هيئة الترفيه السعودية تعلن عن فعالياتها المتنوعة في عيد الفطر

الخطيب: حريصون بأن ندخل البهجة والسرور على المواطنين والمقيمين

أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه في مؤتمر صحافي سابق (تصوير: بشير صالح)
أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه في مؤتمر صحافي سابق (تصوير: بشير صالح)
TT

هيئة الترفيه السعودية تعلن عن فعالياتها المتنوعة في عيد الفطر

أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه في مؤتمر صحافي سابق (تصوير: بشير صالح)
أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه في مؤتمر صحافي سابق (تصوير: بشير صالح)

أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية أحمد الخطيب حرص الهيئة في مختلف المواسم، ومنها عيد الفطر المبارك، بأن تدخل البهجة والسرور على المواطنين والمقيمين من خلال عدد كبير من الفعاليات التي تنظمها بالتعاون مع شركات القطاع الخاص العاملة في هذا القطاع الواعد.
وأضاف في تصريح بمناسبة الإعلان عن روزنامة عيد الفطر المبارك، أن الفعاليات متنوعة وشاملة، حيث تحتوي على عروض السيرك والمسرحيات والفنون الشعبية والكرنفالات والعروض الفنية والمهرجانات، والتي ستقام في 23 مدينة في مختلف أنحاء المملكة. وستنطلق الفعاليات صباح أول أيام العيد وتوزع فيها الهدايا على الأطفال، كما ستتزين سماء عدد من المدن بعروض الألعاب النارية احتفالاً بهذا اليوم السعيد.
وبيّن الخطيب أن موظفي الهيئة العامة للترفيه سيتواجدون في كل الفعاليات ويسرهم ويسعدهم خدمة الجمهور، لافتًا في ختام تصريحه إلى أن عدد أيام الفعاليات هذا العيد سيبلغ 400 يوم فعالية، الأمر الذي سيرفع أوقات السعادة والاحتفال بقضاء أوقات جميلة للعوائل سواءً كانوا مواطنين أو مقيمين.
وأوضحت هيئة الترفيه، أن فعاليات العيد في الرياض ستشهد إقامة أول سيرك روسي على الجليد في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على مدى خمسة أيام من 15 إلى 19 يونيو، وسيرك آخر في العاصمة أيضاً يحاكي نمط هوليوود بمجمع غرناطة التجاري في الفترة من 15 إلى 21 يونيو. كما تقام فعالية "يونيك" بدرّة الرياض في الفترة من 17 إلى 20 يونيو، والتي تحتوي على جلسات بديكورات مميزة، مع عروض جذابة بالليزر. وفي ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية بالجنادرية ستقام فعالية "جزيرة السعادة" التي تتضمن عدداً كبيراً من الأنشطة الترفيهية الحصرية لمختلف الفئات، وذلك في الفترة من 16 إلى 25 يونيو. أما في تقاطع طريق الملك خالد مع طريق الملك سلمان فستقام فعالية "الأرينا" في الفترة من 25 يونيو إلى 4 يوليو وهي عبارة عن منصة خارجة عن المألوف بشاشات عرض عملاقة لمشاهدة مباريات كأس العالم، إضافة إلى عروض ترفيهية وتجربة صوتية مرئية تقام للمرة الأولى في الخليج العربي.
وفي الرياض أيضاً، سيكون عشاق ملك البوب مايكل جاكسون على موعد مع عرض يتناول أجمل أغانيه في فعالية "عرض مايكل جاكسون" الغنائي الذي سيقام بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض في 26 يونيو. فيما يقام العرض نفسه بمدينة جدة بطريق الملك عبدالعزيز في 30 يونيو. وفي الحي الدبلوماسي تقام، خلال الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو، فعالية رياضية عن كأس العالم، وأخرى فنية يؤدي فيها بعض المغنين وصلات من أعمالهم تحت عنوان "من الرياض إلى روسيا". وتقام أيضاً فعالية "توني تاون" المتضمنة مهرجاناً كرتونياً وعروضاً مسرحية حية وألعاباً ترفيهية للأطفال في بانوراما مول خلال الفترة من 17 إلى 21 يونيو.
وسيشهد مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض إحياء الفنانة الإماراتية شمة حمدان حفلها الغنائي الأول المخصص للنساء في 18 يونيو الجاري، كما تقام فعالية حديقة كأس العالم في "السفن مونز" حيث تعرض مباريات كأس العالم في أجواء مميزة طوال أيام البطولة. كما تقام في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات فعالية "ستاد موسكو" التي يتم فيها مشاهدة كأس العالم على شاشات عملاقة.
وللوافدين حصة من فعاليات الترفيه في عيد الفطر، إذ تنظم الهيئة فعالية ترفيهية للجالية الجنوب آسيوية في المملكة من دول الهند وباكستان وبنجلاديش تحتوي على عروض فنية ومأكولات شعبية، وذلك في الفترة من 21 إلى 23 يونيو في حديقة الملك فهد بالرياض، فيما تقام الفعالية نفسها في الفترة من 28 إلى 30 يونيو في جدة بمواقف الغرفة التجارية. وفي منتزه المشتل بالخرج تقام فعالية "دنانة الخرج" التراثية في الفترة من 28 إلى 30 يونيو.
أما في جدة فتقام فعالية "مهرجان الجماهير" خلال الفترة من 18 يونيو إلى 4 يوليو في ثلاثة مواقع هي كورت يارد سيتي، وصيرفي ميجا مول، إلى جانب تيين تاون بلازا لمشاهدة مباريات كأس العالم في أجواء حماسية. وتقام في فندق الهيلتون حفلة الفنانتين شمة حمدان ويارا التي تحضر للمرة الأولى إلى المملكة، وذلك في فعالية "ليلة خليجية" التي تقام في 16 يونيو. فيما تقام حفلة للموسيقار اللبناني مروان خوري في فندق الريتز كارلتون في 20 يونيو، في حين تقام بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ حفلة للسوبر ستار راغب علامة بتاريخ 18 يونيو، وحفل غنائي مخصص للنساء للفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب في تاريخ 19 يونيو، وحفل غنائي للفنانين غي مانوكيان وآبو في 17 يونيو وذلك في الفندق نفسه لجميع الفئات.
كما تقام في مكتبة الملك فهد بجدة "مسرحية اللاوعي" وهي عمل موسيقي تعبيري يعرض تطورات العقل البشري بطريقة استعراضية من دون استخدام الكلمات، وذلك يومي 27 و28 يونيو. أما فعالية "تألّق كالألماس" فستكون مجسمات الألماس الكبيرة حاضرة مع العديد من الأنشطة الترفيهية في أبحر الجنوبية بين 28 يونيو و7 يوليو. ولعشاق متابعة كأس العالم أيضاً، سيلبّي عدد من الفعاليات في عروس البحر الأحمر رغباتهم، وهي فعالية " كأس العالم فان فيستيفال" في الفترة من 30 يونيو إلى 15 يوليو بمنتزه عطاالله – الأرض السعيدة، و"كرنفال قرية العيد" في الواجهة البحرية من 21 إلى 23 يونيو و"مهرجان كأس العالم" في الواجهة البحرية في الفترة من 14 إلى 30 يونيو.
وفي جدة كذلك تقام فعالية "عود وطبلة" في كورال بيش بأبحر وهي عبارة عن مسرحية صامتة بفن الضوء والموسيقى يوم 21 يونيو. وتقام في جنغل لاند بقرية مرسال فعالية "ّذا كرنفال" في الفترة من 15 إلى 30 يونيو، فيما تقام فعالية "ليلة الشجرة" في الفترة من 26 إلى 30 يونيو بحي الخالدية. وفعالية "فوّرها" بمركز جدة للمنتديات والفعاليات في الفترة من 20 إلى 22 يونيو.
أما ينبع فستنال نصيبها بفعالية "ليالي ينبع الفنية" المخصصة للأفراد والتي يشارك فيها الفنان جابر الكاسر وآخرون في فندق الرديسون بلو في الفترة من 20 إلى 22 يونيو، كما تقام فعالية "ألوان السعودية" في المنطقة التاريخية في الفترة من 16 إلى 18 يونيو.
ويحظى سكان المدينة المنورة بإقامة "مهرجان الجبل الأبيض" في محافظة خيبر تحديداً في منطقة الرأس الأبيض التي تبعد 70 كيلو متراً شرق المحافظة. إضافة إلى مهرجان "عيد طيبة 39" الذي تمتدّ فعالياته من 15 إلى 23 يونيو في حديقة الملك فهد المركزية.
كما تقام في الطائف فعالية "الضوء يجمعنا" في الفترة من 16 إلى 18 يونيو بمنتزه الردّف حيث ستستخدم العروض الضوئية المشوقة بأحدث التقنيات. وفي مكة المكرمة، ستقام فعالية "كرنفال كأس العالم" التي تحتضنها حديقة الحسينية في الفترة من 20 يونيو إلى 16 يوليو.
وتزخر روزنامة المنطقة الشرقية بعدد من الفعاليات المتنوعة، حيث يقام في الظهران مول فعالية السيرك الصيني في الفترة من 16 إلى 20 يونيو، يشارك 50 شخصاً في أداء عروض أكروباتية شيقة. وفي الواجهة البحرية بالخبر تقام فعالية "أنوار العيد" من 15 إلى 17 يونيو. والتي يشاهد فيها الزائر كرنفالاً ضوئياً بألوان مختلفة بطابع ترفيهي.
وتقام في الدمام عروض بيت الكوميديا في الفترة من 16 إلى 18 يونيو بمقر جمعية الثقافة والفنون. و"كرنفال العيد" في الفترة من 15 إلى 19 يونيو في هابي لاند الدمام. وفي الأحساء تقام مسرحية "أخوان أم فهد" في أرض الراشد تاون سكوير، التي تتناول برّ الوالدين وخطر العقوق من 16 إلى 18 يونيو. كما تقام في المكان نفسه مسرحية الأطفال "ماشا والدببة" بأرض الراشد تاون سكوير في الفترة من 17 إلى 23 يونيو.
وفي مناطق شمال المملكة وتحديداً تبوك تقام فعالية "الكرنفال الضوئي" وذلك في منتزه الأمير فهد بن سلطان في الفترة من 15 إلى 18 يونيو. وفي الجوف تقام فعالية "لمّة العيد" في منتزه الجوف الوطني التي تقام فيه عروض حية تناسب جميع الأعمار في الفترة من 15 إلى 17 يونيو. وفي بريدة تقام فعالية مهرجان بريدة بارك في الفترة من 18 إلى 30 يونيو في منتزه الملك عبدالله، فيما تقام في حديقة الأمير فيصل بن بندر بالرس فعالية مهرجان صيف الرس 39 وهو مهرجان ترفيهي ثقافي مخصص للعائلات، يهتم بتعزيز القيم الأصيلة الراسخة في المجتمع المحلي. وفي عرعر سيكون سكانها هذا العيد على موعد مع فعالية "بقشة العيد" في الفترة من 15 إلى 17 يونيو وذلك في طريق الملك فهد بحي الرفاع.
أما في أبها فسيكون مهرجان أبها للتسوق بمركز أبها للمعارض في الفترة من 23 إلى 30 يونيو حيث تشارك فيه مئات الشركات بعروضها، وفي نادي الفرسان بطريق القرعاء يقام مهرجان "صهيل الأصايل" من 29 الى 30 يونيو. كما تقام فعالية "شارع الفن" في الفترة من 15 إلى 19 يونيو حيث سيكون فيها مسيرات ترفيهية وألعاب للأطفال وشاشات تعرض مباريات كأس العالم. وفي جازان تقام في الواجهة البحرية فعالية "شاطئ النور" في الفترة من 15 إلى 19 يونيو.



إنتاج وقود مبتكر للطائرات من مخلّفات الطماطم

المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
TT

إنتاج وقود مبتكر للطائرات من مخلّفات الطماطم

المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)

أعلن تحالف بحثي أوروبي، تقوده جامعة غراتس للتكنولوجيا في النمسا، عن مسار مبتكر لإنتاج وقود طيران مستدام من مخلفات إنتاج ومعالجة الطماطم.

وأوضح الباحثون أن هذه الخطوة تُعد واعدة لتقليل انبعاثات الكربون في أحد أكثر القطاعات صعوبة في التحول إلى الطاقة النظيفة، وفق النتائج المنشورة، الخميس، على موقع جامعة غراتس للتكنولوجيا.

وتُعد الطماطم ثاني أكثر الخضراوات استهلاكاً في العالم بعد البطاطس، في حين يحتل الاتحاد الأوروبي المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجها، بإجمالي حصاد يبلغ نحو 17 مليون طن سنوياً. إلا أن هذا الإنتاج يخلّف كميات ضخمة من الكتلة الحيوية المتبقية، غالباً ما يتم حرقها أو التخلص منها بتكاليف مرتفعة.

ويحمل المشروع البحثي اسم (ToFuel)، ويسعى إلى تطوير مفهوم مبتكر لمصفاة حيوية متكاملة تستغل مخلفات الطماطم، مثل الأوراق والسيقان والبذور والقشور والثمار غير الناضجة أو التالفة، لإنتاج وقود طيران مستدام، إلى جانب أسمدة وأعلاف حيوانية وزيوت غذائية. ويهدف فريق البحث لبناء عملية خالية من النفايات ومحايدة مناخياً، مع ضمان جدواها الاقتصادية.

ويعتمد المشروع على تقنيتين رئيسيتين لمعالجة الكتلة الحيوية. الأولى تركز على معالجة المخلفات بالحرارة والضغط ثم تُفكك خلاياها بشكل مفاجئ، ما يجعلها مناسبة لعمليات التخمر التي تُنتج دهوناً (ليبيدات) تُحوَّل لاحقاً إلى وقود طيران. أما التقنية الثانية فتحوّل الكتلة الحيوية تحت ضغط وحرارة مرتفعين إلى زيت حيوي وفحم حيوي.

وقبل تحويل الزيت الحيوي إلى وقود، تتم تنقيته من الشوائب؛ خصوصاً المركبات المحتوية على النيتروجين، لضمان جودة الوقود النهائي. وتشارك في تطوير هذه العمليات مؤسسات بحثية من البرتغال وكرواتيا والنمسا في تعاون وثيق. ثم تُحوَّل الدهون والزيوت الحيوية باستخدام تقنية مبتكرة ومعتمدة عالمياً لإنتاج وقود الطيران المستدام.

وأكدت مديرة المشروع، مارلين كينبرغر، أن الهدف لا يقتصر على الابتكار العلمي، بل يشمل تحقيق جدوى اقتصادية حقيقية، مشيرة إلى أن وقود الطيران المستدام «يجب أن يكون منافساً من حيث التكلفة ليتم اعتماده على نطاق واسع». كما أظهرت التحليلات البيئية أن العملية المقترحة تقترب من مفهوم «صفر نفايات»، مع إمكانية تحقيق حياد مناخي.

وينطلق المشروع رسمياً في 1 يناير (كانون الثاني) 2026، بمشاركة 11 شريكاً من 7 دول أوروبية، من بينها جامعات ومراكز بحثية مرموقة مثل جامعة زغرب، وجامعة فيينا للتكنولوجيا، وجامعة لابينرانتا الفنلندية، ومعهد فراونهوفر الألماني. كما يشارك شركاء صناعيون لتوفير مخلفات الطماطم وخبراتهم الصناعية.

ويبلغ إجمالي ميزانية المشروع 3.5 مليون يورو على مدى 4 سنوات، يحصل من بينها منسق المشروع، جامعة غراتس للتكنولوجيا، على مليون يورو. كما يشمل المشروع تدريب طلاب دكتوراه وماجستير وبكالوريوس، إلى جانب إعداد استراتيجية شاملة للتسويق والنشر العلمي.

ويعتبر الباحثون أن المشروع يمثل خطوة عملية نحو تحويل النفايات الزراعية إلى مصدر طاقة نظيف، مع خلق فرص اقتصادية جديدة لصناعة الأغذية ودعم التحول الأخضر في قطاع الطيران الأوروبي.


«فلسطيني على الطريق»... رحلة شخصية تتحول إلى فيلم عن مأساة متجددة

واجه التصوير صعوبات عدة (الشركة المنتجة)
واجه التصوير صعوبات عدة (الشركة المنتجة)
TT

«فلسطيني على الطريق»... رحلة شخصية تتحول إلى فيلم عن مأساة متجددة

واجه التصوير صعوبات عدة (الشركة المنتجة)
واجه التصوير صعوبات عدة (الشركة المنتجة)

لا يقدم فيلم «فلسطيني على الطريق» عملاً وثائقياً تقليدياً عن مكان أو مسار، بل ينطلق من تجربة إنسانية تمثلت في لحظة فقدٍ قاسية، لتتحول تدريجياً إلى رحلة بصرية عن الفلسطيني المعاصر، وحركته المقيدة داخل جغرافيته، وعلاقته بالذاكرة والمكان.

يبدأ الفيلم من موقف شخصي للمخرج إسماعيل الهباش، لكنه لا يبقى حبيس الموقف، بل ينفتح على واقع جماعي يفرض نفسه مع كل خطوة على الطريق، ليوثق واقعاً صعباً يعيشه الفلسطينيون داخل أراضيهم المحتلة. الفيلم حصد جائزة «المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب» مناصفة ضمن فعاليات الدورة 16 من «مهرجان كرامة... سينما الإنسان» بالأردن، التي عقدت في الفترة من 9 إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

يقول الهباش لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم وُلدت من ظرف شخصي شديد الصعوبة، حين فقد زوجته بعد رحلة علاج شاقة، وهي تجربة تركت أثراً عميقاً عليه نفسياً وإنسانياً، ومع غياب أي إمكانية حقيقية للتعافي السريع، بدأ البحث عن وسيلة لفهم ما حدث، وعن مساحة للتفكير والمواجهة الهادئة مع الفقد، من هنا، جاءت فكرة الرحلة، لا باعتبارها هروباً، بل كفعل مواجهة وتأمل.

اختار المخرج أن تكون الرحلة داخل فلسطين، عبر مسار يمر بعدد من المدن والبلدات والقرى والمخيمات، «في محاولة لاختبار معنى الحركة داخل وطن مجزأ، تحكمه الحواجز والقيود، لم يكن الهدف توثيق الطريق بقدر ما كان اختبار ما يفرضه هذا الطريق من أسئلة عن الخسارة، والانقطاع، واستمرار الحياة رغم كل شيء»، كما يقول.

يظهر إسماعيل الهباش بنفسه في الفيلم، لا بوصفه بطلاً، بل شاهداً على التجربة. حضوره أمام الكاميرا جزء من صدق العمل، ومحاولة لكسر المسافة بين المخرج وموضوعه، فالفيلم، كما يوضح، لم يُصنع من موقع المراقبة، بل من داخل التجربة نفسها.

الهباش حاملاً الجائزة في الأردن (مهرجان كرامة)

وعن التحديات التي واجهها خلال التصوير، يشير الهباش إلى أن العمل داخل فلسطين يظل محفوفاً بالصعوبات، سواء على المستوى اللوجيستي أو الأمني، فالحواجز الإسرائيلية شكّلت عائقاً دائماً أمام حركة الفريق، وكانت هناك مناطق لا يمكن دخولها إلا بتصاريح خاصة، ولم يكن الحصول عليها أمراً سهلاً، في بعض الحالات، اضطر الفريق إلى الوصول إلى أماكن معينة من دون تصاريح، وهو ما جعل التصوير محفوفاً بالمخاطر.

ويضيف أن «المشروع كان من المفترض أن يُنفذ بمشاركة فريق أجنبي، لكن التدخلات الرسمية حالت دون استمرارهم للخوف على سلامتهم». هذه الظروف، حسب الهباش، «ليست استثناءً، بل تُعد جزءاً من واقع الفيلم الفلسطيني المصنوع في الداخل، حيث تؤثر القيود السياسية والأمنية بشكل مباشر على الميزانيات، وعلى حجم الفرق، وعلى آليات الإنتاج».

يُقارن الهباش بين الأفلام الفلسطينية التي تُنتج داخل فلسطين، وتلك التي تُنجز بتمويل خارجي أو في المنفى، مشيراً إلى أن اختلاف الظروف ينعكس بالضرورة على الإمكانيات؛ «فالفيلم المحلي يظل أكثر هشاشة من حيث الموارد، لكنه في الوقت نفسه أكثر التصاقاً بالواقع اليومي»، على حد تعبيره.

قدم المخرج توثيق معاناة يعيشها الفلسطينيون (الشركة المنتجة)

استغرق إنجاز الفيلم قرابة عامين ونصف العام، بدءاً من بلورة الفكرة وكتابتها، مروراً بالبحث عن التمويل، وصولاً إلى مرحلة التصوير، وخلال هذه الفترة، صُوّر نحو أربعين ساعة من المواد، خلال ما يقارب عشرين يوم تصوير.

ويشير الهباش إلى أن أصعب مراحل التصوير كانت داخل القدس، «حيث تكررت محاولات الحصول على تصاريح من دون جدوى، واضطر الفريق إلى تغيير خطط ومواعيد أكثر من مرة، كما أن الحركة داخل المدينة كانت مراقبة باستمرار، مما جعل التصوير مهمة معقدة، سواء من حيث السلامة أو من حيث حرية العمل، إضافة إلى ذلك، شكّلت زيارة بعض البيوت الفلسطينية التي يسكنها إسرائيليون حالياً خطراً حقيقياً؛ إذ كانت ردود الفعل في بعض الأحيان عدائية، وهو ما فرض حذراً دائماً أثناء التصوير»، كما يقول.

الفيلم الذي بدأ رحلته من مهرجان «القاهرة السينمائي» في دورته الماضية ووصل إلى الأردن يأمل مخرجه في مشاركته بعدد أكبر من المهرجانات السينمائية خلال الفترة المقبلة بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.


السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)
TT

السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)

حضرت السينما وصناعتها بشكل لافت في معرض جدة للكتاب، إذ لم يعد هذا الحدث مجرّد مساحة للعرض والاقتناء، بل بلغ مرحلة نضجه الثقافي، حين تحوَّل إلى منصة تلتقي فيها الحكاية الورقية بالصورة، ويمدّ فيها الأدب يده إلى مختلف مسارات الحياة، بما فيها السينما، من دون حواجز داخل أروقة معرض هذا العام.

فيلم «نورة» حاضر في معرض جدة الثقافي (الشرق الأوسط)

ولم يعد سؤال صنّاع السينما يدور حول عدد العناوين، بل حول أيّ الروايات تصلح لأن تُروى على الشاشة، وأيّ القصص تمتلك ما يكفي من العمق لتغادر الصفحة إلى الضوء. ويبدو أنّ المعرض أشبع شهية الباحثين عن الصناعة أو المتعة، من خلال ما يُعرض داخل صالاته من أفلام سعودية خالصة.

وضمن هذا السياق، شهد معرض جدة للكتاب 2025 توقيع اتفاقية بين المخرج والمنتج أسامة الخريجي، والروائي سالم الصقور، لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى عمل سينمائي، في خطوة تعكس اتساع اهتمام المنتجين والمخرجين بالاشتغال على السرد الأدبي السعودي، والبحث عن نصوص قادرة على العبور إلى لغة الصورة.

جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)

وتأتي هذه الاتفاقية ضمن توجّه أوسع يشهده المعرض هذا العام، يقوم على تعزيز التكامل بين الأدب والسينما، وتقديم السرد المحلّي عبر وسائط متعدّدة، بما يواكب التحوّلات التي يشهدها المشهد الثقافي والفنّي في المملكة، ويعكس نضج العلاقة بين الكاتب وصانع الصورة، وذلك في إطار سعي هيئة الأدب والنشر والترجمة إلى دعم الأفلام السعودية بأشكال مختلفة.

ومن المُنتظر أن يخضع المشروع خلال المرحلة المقبلة لعمليات التطوير والمعالجة والكتابة السينمائية، تمهيداً للانتقال إلى مراحل الإنتاج اللاحقة.

وقال الروائي سالم الصقور لـ«الشرق الأوسط» إنّ روايته «القبيلة التي تضحك ليلاً»، الصادرة مطلع عام 2024، تُمثّل تجربته الروائية الأولى، مشيراً إلى أنّ وصولها إلى السينما جاء عبر مسار لم يكن مُخطَّطاً له مسبقاً، بل تشكَّل نتيجة تقاطع الاهتمام والقراءة الجادّة للنص.

وأوضح أنّ المخرج والمنتج أسامة الخريجي اطّلع على الرواية قبل نحو 8 أشهر، من دون معرفة شخصية سابقة بين الطرفين، وأنه تواصل معه بعد قراءة العمل، وبدأت منذ ذلك الحين سلسلة من اللقاءات والنقاشات حول إمكان تحويل الرواية إلى فيلم، انتهت بتوقيع الاتفاقية أخيراً في معرض جدة للكتاب.

ندوة حول السينما وتأثيرها (الشرق الأوسط)

وبيَّن الصقور أنّ الرواية تدور أحداثها في يوم واحد فقط، تبدأ في مستشفى، حيث ينتظر بطل العمل مولوده الأول بعد 15 عاماً من محاولات الإنجاب، ليواجه صدمة ولادة طفل يعاني مشكلات صحية حرجة تتعلَّق بعدم اكتمال نمو بعض أعضائه. وخلال 24 ساعة، يخوض الأب صراعاً إنسانياً لإنقاذ ابنه، بينما تستعيد الرواية، عبر تقنية الاسترجاع، سنوات الانتظار الطويلة وما رافقها من ضغوط اجتماعية داخل مجتمع قبلي يتدخّل في خصوصيات الأفراد وحيواتهم الشخصية.

وأشار إلى أنّ تجربته مع السينما كانت محدودة، بوصفه مشاهداً فقط، مؤكداً أنّ النقاشات مع الخريجي أسهمت في توضيح آليات التحويل السينمائي، ومنها مفهوم «التحويل الحرّ»، الذي يتيح إعادة بناء العمل بصرياً من خلال إضافة أو حذف شخصيات وأحداث، مع الحفاظ على جوهر النصّ وروحه الإنسانية.

ندوة ناقشت الموسيقى التصويرية في معرض جدة للكتاب (الشرق الأوسط)

وأضاف أنّ ما طمأنه للمُضي في هذه التجربة هو وعي المخرج بالنصّ، وقدرته على التعامل معه على مستويات متعدّدة، مشيراً إلى أنّ الفهم العميق للرواية شكَّل عنصر الثقة الأساس في تحويلها إلى عمل سينمائي. وأكّد أن الجدول الزمني للمشروع بدأ مع توقيع الاتفاق الذي ينصّ على معالجة الرواية سينمائياً، إيذاناً بدخولها حيّز التنفيذ خلال المرحلة المقبلة.

منطقة مخصَّصة للأطفال تضم أكثر من 40 فعالية متنوّعة تُعزّز حبّ القراءة (الشرق الأوسط)

ولا يزال البحث جارياً عن أعمال يمكن تحويلها إلى أفلام سينمائية، وقد يشهد المعرض في أيامه الأخيرة الإعلان عن مزيد من الاتفاقات المشابهة، لا سيما أنّ نسخته الحالية ركّزت بشكل كبير على هذا الجانب في دعم الكتّاب السعوديين؛ إذ شهد مناقشات متعدّدة حول السينما وآليات التعامل معها، من بينها ندوات ناقشت توليد الأفكار الإبداعية في السينما، ومنها فعالية «استلهام الأفكار الإبداعية في السينما»، التي نظّمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتحدَّث فيها الدكتور مسفر الموسى، مُتناولاً مسار الفكرة من هاجس فردي إلى مشروع سينمائي متكامل، ودور البيئة الثقافية في احتضان الاختلاف وتشجيع التفكير الخلّاق.

وأشار الموسى إلى التحوّل الذي شهدته صناعة السينما في المملكة، من الجهد الفردي إلى العمل المؤسّسي، خصوصاً بعد إنشاء هيئة الأفلام عام 2018، موضحاً أنها تستهدف إنتاج 100 فيلم سينمائي طويل بحلول عام 2030، بما يُسهم في ترسيخ حضور السينما السعودية إقليمياً وعالمياً. كما تطرَّق إلى محدودية النصوص السينمائية المُستَمدّة من المنجز الروائي المحلّي، مشيراً إلى أنّ بعض الروائيين لا يزالون مُتحفّظين إزاء تحويل أعمالهم إلى أفلام.

حظيت دور النشر المُشاركة باهتمام لافت من الزائرين (الشرق الأوسط)

وفي امتداد لهذا التداخل بين الأدب والسينما، شهد المعرض عرض الفيلم السعودي «نورة» ضمن برنامجه السينمائي، بالتعاون بين هيئة الأدب والنشر والترجمة وهيئة الأفلام. وهو يأتي بوصفه عملاً روائياً طويلاً يشتغل على الحكاية الإنسانية بهدوء وتأمّل، بعيداً عن المباشرة؛ من كتابة توفيق الزايدي وإخراجه، وبطولة يعقوب الفرحان، وماريا بحراوي، وعبد الله السدحان.

يواصل المعرض استقبال زوّاره وتقديم برامجه الثقافية والمعرفية المتنوّعة (الشرق الأوسط)

ومع هذه الاتفاقات والحضور اللافت، يخرج معرض جدة للكتاب هذا العام من إطار الحدث الثقافي التقليدي، ليُقدّم نفسه مساحة تفاعلية نضجت فيها العلاقة بين الأدب والسينما، وبين الكاتب والمتلقّي، وبدأت الأفكار المطروحة تتحوَّل إلى شراكات فعلية تؤكّد أنّ الحكاية السعودية باتت قادرة على أن تُقرأ... وتُشاهَد.