ترقب لتعديلات محتملة على حكومة شريف إسماعيل في مصر

TT

ترقب لتعديلات محتملة على حكومة شريف إسماعيل في مصر

مع بدء الولاية الثانية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب أدائه اليمين الدستورية، يوم السبت الماضي أمام البرلمان، تترقب الأوساط السياسية والشعبية في البلاد تعديلات محتملة قد تطرأ على حكومة شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الذي يبدو أقرب للاستمرار في منصبه، مع تعديلات محدودة تطال عدداً من الوزراء خلال الفترة المقبلة.
وعقب يوم من أدائه اليمين، عقد الرئيس السيسي، أول من أمس (الأحد)، اجتماعاً مع شريف إسماعيل، تناول مستقبل العمل في المدن الجديدة الجاري إنشاؤها في جميع أنحاء الجمهورية، لا سيما العاصمة الإدارية الجديدة، فيما بدا مؤشرا على استمرار رئيس الوزراء في منصبه.
وقال الدكتور حسين عيسى، نائب رئيس ائتلاف «دعم مصر»، صاحب الأغلبية البرلمانية، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن «الدستور لم يُلزم الرئيس تغيير الحكومة مع بداية فترة رئاسية ثانية، غير أنه وفقا للأعراف السياسية، فإن على الحكومة أن تتقدم باستقالتها بعد إجراء الانتخابات الرئاسية لتترك الحرية الكاملة للرئيس لاختيار من يريد».
وقال مصدر حكومي مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «حكومة إسماعيل مستمرة حتى الآن في أداء مهامها، ولم تعرض استقالتها على رئيس الجمهورية»، مشيرا إلى أن «الرئيس السيسي غير ملزم دستوريا بتغيير أو تعديل الوزارة مع بدء ولايته الثانية، لكن هذا لا ينفي تعديلا محدودا قد يحدث في أي وقت».
وتمنح المادة (147) من الدستور المصري الرئيس الحق في إقالة الحكومة أو تغيير بعض وزرائها، بشرط موافقة غالبية أعضاء مجلس النواب.
وأوضح نائب رئيس ائتلاف «دعم مصر»، في تصريحات للمحررين البرلمانيين، أن «تغيير الحكومة من عدمه مع تقلد الرئيس مقاليد الحكم في الفترة الرئاسية الثانية رسمياً، شأن يعود إلى الرئيس السيسي، وفي حاله تقدم الحكومة باستقالتها، فيكون أمام الرئيس 3 بدائل، أولها أن يجدد الثقة في الحكومة مرة أخرى ويعرض الأمر على البرلمان، أو أن يُجري الرئيس تعديلات جوهرية في بعض الحقائب الوزارية، وإما أن يرى أن المرحلة القادمة تحمل رؤية جديدة وأولويات مما يتطلب تشكيل حكومة جديدة تستطيع تنفيذ هذه الرؤية».
وتوقع عيسى تغييرات مقبلة في المحافظين، حيث تنتهي ولاية المحافظين قانونيا، وفقا للمادة (25) من قانون الإدارة المحلية.
وتولى شريف إسماعيل، وزير البترول السابق، رئاسة مجلس الوزراء في سبتمبر (أيلول) 2015 خلفاً لإبراهيم محلب. وفي 2014 أطلق برنامج الإصلاح الاقتصادي، والذي شمل «تعويم الجنيه» ورفع الدعم الحكومي عن بعض السلع والخدمات، وحصلت بموجبه مصر في 2016 على قرض بقيمة 12 مليار دولار على ثلاث سنوات من صندوق النقد الدولي.
وبينما صارت تكهنات خلال الأشهر الماضية بإعفائه من منصبه بسبب ظروفه الصحية، حيث سافر إلى ألمانيا قبل نهاية 2017 للعلاج، إلا أن عودته بعد تعافيه بكامل قوته للعمل أزاح تلك التكهنات.
وقال المصدر الحكومي إن الرئيس السيسي يرى أن إسماعيل يقوم بمهام منصبه على أفضل وجه، خاصة فيما يتعلق بملف الإصلاح الاقتصادي، وخفض عجز الموازنة، وأن استمراره مرتبط باستمرار تنفيذ خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي. وتترقب مصر خلال الأيام المقبلة، موجة جديدة في زيادة أسعار المرافق الأساسية، لا سيما البنزين والغاز الطبيعي والكهرباء، بعد رفع أسعار مياه الشرب قبل أيام، وذلك في إطار خطة الحكومة لرفع الدعم.
من جهته، طالب النائب جمال عباس، عضو لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان عن ‏حزب المصريين الأحرار، بتقليص عدد الحقائب الوزارية في الحكومة ‏والبالغ عددها 33 وزارة بغرض توفير النفقات على موازنة الدولة.
وقال عباس إن آليات ضم الوزارات ستكون وفقاً ‏لاستراتيجيات العمل ذات الاختصاصات المتقاربة، مُؤكداً أن تلك الخطوة ‏هامة للغاية وستساهم بشكل كبير في القضاء على ظاهرة البيروقراطية ‏التي كانت عاملا رئيسيا في تعطيل حركة التنمية في مصر منذ سنوات ‏سابقة.‏ كما أكد النائب أن الأهم من تقليص ‏عدد الوزارات تغيير السياسات التي ينتهجها الوزراء حيال القضايا التي ‏تخص المواطن.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.