أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عزمه التقدم بشكوى رسمية للاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، ضد الحكم الباراغواياني إنريكي كاسيريس، الذي أدار مباراة روسيا ومصر الثلاثاء في الجولة الثانية من المجموعة الأولى بدور المجموعات ببطولة كأس العالم، المقامة حاليا بروسيا.
وأشار اتحاد الكرة المصري إلى أنه اتخذ هذا القرار، بسبب عدم تطبيق القانون بشكل صحيح، بالإضافة لقيامه بظلم منتخب مصر بشكل واضح، على حد وصف الاتحاد.
وخسر المنتخب المصري 1 - 3 أمام نظيره الروسي، ليودع المنتخب الملقب بـ(الفراعنة) المونديال مبكرا بعدما ظل رصيده خاليا من النقاط، حيث سبق له أن خسر صفر - 1 أمام أوروغواي في مباراته الافتتاحية بالبطولة.
وقال هاني أبو ريده، رئيس اتحاد الكرة المصري، إنه سيتم تقديم شكوى ضد طاقم التحكيم بعدما تأكد من ظلمه للفريق بشكل واضح وتغاضيه عن الاحتكام لتقنية حكم الفيديو المساعد، عندما تعرض مروان محسن مهاجم الفريق للإعاقة داخل منطقة جزاء روسيا، بالإضافة لاحتسابه الهدف الأول لروسيا، حيث أظهرت الإعادة التلفزيونية تعرض أحمد فتحي قائد منتخب مصر للدفع، ليسجل هدفا للمنتخب الروسي بالخطأ في مرمى الحارس محمد الشناوي.
وأكد أبو ريده أن اتحاد الكرة المصري سيحافظ على حقوقه بتقديم شكوى رسمية ولن يتنازل عن التحقيق فيها. وتتباين آراء خبراء تحكيم عالميين بالتطبيق الفعلي لتقنية الفيديو في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في روسيا وذلك لمساعدة حكام المباريات على اتخاذ قرارات مهمة ومؤثرة في سير المباريات في أهم المسابقات الكروية حول العالم.
واستفاد المنتخب المصري من التقنية في مواجهة منتخب روسيا المستضيف في الجولة الثانية حيث تحصل على ركلة جزاء لكنه لم يستفد منها في جزائية أخرى، وفي المقابل طالب المنتخب المغربي بركلة جزاء ضد البرتغال في الجولة الثانية بسبب ارتطام الكرة في يد أحد المدافعين البرتغاليين لكن الحكم قرر مواصلة اللعب.
وخرج المنتخبان العربيان إضافة للمنتخب السعودي من المونديال بعد خوض كل منهما مباراتين حيث كانت الحصيلة من دون نقاط.
وقال الحكم الإماراتي السابق علي بوجسيم الذي يتصدر قائمة الحكام العرب في قيادة مباريات في نهائيات كأس العالم برصيد 7 مباريات في ثلاث بطولات متتالية، إن استخدام التقنية كان له إثر إيجابي جدا على المنافسات الحالية، حيث ساهم في تعزيز ثقة المنتخبات المشاركة في الحصول على حقوقها كاملة أو بنسبة أكبر بعد أن كان هناك تخوف من تكرار أخطاء مؤثرة جدا في مناسبات سابقة.
وأضاف بوجسيم لـ«الشرق الأوسط» يمكن القول إن الأخطاء قلت بنسبة تصل إلى 60 في المائة أو أكثر عما كانت عليه سابقا وهذه التقنية تريح الحكام من جهة، ولكنها تحملهم مسؤولية أكبر من جهة أخرى، خصوصا أن هناك توفيرا للتقنية التي تساعدهم على اتخاذ القرارات، ولذا لا يمكن ترك مجال كبير للأعذار في حال ارتكاب الأخطاء المؤثرة.
وبين أن هناك حالات لا يتوجب اللجوء فيها لتقنية الفيديو إذا اتخذ الحكم قرارا، وكانت زاوية الرؤية لديه واضحة بأن يكون على مسافة لا تقل عن 10 أمتار من موقع الخطأ المرتكب، أما أذا كانت المسافة بينه وبين الخطأ أقل من 5 أمتار فيعني أن القرار الذي يتخذه قد لا يكون هو الأصح، وهناك تأكيد من قبل الاتحاد الدولي على موضوع اتخاذ الحكم الموقع المناسب في الملعب أثناء تحرك الكرة.
وبين أن هناك أخطاء حصلت في نهائيات كأس العالم من بينها ما حصل في مباراة البرازيل وسويسرا وكان يتوجب على الحكم أن يلجأ للفيديو في الألعاب المثيرة للشكوك ولكنه لم يقم بذلك وهذا رد على كل من يرى أن تقنية الفيديو وضعت لخدمة المنتخبات الكبيرة، فلا يوجد من هو أكبر وأعرق من المنتخب البرازيلي في كأس العالم ومع ذلك لم تخدمه التقنية وهذا يعود إلى قناعة الحكم نفسه بقراره.
وحول مباراة منتخب المغرب ضد البرتغال والمطالبة المغربية بركلة جزاء، وعدم لجوء الحكم لتقنية الفيديو قال بوجسيم: «مع كل الاحترام للأشقاء في منتخب المغرب، اللعبة لا تستوجب ركلة جزاء لأن يد اللاعب البرتغالي كانت ثابتة ولم يستخدمها للتصدي للكرة».
في المقابل انتقد حكم مباراة إسبانيا وإيران للجوء لتقنية الفيديو في قرار واضح اتخذه بإلغاء الهدف الإيراني لوجود اللاعب في موقع تسلل، مبينا أن الحكم الذي يتخذ مثل هذه القرارات المترددة يكون تقيمه أقل عادة.
أما الحكم السعودي خليل جلال الذي شارك في نهائيات كأس العالم 2010، فقد شدد على أن استخدام تقنية الفيديو كان إيجابيا من جانب تقليل الأخطاء المؤثرة، كما يرى مسؤولو المنتخبات المشاركة، لكن في المقابل كان لها آثار سلبية أكثر على التحكيم ومدى الاحترام لحكام المباريات في هذه المناسبة الكبرى.
وأضاف: «تراجعت بنسبة كبيرة الثقة في الحكم من قبل اللاعبين داخل أرض الملعب وبالتالي قل حتى الاحترام له، وأصبح حكم كرة القدم كالعداء يركض خلف الكرة ويتم الضغط عليه للجوء للفيديو في حال أي كرة مشكوك فيها ويتخذ الحكم قراره الذي هو مقتنع به، وإذا كان هناك قرار قد اتخذ بشأن استخدام التقنية للتقليل من أخطاء التحكيم فنتمنى أن تتخذ التقنية ضمن مشروع كبير للرقي بكرة القدم من جميع النواحي الإدارية والفنية وغيرها، لأن الحكم بشر ويخطئ ويصيب ووضع وصاية عليه بهذه الطريقة يفقد حتى كرة القدم متعتها وإثارتها».
واتفق جلال مع حديث بوجسيم على أن التقنية لم تخدم جميع المنتخبات ومن بينها البرازيل كمثال، كما أنها لم تستخدم في اتخاذ قرارات مهمة كما حصل في مباراة المغرب والبرتغال لأن الحكم كان واثقا من قراراته الإيجابية والصحيحة، وتحديدا لمسة اليد التي طالب فيها المغاربة بركلة جزاء، لكن الحكم كان شجاعا وواثقا من قراره مبينا أن كرة القدم يجب أن يبعد فيها مبدأ التعاطف في القرارات التي يراها الحكم منصفة، فهو حكم ومؤتمن على إخراج المباراة بشكل عادل للطرفين.
أما المحاضر الدولي وعضو لجان الفيفا في التحكيم «سابقا» جاسم مندي، فأشار إلى أن الإيجابيات في التقنية كثيرة، وقللت كثيرا من الاعتراضات مع أنها قتلت جانبا مهما من إثارة وندية كرة القدم.
وأضاف: «يمكن القول إن التقنية لم يستخدمها كثير من الحكام الأكثر ثقة في قدراتهم وقراراتهم وإن كان بعضهم يلام على ذلك كما هو الحال لحكم مباراة البرازيل وسويسرا بعد أن اتضح أن المساعدين له في تقنية الفيديو طلبوا منه مشاهدة إحدى اللقطات المثيرة للاهتمام لصالح المنتخب البرازيلي لكنه تجاهلهم، معتبرا أن الحكم يجب ألا يجعل هذه التقنية من سبل الضغط السلبي عليه، بل العكس يستفيد من الجانب الإيجابي دون أن يفقد الثقة بنفسه وقدراته».
بقيت الإشارة إلى أن الاتحاد البرازيلي اعترض على عدم احتساب ركلة جزاء على الأقل لمنتخبه ضد سويسرا واستفسر عن آلية لجوء الحكام للفيديو من خلال رسالة بعثها للفيفا.
مصر تحتج رسمياً على حكم مباراتها أمام روسيا بسبب «الفيديو»
اتحاد الكرة قال إن هناك جزائية
مصر تحتج رسمياً على حكم مباراتها أمام روسيا بسبب «الفيديو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة