«الشباب» تعلن مسؤوليتها عن مقتل جندي أميركي في الصومال

TT

«الشباب» تعلن مسؤوليتها عن مقتل جندي أميركي في الصومال

أعلنت حركة «الشباب»، وهي حركة صومالية متشددة، مسؤوليتها عن هجوم أسفر عن مقتل أحد أفراد الكوماندوز الأميركيين وإصابة 4 آخرين لدى إطلاق النار عليهم في الصومال خلال عملية ضد مقاتلي الحركة.
وأعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أن أحد عناصر الكوماندوز الأميركيين قُتل أول من أمس، في هجوم في الصومال أدى أيضاً إلى إصابة 4 جنود أميركيين وجندي صومالي.
وقع الهجوم في جوبالاند، المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود مع كينيا، وحيث تُحاول قوات قوامها نحو 800 جندي صومالي وكيني وأميركي طرد مقاتلي حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتم استهداف القوة متعددة الجنسيات «بقذائف مورتر وإطلاق نار من أسلحة خفيفة، ما أسفر عن مقتل جندي أميركي وإصابة 4 جنود آخرين (أميركيين) وشريك» صومالي، بحسب «أفريكوم».
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الجندي الذي قُتل كان أحد أفراد القوات الخاصة، لكن هذه المعلومة لم تتأكد رسمياً.
وكان الهدف من المهمة «تخليص المناطق المتنازع عليها من (حركة) الشباب، وإخلاء القرى من سيطرة الشباب، وإنشاء نقطة قتالية دائمة»، وفق ما أوضحت «أفريكوم». وأضافت أن «الولايات المتحدة قدمت المشورة والمساعدة والمراقبة الجوية خلال المهمة».
وقدّم الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعازيه عبر «تويتر». وقال: «أفكاري وصلواتي مع عائلات جنديّنا الذي قُتل، ورفاقه الجنود الذين جُرحوا في صوموليا. إنهم جميعاً حقاً أبطال»، مرتكباً بذلك خطأ إملائياً في كتابة اسم الصومال باللغة الإنجليزية.
وتشارك القوات الأميركية تحت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) بالتعاون مع قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) والقوات النظامية الصومالية في عمليات لمكافحة الإرهاب، وشنت مراراً غارات وضربات بواسطة طائرات من دون طيار استهدفت معسكرات تدريب تابعة لحركة الشباب في مختلف أنحاء الصومال.
وكانت قوات العمليات الخاصة الأميركية تقاتل مع نحو 800 جندي من قوات الأمن الوطني الصومالي وقوات الدفاع الكينية عندما تعرضت لهجوم بقذائف المورتر ونيران الأسلحة الصغيرة، في وقت متأخر من مساء أول من أمس (الجمعة).
وقال عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية لـ«الشباب»، لـ«رويترز» أمس: «هاجمنا قاعدة عسكرية، قتلنا جندياً أميركياً وجنديين كينيين و9 جنود صوماليين من جوبالاند. أصبنا أيضاً 4 جنود أميركيين».
وليلة الأربعاء، شارك جنود أميركيون في غارة ضد حركة الشباب قرب أفقوي، المدينة الاستراتيجية التي تبعد 30 كيلومتراً شمال غربي العاصمة مقديشو. وفي مطلع مايو (أيار)، قتل جندي أميركي بالرصاص خلال هجوم على متطرفين صوماليين. وتبين أن الجندي كان يقدم المشورة للجيش الوطني الصومالي. وتشهد البلاد منذ 2007 تمرداً مسلحاً تقوده حركة الشباب المتطرفة.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.