي الصفات التي تصنع البطل في كثير من الأحيان. وبفضل هذا الأداء القوي، تغلبت فرنسا على أوروغواي بهدفين من توقيع المدافع فاران من رأسية قوية من كرة ثابتة، بعد خطأ ساذج من الحارس الأوروغواياني فرناندو موسليرا، الذي تعامل أيضا برعونة كبيرة مع تسديدة أنطوان غريزمان في الشوط الثاني للمباراة.
ومع إطلاق حكم اللقاء لصافرة النهاية، كانت هناك ردود فعل متباينة تماما بين لاعبي منتخب أوروغواي الذين كانوا في حالة ذهول وسقطوا على أرضية الملعب وبين لاعبي المنتخب الفرنسي الذين كانوا سعداء للغاية بهذا الانتصار الثمين.
ويجب الاعتراف بأن ديشامب ليس محبوبا بين الصحافيين، لأنه يعاملهم على ما يبدو بازدراء، وبالتالي يعاملونه هم بنفس الطريقة. وبعد انتهاء المباراة، انضم ديشامب إلى لاعبيه ليهنئهم بالفوز وعانق كلا من هوغو لوريس ورافاييل فاران وستيفن نزونزي.
لكن من السهل أيضاً أن تشعر بالتعاطف مع ديشامب، الذي يمتلك الآن فرصة ذهبية لقيادة هذه الكوكبة من اللاعبين الرائعين للحصول على لقب المونديال. لكن ديشامب فشل بالفعل في قيادة فرنسا للحصول على كأس الأمم الأوروبية التي استضافتها بلاده، فهل يمكن أن يفشل أيضا في الفوز بكأس العالم؟.
هذه هي المعضلة الكبرى وهذا هو الخطر الأكبر الذي يواجه مديرا فنيا يمتلك مجموعة رائعة من اللاعبين في مونديال شهد خروج المنتخبات الكبرى، وبالتالي بات يتعين على فرنسا أن تنقض للحصول على اللقب.
ويدرك ديشامب أن شبح زين الدين زيدان نجم فرنسا السابق والمدرب السابق لريال مدريد الإسباني يطارده في حال أخفق بمهمته. ولم يبد ديشامب انزعاجا إزاء التوقعات التي تشير إلى أن زيدان سيخلفه في تدريب المنتخب، لكنه أكد أنه يركز في الوقت الحالي على تحقيق هدفه أولا.
وبات ديشامب على بعد انتصار واحد للتأهل للنهائي وانتصارين من تحقيق إنجاز لم يسبقه إليه سوى ماريو زاغالو وفرانز بيكنباور، وهو اعتلاء منصة التتويج كلاعب وكمدرب.
وكان ديشامب قائدا للمنتخب الفرنسي المتوج باللقب الوحيد لفرنسا حتى الآن في مونديال 1998 بفرنسا، والآن يتطلع المدرب إلى مواصلة انطلاقة الفريق في المونديال الروسي أملا في اعتلاء منصة التتويج.
وتشير التوقعات إلى أن إخفاق المنتخب الفرنسي في تخطي عقبة بلجيكا، سيرفع الأصوات المطالبة بإسناد مهمة تدريب المنتخب إلى زين الدين زيدان الذي لم يرتبط بأي عقود منذ رحيله المفاجئ عن تدريب ريال مدريد، عقب قيادة الفريق للتتويج بدوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي.
وتحلى ديشامب بإيجابية هائلة إزاء التوقعات المتعلقة بزيدان، وقال: «لا أرى حضوره (كمرشح) بمثابة تهديد أو ضغط إضافي. في يوم ما ستقع هذه المسؤولية الهائلة على كاهله. ولكن في الوقت الحالي، أنا من يوجد هنا في المنصب».
وحتى يتمكن المنتخب الفرنسي من الفوز بلقب كأس العالم فإنه سيواجه منتخبين قويين - بلجيكا والفائز من إنجلترا وكرواتيا - لكنهما ليسا من المنتخبات التي لا تقهر، بعد خروج المنتخبات الكبرى. ولو نجح ديشامب في استغلال المواهب الفذة الموجودة في فريقه وحصل على اللقب فسوف يرفع كل الضغوط من على كاهله.
وقد أظهر لاعبو المنتخب الفرنسي، وخصوصا النجم الشاب كيليان مبابى بأدائه القوي أمام الأرجنتين في دور الستة عشر، أنهم يملكون الإمكانيات والقدرات التي تؤهلهم للحصول على لقب كأس العالم في حال استغلالهم الاستغلال الأمثل ومساعدتهم على تقديم أفضل ما لديهم.
وقد سيطرت فرنسا على مجريات الأمور تماما أمام أوروغواي، التي ظهرت بشكل سيئ. وكان غياب إدينسون كافاني بمثابة ضربة قوية وموجعة لمنتخب أوروغواي، ليس فقط بسبب مهارته الكبيرة ولكن أيضا بسبب المجهود الخرافي الذي يبذله في المباريات والركض المتواصل الذي يزعج دفاعات أي فريق. أما بديله كريستيان ستواني فقد ظهر بشكل متواضع للغاية ولم يكمل سوى ثلاث تمريرات فقط خلال 60 دقيقة، في الوقت الذي مرر فيه خمس كرات بصورة سيئة.
وأحرزت فرنسا الهدف الأول من كرة ثابتة أخرى، في مشهد يبرز أهمية الكرات الثابتة في كأس العالم الحالية وكيفية استغلالها من جانب الكثير من الفرق لهز شباك الفرق المنافسة. وينطبق نفس الأمر على منتخب إنجلترا الذي أصبح يستغل الكرات الثابتة أفضل استغلال.
لقد لعب غريزمان الكرة الثابتة بشكل دقيق للغاية في الوقت الذي ركض فيه فاران بسرعة وفي التوقيت المناسب تماما وأطلق قذيفة مدوية برأسه في الزاوية البعيدة. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أنه لم يكن هناك أي ابتكار في هذه اللعبة، وأن الأمر لا يتجاوز كونه كرة ثابتة تم تنفيذها بشكل جيد.
ويجب الإشارة أيضا إلى الدور الذي لعبه تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد في هذا الأمر، لأن تطبيق هذه التقنية منع المدافعين من إعاقة المهاجمين، بالشكل الذي رأيناه مع فاران، حيث لم يتعرض لأية إعاقة أو مسك من قبل مدافعي المنتخب الأوروغواياني.
لقد أصبحنا نرى المدافعين وهم يتراجعون إلى الخلف دون التدخلات القوية التي كنا نراها في السابق، خوفا من أن تحتسب تقنية الفيديو المساعد ركلة جزاء ضدهم، لكن من المؤكد أن المدافعين سيصلون إلى حل وسط في مرحلة ما فيما يتعلق بهذا الأمر. وقد يتمثل الحل في أن يصب المدافعون كامل تركيزهم على لعب الكرة بالرأس وليس التركيز على جسد المهاجم نفسه.
ويجب الإشادة بنجم خط وسط المنتخب الفرنسي بول بوغبا الذي ظهر أمام أوروغواي بشكل جيد وكان يمرر الكرات بشكل رائع وساهم بشكل كبير في سيطرة منتخب بلاده على وسط الملعب. لكن يبدو أن لاعباً مثل عثمان ديمبلي لن يحصل على الفرصة المناسبة لإظهار قدراته وإمكانياته في هذه البطولة.
وفيما يتعلق بطريقة اللعب التي يعتمد عليها ديشامب، فنجد أنه يقيد تحركات المهاجمين من أجل القيام بأدوارهم الدفاعية ويسد المساحات الخالية أمام لاعبي الفرق المنافسة، كما نجد هناك انضباطا كاملا من جانب المدافعين.
ويمكن القول إن فرنسا قوية بالدرجة التي تمكنها من الفوز بكأس العالم الحالية، ولديها أيضا الإمكانيات التي تؤهلها للعب بقدر أكبر من الحيوية وإطلاق العنان للاعبيها الذين يمتلكون قدرات فنية كبيرة. وسيتعين على ديشامب خلال الأيام المقبلة أن يحدد ما إذا كان سيجعل هؤلاء اللاعبين يلعبون بانضباط كبير من الناحية الخططية أو سيسمح لهم باللعب بحرية أكبر من أجل إظهار القدرات الكبيرة التي يمتلكونها، لأن ذلك سيؤثر بشكل كبير على فرص المنتخب الفرنسي في الحصول على لقب كأس العالم في نهاية المطاف.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».