«الشاباك» يعلن اعتقال خلية لـ«حماس» في نابلس

TT

«الشاباك» يعلن اعتقال خلية لـ«حماس» في نابلس

قال جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، إنه اعتقل خلية كبيرة تابعة لحركة حماس، كانت تخطط لتنفيذ عمليات «خطيرة» في إسرائيل. وقال «الشاباك» إنه نجح في «تفكيك شبكة إرهابية (حمساوية) كبيرة وخطيرة من نابلس (شمال الضفة)، خططت لارتكاب اعتداءات خطيرة ضد أهداف إسرائيلية، ومنها عمليات تفجير وإطلاق نار»، بحسب البيان.
وفوراً هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأجهزة الأمنية، باعتقال خلية «حماس»، قائلاً إن اعتقالها «أنقذ حياة عدد كبير جداً من المواطنين. شكراً لـ(الشاباك) وللجيش وللشرطة». وأضاف: «(حماس) تحاول الاعتداء علينا من غزة ومن يهودا والسامرة على حد سواء، ولهذا السبب سنواصل الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على جميع الأراضي التي تقع غرب نهر الأردن».
ويدور الحديث عن خلية خططت للقيام بعمليات منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي وحتى أبريل (نيسان) الفائت، ومعظمهم تابعون لحركة حماس و«بعضهم أصحاب سوابق أمنية»، بحسب بيان «الشاباك».
وجاء الكشف عن هذه المعلومات بعد نحو شهرين على اعتقال أفراد المجموعة، وعددهم أكثر من 20، وضبطت بحوزتهم متفجرات، على حد قول «الشاباك».
ويتحدث «الشاباك» عن ضبط عبوات ناسفة، من بينها عبوة ناسفة نوعية بوزن 10 كيلوغرامات كانت ستشغل عبر تقنية الهواتف الجوالة، ومتفجرات أخرى بوزن 15 كيلوغراماً، إلى جانب مواد أولية لتصنيع عبوات.
وأجرى «الشاباك» تحقيقات مع أفراد الخلية اتضح من خلالها أنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات تفجيرية في إسرائيل وفي مستوطنات في الضفة الغربية. واعترف أفراد الخلية أنهم خططوا لتنفيذ تفجيرات في تل أبيب وفي القدس وفي مستوطنة «إيتمار»، وتنفيذ عمليات إطلاق نار في الضفة.
واتهم «الشاباك» معتصم محمد سالم (35 عاماً) وفراس كامل الزبيدي (33 عاماً) وكلاهما من نابلس بقيادة الخلية. وقدمت لائحة اتهام ضد سالم أنه كان على اتصال عبر شبكة «تيليغرام» مع عناصر في الخارج، ويفترض أن تقدم لوائح ضد آخرين.
وقال «الشاباك» إن «إحباط هذا المخطط منع وقوع عمليات إرهابية خطيرة كان يمكن أن تودي بحياة العديد من الأشخاص»، مضيفاً أن «قوات الأمن والشرطة ستواصل العمل لإحباط مثل هذه المخططات التي تسعى جهات متطرفة لتنفيذها».
وقال ضابط كبير في «الشاباك»: «اعتقال هذه الخلية يثبت رغبة (حماس) والجهود التي تبذلها من أجل إعادة بناء البنية التحتية لها في الضفة، وتنفيذ عمليات خطيرة ضد أهداف إسرائيلية وزعزعة الهدوء النسبي»، وأضاف: «منعنا وقوع قتلى، وسنواصل العمل بحزم من أجل إحباط عمليات حركة حماس».
وإعلان «الشاباك» الجديد يضاف إلى إعلانات أخرى حول إحباط مخططات اغتيال وتنفيذ عمليات في وقت قصير.
وبداية الشهر الحالي، قال جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» إنه اعتقل نهاية شهر أبريل الماضي، فلسطينياً من القدس (الشرقية) كان يخطط لتنفيذ هجمات تشمل اغتيال شخصيات رفيعة، من بينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس بلدية القدس نير بركات، إضافة إلى استهداف مدربين أجانب ومبانٍ للقنصلية الأميركية.
وبداية الشهر الماضي، أعلنت إسرائيل عن اعتقال خلية في مدينة القدس قالت إنها تنتمي لحركة حماس كانت تخطط لتنفيذ عمليات ضد الأمن الإسرائيلي، وقاموا بمراقبة مستوطنات، وحاولوا شراء أسلحة لتنفيذ عملية ضد الجنود الموجودين في محطة الحافلات.
وفي فبراير (شباط)، كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» عن إحباط مخطط لحركة «الجهاد الإسلامي» لاغتيال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
وقال «الشاباك» إن الخلية خططت لاغتيال ليبرمان بواسطة قنبلة على جانب طريق رئيسية في الضفة الغربية، وهو عائد إلى منزله في مستوطنة «نوكديم» قرب بيت لحم.
ووفق إحصاءات إسرائيلية، فقد شهد العام الماضي اعتقال أكثر من 100 فلسطيني بالضفة والقدس المحتلتين خططوا لتنفيذ مثل هذه العمليات.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».