العبادي يأمر بحملات واسعة ضد «السلاح خارج إطار الدولة»

غداة سقوط 18 قتيلاً وعشرات الجرحى بانفجار مخزن ذخيرة في مدينة الصدر

آثار الانفجار الذي وقع في مدينة الصدر (رويترز)
آثار الانفجار الذي وقع في مدينة الصدر (رويترز)
TT

العبادي يأمر بحملات واسعة ضد «السلاح خارج إطار الدولة»

آثار الانفجار الذي وقع في مدينة الصدر (رويترز)
آثار الانفجار الذي وقع في مدينة الصدر (رويترز)

أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وزارة الداخلية بالتحقيق في حادث انفجار مخزن ذخيرة في مدينة الصدر ببغداد، أول من أمس، «واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد الجهة التي ارتكبت الجريمة»، بعد مقتل 18 شخصاً وجرح عشرات آخرين بالانفجار.
وذكر مكتب العبادي في بيان، أمس، أن رئيس الوزراء أمر أيضاً «قيادات العمليات ومديريات شرطة المحافظات بالقيام بحملات تفتيش واسعة داخل المدن وخارجها لمصادرة مخازن الأسلحة والذخائر التابعة لجهات خارج الأجهزة الأمنية المسؤولة، وتحميل هذه الجهات المسؤولية القانونية والقضائية ومنع أي سلاح خارج إطار الدولة».
وكان سكان القطاع العاشر في مدينة الصدر فوجئوا، مساء أول من أمس، بصوت هائل ناجم عن انفجار كدس للعتاد والصواريخ داخل حسينية في مدينة الصدر الواقعة شرق بغداد وتسكنها أغلبية شيعية فقيرة. وتسبب الانفجار بسقوط 18 قتيلاً على الأقل ونحو مائة جريح، بحسب بيانات وزارة الصحة، إضافة إلى تسببه بأضرار فادحة بنحو 20 منزلاً ومدرستين في الجوار.
لكن وزارة الصحة عادت أمس وأصدرت بياناً نهائياً عن خسائر الانفجار ذكرت فيه أن معظم الجرحى خرجوا من المستشفيات ولم يتبق منهم سوى 15 جريحاً حالتهم خطرة وبحاجة لتلقي العلاج.
وأبلغ شهود عيان «الشرق الأوسط» أن «الآثار التي تركها الانفجار بدت أشبه بزلزال ضرب المدينة». وأشاروا إلى أن «الأهالي غير قادرين على الشكوى والاحتجاج لأنهم يخشون سطوة الفصائل المسلحة التي تدير المكان وتخزن العتاد فيه». ويؤكد شهود ومطلعون على أوضاع مدينة الصدر، خصوصاً القطاع العاشر، أن «القطاع تهيمن عليه تقليدياً جماعات التيار الصدري، وكدس العتاد يعود إلى (سرايا السلام)؛ الجناح العسكري للتيار».
واستنكر زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر الحادث، وقدم تعازيه إلى الأهالي وضحايا الانفجار، ووعد بتحقيق عاجل في الحادث. ودعا بيان صادر عن مكتبه أهالي مدينة الصدر إلى «التحلي بالصبر وضبط النفس وتفويت الفرصة على الأعداء الذين يتحينون الفرص للانقضاض على أي تحسن في الوضع الأمني أو السياسي». ولم يحمّل الصدر أي جهة مسؤولية الانفجار، لكن البيان ذكر أنه «أمر بتشكيل لجنة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الانفجار وما أحاط به من ملابسات، على أن ترفع اللجنة تقريرها خلال مدة أقصاها 3 أيام».
ويعيد حادث مدينة الصدر إلى الأذهان حادثا مماثلا وقع في سبتمبر (أيلول) 2016 في حي العبيدي ببغداد وألحق أضراراً فادحة بالأرواح والمنازل. وكان العتاد المنفجر لفصيل مسلح تابع لـ«الحشد الشعبي» قيل حينها إنه من «عصائب أهل الحق». ويعيد الحادث إلى الأذهان أيضاً الحديث عن مستوى السطوة والنفوذ التي تتمتع بها الفصائل الشيعية المسلحة ومدى قدرة الحكومة على السيطرة عليها وحصر السلاح بيد الدولة.
ورغم عدم ظهور نتائج التحقيق في الحادث، سواء من وزارة الداخلية أو من مكتب الصدر، فإن الخبير في الجماعات المسلحة هشام الهاشمي يرجح فرضية حدوث التفجير عبر مادة «سي 4»، وليس بواسطة انفجار مخزن للعتاد. وذكر الهاشمي أنه زار مكان حادث التفجير، واكتشف أنه «لا يوجد أَي أثر لشظايا صاروخية أو كاتيوشا أو مقذوفات للمدفعية الثقيلة... الانفجار وقع دفعة واحدة، ولم يكن في موجات متتالية كما يحدث في أكداس العتاد». واستنتج «من رائحة المكان وطبيعة الآثار التي خلفها الانفجار ووجود مادة (سي 4)» أن «المواد المتفجرة لا تعود إلى فصيل مسلح، وإنما إلى شخصية تتاجر ببيع الأسلحة والمواد المحرمة قانوناً».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.