ما هي وظيفة «مدرب المهاجمين» الجديدة التي ظهرت في المونديال؟

إنجلترا نقلت الفكرة من كرة القدم الأميركية والرغبي

ألان راسيل وغاريث ساوثغيت
ألان راسيل وغاريث ساوثغيت
TT

ما هي وظيفة «مدرب المهاجمين» الجديدة التي ظهرت في المونديال؟

ألان راسيل وغاريث ساوثغيت
ألان راسيل وغاريث ساوثغيت

مع تسديد إيريك داير لركلة الترجيح الأخيرة أمام منتخب كولومبيا في دور الـ 16، ظهر رجل أسكتلندي من ضمن طاقم التدريب الإنجليزي وهو في فرحة هيستيرية لتأهل منتخب الأسود الثلاثة لربع نهائي المونديال للمرة الأولى منذ عام 2006.
المنتخب الإنجليزي نجح بعد ذلك في بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1990 بعد الفوز على السويد في ربع النهائي، بفضل هدفين بضربات رأسية من هاري ماغواير وديللي آلي، لتظهر الفرحة على وجه الرجل الأسكتلندي مرة أخرى.
"ألان راسيل" ربما لم يسمع أحد بهذا الاسم كلاعب خاض مسيرته مع أندية مغمورة ما بين إنجلترا وإسكتلندا والولايات المتحدة الأميركية، ولكن راسيل البالغ من العمر 37 عامًا استطاع دخول عالم التدريب من أوسع أبوابه كونه أحد أول المدربين المختصين بتدريب مهاجمي الفريق فقط، ليصبح الذراع الأيمن للمدير الفني للمنتخب الإنجليزي "غاريث ساوثغيت".
تأثير راسل ظهر أيضًا في تطوير اللاعبين الإنجليز على تسديد ركلات الجزاء والتخلص من عقدة استمرت معهم طوال تاريخ مشاركاتهم في المونديال، حيث أن المنتخب الإنجليزي لم يهدر سوى ركلة وحيدة من ضمن 9 ركلات في البطولة حتى الأن بما فيهم الركلات الترجيحية أمام كولومبيا.
كما أن بصمة راسل واضحة في استعادة هيبة إنجلترا في الاستفادة من الركلات الثابتة وتحويلها إلى أهداف.
المنتخب الإنجليزي الذي اشتهر في تسعينيات القرن الماضي باعتماده على الكرات الثابتة وامتلاكه للاعبين يجيدون تسديد هذه الضربات مثل ديفيد بيكام، لم يستطع إحراز أي أهداف بالاستفادة من الكرات الثابتة في بطولات يورو 2012، كأس العالم 2014، يورو 2016، حتى استطاع راسل إعادة اكتشاف سلاح الكرات الثابتة لدى منتخب الأسود الثلاثة في المونديال الحالي.
هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كانت قد حاورت تام مكمانوس أحد من زاملوا ألان راسل في الملاعب وسألته عن رأيه فيما يقدمه زميله السابق في عالم التدريب حاليًا.
ويعتقد مكمانوس أن راسل قد اختار أن يكون مدربًا عندما خاض تجربة اللعب في الدوري الأميركي "إم.إل.إس".
ويقول ماكمانوس مهاجم نادي هايبرنيان السابق إن راسل لاحظ تأثير المدربين المتخصصين في كرة القدم الأمريكية "إن.إف.إل"، فلقد رأى أن بعض من فرق كرة القدم الأميركية تملك مدرب مختص بالهجوم، وآخر بالدفاع، ومدرب للظهيرين، ومدرب خاص بالتدريب على الركل، لذلك فكر راسل أن هذه الفكرة قد تجدي نفعًا مع كرة القدم أيضًا".
وتابع مكمانوس: "لقد فكر ألان أن يطبق فكرة مدرب المهاجمين في عالم كرة القدم، هناك مدرب لحراس المرمى في كل فريق في العالم، ولكن وجود مدرب للمهاجمين فقط هو أمر غير شائع في بريطانيا، لقد جلب ألان هذه الفكرة هنا وأعتقد أن الكثير من الأندية ستسير على خطى المنتخب الإنجليزي بعد ذلك في الاستعانة بمدرب للمهاجمين".
كما أضاف مكمانوس: "لقد بدأ ألان في تطبيق الفكرة مع الأطفال في مشروعه الخاص، والأن هو يطبقها مع أعلى مستوى في البلاد، وهو المنتخب الإنجليزي".
• ما الجديد الذي قدمه ألان مع المنتخب الإنجليزي؟
يقول مكمانوس أن في حصص التدريبات التقليدية يحصل اللاعبون على 10 دقائق في نهاية كل حصة للتسديد على المرمى، ولكن مع ألان الأمور مختلفة، فهو يدربهم على كيفية التحرك والتسديد من زوايا مختلفة والمرور من مدافعي الخصم ودعم دفاع الفريق وأمور أخرى".
وأضاف: "لقد ارتقى ألان بمستوى تدريب المهاجمين إلى مستوى أعلى، أعتقد أن الكثير من الأندية ستبحث عن مدرب للمهاجمين لأن الفكرة قد نجحت مع المنتخب الإنجليزي، خاصة الأن بعد أن فازت إنجلترا بركلات الترجيح، سيصبح ألان بطلًا في إنجلترا، تدريب المهاجمين ليس سهلًا، وضع الكرة في شباك الخصم هي أصعب ما في اللعبة".
فكرة وجود مدرب متخصص منتشرة أيضًا في رياضة الرغبي، حيث يوجد مدرب للهجوم وللدفاع وللركلات الثابتة، وها هو ألان قد أثبت نجاح تطبيق هذه الأفكار واستفادة كرة القدم من الأساليب المتبعة في بعض الألعاب الأخرى.
براين إياسون مدرب للرياضة الرغبي تحدث عن نجاح فكرة المدرب المتخصص في لعبته وقال: "هناك تفاصيل كثيرة قد تبدو صغيرة في اللعبة، لذلك فأنت تحتاج لمدرب متخصص للعمل على هذه التفاصيل التي تُحدث الفارق، الأمر يعود على اللاعبين بفائدة عظيمة مع استيعابهم لتحليل المدربين المتخصصين".
يذكر أن منتخب الأسود الثلاثة قد نجح في بلوغ نصف النهائي في البطولات الكبرى "كأس عالم أو يورو" للمرة الأولى منذ وصولهم لنصف نهائي يورو 1996 والخسارة أمام ألمانيا بركلات الترجيح، والتي شهدت فشل ساوثغيت وقتها في تسجيل ركلته، وذلك قبل 22 عامًا من توليه تدريب المنتخب الإنجليزي ونجاحه في بلوغ قبل نهائي مونديال روسيا 2018.


مقالات ذات صلة

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة عربية يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

ينوي يونس محمود الترشح لرئاسة الاتحاد العراقي للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة سعودية جانب من اجتماع سابق للمكتب التنفيذي لكأس الخليج (الشرق الأوسط)

الخميس إعلان استضافة السعودية «خليجي 27» في سبتمبر 2026

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي ستعقد اجتماعاً في الكويت، الخميس، وستُمنح استضافة النسخة المقبلة للسعودية.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة سعودية كليمنت لينغليت خلال إحدى مباريات أتلتيكو في الدوري الإسباني (رويترز)

لينغليت: استضافة مونديال 2034 نتاج لاهتمام السعودية بالرياضة

قال الفرنسي كليمنت لينغليت لاعب أتلتيكو مدريد المنافس في الدوري الإسباني إن فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، نتاج للاهتمام بالرياضة.

سلطان الصبحي (الرياض )

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».