مهجرو تاورغاء يعودون إلى بيوتهم بعد 7 سنوات من الانتظار

نازحون عائدون إلى تاورغاء يؤدون الصلاة بمسجد في مدينتهم بعد 7 سنوات من الانتظار (الشرق الأوسط)
نازحون عائدون إلى تاورغاء يؤدون الصلاة بمسجد في مدينتهم بعد 7 سنوات من الانتظار (الشرق الأوسط)
TT

مهجرو تاورغاء يعودون إلى بيوتهم بعد 7 سنوات من الانتظار

نازحون عائدون إلى تاورغاء يؤدون الصلاة بمسجد في مدينتهم بعد 7 سنوات من الانتظار (الشرق الأوسط)
نازحون عائدون إلى تاورغاء يؤدون الصلاة بمسجد في مدينتهم بعد 7 سنوات من الانتظار (الشرق الأوسط)

كسر عدد من نازحي تاورغاء الليبية حاجز الخوف، وانتقلوا إلى ديارهم في غرب البلاد بعد نزوح نحو 7 سنوات للإقامة بها، تفعيلاً لميثاق المصالحة الذي وقع مع مصراتة المجاورة الأحد الماضي.
والتف نحو 50 رجلاً على مائدة إفطار رمضاني، مساء أول من أمس، في فناء مدرسة بمنطقة القرير بتاورغاء، وسط فرح بالعودة إلى مدينتهم، والرجاء بأن يلتئم شمل جميع المواطنين من جديد بعد طردهم منها عقب مقتل الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. وعقب ذلك انتقلوا إلى المسجد لأداء الصلاة بمرافقة أعضاء المجلس المحلي تاورغاء وأعضاء لجنتي المصالحة في المدينين.
وعقب انتهائه من تناول الإفطار مع المواطنين، دعا عبد الحميد سليمان عيسي، عضو لجنة المصالحة عن مصراتة، جميع سكان تاورغاء للعودة إلى مدينتهم دون خوف، نافياً أن تكون جميع منازل تاورغاء قد دمرت خلال الاشتباكات التي أعقب ثورة 17 فبراير (شباط).
وقال عيسي صاحب مبادرة «من دخل تاورغاء فهو آمن» في تصريح أمس، إن نحو 60 في المائة من مساكن تاورغاء تصلح للإقامة مع بعض الصيانة البسيطة، مضيفاً أن «الجميع مرحب بهم في منازلهم اليوم قبل غداً»، قبل أن يطالب الجميع في مصراتة وتاورغاء أن «يعملوا على إحلال السلام كي يتم لم شمل الليبيين في شرق البلاد وغربها».
وأجبر سكان مدينة تاورغاء، الواقعة على بعد 200 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة طرابلس، على مغادرة منازلهم بشكل جماعي بعد إضرام النيران بها، عقب ثورة 2011 على أيد ميليشيات مصراتة المجاورة.
ووقعت لجنة مصالحة من الجانبين اتفاقا في الثالث من يونيو (حزيران) الحالي سمح بعودة الأُسر التي كانت تعيش في مخيمات بشرق وغرب وجنوب البلاد. وسوف تنتظر الأُسر بعض الوقت حتى يتم إعادة إعمار البيوت التي تضررت بشدة وخُربت أثناء المعارك وكذلك إنشاء بنية تحتية بالبلدة.
وسبق وشكّل رئيس مجلس النواب لجنة للتواصل مع جميع الأطراف المعنية بنازحي تاورغاء في الداخل والخارج من أجل ضمان العودة الأمن والسريعة.
وقال رئيس اللجنة الدكتور عمر غيث في حديث إلى «الشرق الأوسط» إن توقيع ميثاق المصالحة بين مدينتي مصراتة وتاورغاء جاء تتويجاً للجهود التي بذلت في المنطقة الغربية بعيداً عن أي تدخل خارجي أو حكومي، أو أي تيار سياسي، حيث بدأت هذه العملية بخطوة جريئة بين مدينتي الزنتان ومصراتة».
وأضاف غيث: «نحن في اللجنة ندعو جميع الجهات لدعم الاتفاق، وتخفيف المعاناة عن النازحين، وعدم ترك الفرصة لأصحاب المصالح الخاصة بالمتاجرة في القضية، ومحاولة توظيفها لخدمة أغراضهم السياسية»، مطالباً الجهات الرسمية بـ«تحمل مسؤولياتها وتذليل الصعاب أمام أهالي تاورغاء لتوفير العودة الآمنة لهم».
في السياق ذاته، أطلع وزير الدولة لشؤون النازحين والمهجرين يوسف جلالة، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بليبيا (OCHA) كاتلين ماسي، على مستجدات عودة نازحي تاورغاء، وآلية تسهل عملية العودة للجميع في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى تذليل المشكلات التي تعيق ذلك.
وتناول اللقاء الذي عقد بديوان رئاسة الوزراء، إعادة تجهيز المدارس ورياض الأطفال، والمتطلبات الأساسية للمدينة. وفي أعقاب اللقاء اجتمع جلالة مع رئيس المجلس المحلي تاورغاء عبد الرحمن الشكشاك لمناقشة ملف المهجرين، واستعرض اللقاء الذي عقد بديوان رئاسة الوزراء جملة من الملفات الخاصة بالخدمات المتمثلة في الصحة والتعليم، وتوفير السلع الأساسية، وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها أهالي تاورغاء.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.