مجلس القضاء يقطع الطريق على المطالبين بإلغاء نتائج الاقتراع

البرلمان العراقي ينعقد اليوم للتصويت على تعديل قانون الانتخابات

TT

مجلس القضاء يقطع الطريق على المطالبين بإلغاء نتائج الاقتراع

رجّحت مصادر برلمانية أن يواصل مجلس النواب العراقي اليوم جلسته المفتوحة للتصويت على تعديل قانون الانتخابات، بعد قراءته للمرة الثالثة. ويلزم التعديل المقترح مفوضية الانتخابات بإعادة العد والفرز اليدوي لكل المراكز الانتخابية في العراق، وبإشراف مجلس القضاء الأعلى، وحضور وكلاء الكيانات السياسية وممثلي الأمم المتحدة، وإلغاء نتائج انتخابات الخارج، وانتخابات التصويت المشروط في مخيمات النازحين والحركة السكانية لمحافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى، باستثناء أصوات الأقليات المشمولة بنظام الكوتا.
وفيما يتوقع مقرر مجلس النواب العراقي نيازي أوغلو، اكتمال نصاب جلسة اليوم وتمرير التعديل المقترح للقانون، يستبعد مصدر في مجلس النواب في حديث لـ«الشرق الأوسط» حضور عدد كاف من النواب لتمرير القانون. ويضيف المصدر: «جلسة اليوم في حال انعقادها ستحتاج إلى حضور 165 نائبا لاكتمال النصاب، وهذا أمر مستبعد ربما، خاصة وقد حضر في الجلستين الأخيرتين للمجلس نحو 25 نائبا فقط».
ويشير المصدر إلى «فتور حماس كثير من المعترضين؛ لأن إعادة العد والفرز اليدوي أمر معقد ومخالف للقانون السابق، كذلك ربما يعقد التعديل الأمور، ويسهم في تأخير تشكيل الحكومة لأشهر طويلة».
في غضون ذلك، كشفت المحكمة الاتحادية، أمس، عن عدم وصول أسماء الفائزين بالانتخابات إليها حتى الآن وبالتالي لم تصدر مصادقتها النهائية عليهم. وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة إياس الساموك في تصريحات صحافية: «بمجرد وصول القوائم من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بعدما تبت الهيئة القضائية للانتخابات المشكلة في محكمة التمييز الاتحادية في الاعتراضات المقدمة على سير إجراءات الانتخابات العامة، ستتم المصادقة عليها بعد التدقيق».
من جهة أخرى، وفيما تؤكد مصادر مفوضية الانتخابات أن التوضيح الذي أصدره مجلس القضاء الأعلى بشأن عملية الطعون والمشكلات التي رافقت العملية الانتخابية «يقطع الطريق أمام المعترضين على النتائج»، تشير مصادر قانونية وسياسية إلى عدم اختصاص مجلس القضاء في تفسير النصوص القانونية. ويقول مستشار رئيس الجمهورية شروان الوائلي، إن «مهمات مجلس القضاء بموجب المادتين 90 و91 من الدستور هي مهمات إدارية، وترشيح أعضاء محاكم التمييز والادعاء العام والإشراف القضائي». ويلفت إلى أن «إصدار التوضيحات بشأن الانتخابات من مجلس القضاء نفسه، ليس من صلب اختصاصه، ولكن الظاهر أن زخم التدخلات أربك حتى القضاء ليتسرع في إعطاء إجابات خارج حدود صلاحياته».
وكان مجلس القضاء الأعلى قد أصدر أمس، توضيحا مفصلا بشأن الطعون بنتائج الانتخابات، واختصاص عمل اللجنة القضائية للانتخابات. وذكر المجلس أنه «في حال عدم قناعة من شارك في الانتخابات بالنتيجة التي حصل عليها، يقدم شكوى إلى مجلس المفوضين الذي يصدر قراره، إما سلبياً وإما إيجابياً حسب الأدلة التي يقدمها صاحب الشكوى، فإذا لم يقتنع مقدم الشكوى بالقرار الصادر من مجلس المفوضين يطعن به أمام الهيئة القضائية للانتخابات».
وفي تلميح إلى مقترح التعديل لقانون الانتخابات الذي يعمل مجلس النواب على تمريره، أشار المجلس إلى عدم وجود «نص في القانون يعطي الصلاحية للهيئة القضائية لاتخاذ قرار عام بإلغاء نتائج معينة، سواء داخل العراق أم خارجه، بالشكل الذي يطالب به البعض، كما لا يوجد نص في القانون يعطي الصلاحية للهيئة القضائية للطلب من المفوضية إعادة احتساب نسبة معينة من نتائج الانتخابات».
أما بخصوص ادعاءات التزوير، فقد ذكر مجلس القضاء أن «المادة (8) الفقرة أولا من قانون مفوضية الانتخابات، رقم 11 لسنة 2007، نصت على (السلطة الحصرية) لمجلس المفوضين بخصوص إحالة أي قضية جنائية إلى السلطات المختصة إذا وجد دليلاً». وفي ذلك رد واضح أيضا على الدعوات بإلغاء الانتخابات بحجة التزوير.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.