البرلمان الأوروبي يناقش سبل التصدي لـ«التطرف المؤدي إلى الإرهاب»

إجراءات أمنية للشرطة خلال محاكمة متهمين بالإرهاب في بروكسل في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
إجراءات أمنية للشرطة خلال محاكمة متهمين بالإرهاب في بروكسل في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

البرلمان الأوروبي يناقش سبل التصدي لـ«التطرف المؤدي إلى الإرهاب»

إجراءات أمنية للشرطة خلال محاكمة متهمين بالإرهاب في بروكسل في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
إجراءات أمنية للشرطة خلال محاكمة متهمين بالإرهاب في بروكسل في فبراير الماضي (إ.ب.أ)

أعلن البرلمان الأوروبي في بروكسل أن اجتماعاً مشتركاً لأعضاء لجنة مكافحة الإرهاب ولجنة الموازنة سينعقد بعد ظهر اليوم الثلاثاء لمناقشة تقرير خاص حول التصدي لـ«التطرف المؤدي إلى الإرهاب». وأشار البرلمان إلى أن التقرير الذي يتناول العمل الأوروبي في هذا الصدد خلال العام 2017 يركّز على تقييم عمل المفوضية الأوروبية في تلبية احتياجات الدول الأعضاء.
وسيتولى البرلماني دينيس ديونغ إدارة جلسة نقاش بحضور عدد من المتخصصين والقانونيين والخبراء من مؤسسات ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي في هذا الملف.
ويسبق ذلك اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب يتعلق بالتعاون القضائي في مجال الإرهاب، وبحضور عدد من المستشارين القانونيين والقضاة وأساتذة في القانون، وأيضاً كاميل هانتشيه نائب المدعي العام رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في مكتب المدعي العام في باريس وأنطونيو بالسامو قاضي الاحتياط في الدائرة المتخصصة بالمحكمة الدستورية في كوسوفو وأستاذ القانون الجنائي في كلية الحقوق في باليرمو الإيطالية.
وكانت لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان الأوروبي عقدت أمس الاثنين في بروكسل جلسة نقاش تناولت سبل تعزيز العمل المشترك في إطار مكافحة الإرهاب وتهديداته والاستفادة من تجارب الدول الأعضاء في مجال مكافحة خطر الإرهاب وتمويله. وبدأت جلسة أمس بنقاش حول «العملات الافتراضية وتمويل الإرهاب.. تقييم المخاطر والاستجابات»، وقدّم دراسة في هذا الشأن توم كايتنغ مدير مركز الجرائم المالية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا. ثم انتقل النقاش بعد ذلك إلى ملف الاتجاهات الجديدة في تمويل مكافحة الإرهاب والشراكة بين القطاعين العام والخاص بحضور مارتن ريسنبايك المنسق الهولندي الوطني لمكافحة تمويل الإرهاب. كما تناول النقاش في الجلسة أسواق الأسلحة النارية غير المشروعة وكيفية استحواذ الشبكات الإرهابية على السلاح في أوروبا. وشارك في النقاش حول هذا الملف باحثون متخصصون من بلجيكا وسويسرا وممثل عن وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول».
وتشير تقارير إلى تزايد التعامل بالعملات الافتراضية - الرقمية - عبر شبكة الإنترنت، إذ أصبح لها منصات عديدة للتداول بالبيع أو الشراء. وفي وقت تعترف فيه دول كثيرة بهذه العملات، تنكرها دول أخرى. لكن مكمن الخطورة فيها، كما يقول منتقدون، أنها يمكن أن تنسف جهود مكافحة غسل الأموال دولياً، خاصة في مجال الإرهاب والجريمة المنظمة، في ظل غياب التشريعات لتنظيم التعامل بالعملات الافتراضية.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي نشرت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل لائحة بأسماء أعضاء أول لجنة مكلفة ملف مكافحة الإرهاب في البرلمان الأوروبي وتضم 30 عضواً. ومن المتوقع أن تصدر اللجنة تقريراً نهائياً بنهاية مدة تفويضها، أي في سبتمبر المقبل، وسيتم تضمينه توصيات تُرفع إلى المؤسسات الأوروبية وعواصم الدول الأعضاء. وتعمل اللجنة على «تقييم التهديد الإرهابي على الأراضي الأوروبية، والإبلاغ عن مواطن الخلل في الإجراءات المطبقة من قبل الدول الأعضاء، كما ستضطلع بمهمة اقتراح الحلول للمشاكل التي يتم اكتشافها»، بحسب بيان للبرلمان.
وأعلن المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل، الشهر الماضي، عن اعتماد توجيه يعزز قواعد الاتحاد الأوروبي لمنع غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وجاء هذا القرار كجزء من خطة العمل التي أطلقت بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية في أوروبا عام 2016، ومنها تفجيرات بروكسل في مارس (آذار) من العام نفسه والتي أسفرت عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».