الرئيس الصيني ينتقد «الحمائية والانعزالية والشعبوية»

TT

الرئيس الصيني ينتقد «الحمائية والانعزالية والشعبوية»

انتقد الرئيس الصيني شي جيبينغ، أمس، أمام مجموعة من أصحاب المجموعات العالمية «الحمائية والانعزالية والشعبوية»، مُجددا وعوده بالانفتاح الاقتصادي على خلفية اختبار قوة تجاري بين بكين والولايات المتحدة. وأضاف شي أمام حوالي 20 من رؤساء مجالس إدارة شركات أجنبية في بكين أنه بعد «مؤشرات استقرار الاقتصاد العالمي وتحسنه» في 2017، «علينا أن نبقى متيقظين، لأنه في حين أن النمو لا يزال يفتقر إلى القوة، نشهد تصاعدا للحمائية والانعزالية»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ولم تنشر السلطات أسماء الزوار الأجانب، لكن بحسب صور بثها التلفزيون الصيني، شارك في اللقاء رؤساء مجموعات «بي اتي بي بيليتون» و«فولكسفاغن» الألمانية و«سواير» البريطانية. وتأتي هذه التصريحات في حين ازداد التوتر في الأيام الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة، بسبب تبادل فرض الرسوم الجمركية على الواردات والسلع، ما ينذر بحرب تجارية بين البلدين.
ودون ذكر إدارة ترمب تحديدا، أدان الرئيس الصيني «عقلية الحرب الباردة» التي ترى في الواردات نقطة ضعف حيال الدول المصدرة الوحيدة المستفيدة من المبادلات. وقال شي إن «السلام والتنمية في العالم يواجهان تحديات أكبر وأصعب. لكن علينا ألا ننسى جروحنا عندما تزول آثارها (...)، ما زالت لدينا ذكريات أليمة من الأزمة المالية». وتابع أن «بعض قادة (الدول الأجنبية) يشتكون من الحصة التي يحصلون عليها في الاقتصاد العالمي. الأمر الوحيد الذي يجب القيام به هو زيادة الحصص الواجب تقاسمها (...)، إذا سلكنا طريق الحمائية فلن يعود هناك حصص».
وكرر وعود الانفتاح الاقتصادي التي قطعها في أبريل (نيسان) في منتدى بواو لآسيا، حيث تعهد أمام المقاولين الأجانب بتسريع انفتاح القطاع المالي الصيني. ورغم لهجة بكين التصالحية، تشكو المؤسسات الغربية من وعود لم تحترم وأجواء أعمال لا تزال معادية في البلاد بين القيود على الإنترنت وقواعد غير عادلة تستفيد منها الشركات الصينية.
وأفاد تحقيق نشرته غرفة التجارة التابعة للاتحاد الأوروبي في بكين، أن نصف الشركات الأوروبية لم تسجل منذ عام أي تغيير للوصول إلى السوق المحلية، حتى إن 11 في المائة منها أشارت إلى قيود أكبر.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».