لم تحرز الأرجنتين أي لقب كبير منذ 25 عاماً. ورغم أن إمكانية التخلص من هذا السجل السيئ كانت قريبة في الأعوام الأخيرة، يبقى احتمال العودة للتتويج أملاً بعيد المنال في الوقت الحالي. وآخر بطولة أحرزتها الأرجنتين كانت كأس «كوبا أميركا» في 1993، عندما كان غابرييل باتيستوتا ودييغو سيميوني يلعبان. ووصل منتخب الأرجنتين للمباراة النهائية في كأس العالم 2014 في البرازيل، وإلى نهائي كأس «كوبا أميركا» في 2015 و2016، لكنه خسر في جميع هذه المباريات الثلاث: في المباراة الأولى أمام ألمانيا، بعد وقت إضافي، وفي الثانية والثالثة أمام تشيلي بركلات الترجيح.
وبعد ذلك، تراجع المنتخب الأرجنتيني، في ظل وجود مشكلات في الاتحاد المحلي للعبة، وتناوب 3 مدربين مختلفين على قيادته خلال 3 أعوام، لكن هؤلاء الثلاثة فشلوا في إخراج أفضل ما في جعبة لاعبي الفريق، الذي يعد بلا شك من أكثر فرق العالم امتلاكاً للنجوم. وبعد الاستقرار على المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي، الفائز بكأس «كوبا أميركا» مع منتخب تشيلي في 2015، لم يسترد الفريق بعد تفوقه السابق، رغم وجود ليونيل ميسي على رأس التشكيلة.
ويوضح فوز وحيد في 4 مباريات رسمية الكثير، ولا يبدو لانتصارين تحققا بصعوبة على روسيا (مستضيفة كأس العالم) وإيطاليا (التي تغيب عن النهائيات) أهمية، في ظل هزيمتين ثقيلتين أمام نيجيريا وإسبانيا. وقال المدرب سامباولي بعد الخسارة أمام إسبانيا: «يتعين علينا التعلم من الأخطاء. علينا مواجهة الواقع والمضي قدماً». ولا يعرف أحد كيف يخطط المدرب لتحقيق ذلك حتى الآن.
ويتولى سامباولي تدريب الأرجنتين منذ نحو عام، لكنه لم يستقر بعد على طاقمه التدريبي، أو حتى على أفضل تشكيلة للفريق. ويمثل العمر جزءاً من المشكلة. فالمدافعان مارتن ديمكليس وبابلو زاباليتا لم يستبدلا بلاعبين بالجودة نفسها، كما لا يتوفر لاعبو وسط بقوة وتأثير خافيير ماسكيرانو، أو المصاب فرناندو غاغو.
وحتى في الهجوم، حيث يمتلك سامباولي وفرة في المواهب، فإنه لم يستقر بعد على التشكيلة الأفضل. ويستطيع باولو ديبالا وغونزالو هيغوين وسيرجيو أغويرو وأنخيل دي ماريا أن يجدوا مكاناً في أي فريق أوروبي كبير، لكن على المستوى الدولي سجلت الأرجنتين 19 هدفاً في 18 مباراة بتصفيات كأس العالم.
لكن الأرجنتين لا تزال تملك ميسي، وأي فريق يكون في صفوفه لاعب برشلونة العبقري يكون مرشحاً بقوة للتتويج بالألقاب.
ويمكن أن تكون هذه آخر كأس عالم يشارك فيها ميسي، الذي أصبح الآن في الثلاثينات من العمر، والذي سبق له اعتزال اللعب الدولي في 2016، قبل أن يتراجع عن القرار بعدها بأسابيع قليلة. وإذا توقفت فرص الأرجنتين في النهائيات المقبلة على ميسي فقط، فإن الجماهير قد تتطلع لكأس العالم ببعض الثقة، لكن ميسي بحاجة للمساعدة، ولا يوجد حالياً ما يضمن حصوله على هذه المساعدة. وكما واجهت الأرجنتين صعوبات خلال التصفيات، تطور مستواها بالكاد منذ ذلك الحين، وحققت نتائج متباينة، وتمتلك دفاعاً سيئاً. فقد خسرت 4 - 2 في نوفمبر (تشرين الثاني) ودياً أمام نيجيريا، التي ستواجهها في المجموعة الرابعة.
ورغم أن الفوز 2 - صفر على إيطاليا في مارس (آذار) رفع معنويات الفريق، خسرت الأرجنتين 6 - 1 أمام إسبانيا بعد عدة أيام، عقب أسوأ أداء لها منذ سنوات.
وشاركت الأرجنتين في كأس العالم 16 مرة، وفازت باللقب مرتين، على أرضها في 1978 وبعد 8 سنوات في المكسيك، عندما قادها دييغو مارادونا لتخطي إنجلترا، قبل أن تتغلب 3 - 2 على ألمانيا في نهائي مثير.
وبلغت النهائي 3 مرات، وكانت أول مرة في النسخة الأولى في 1930، وفي إيطاليا 1990، وقبل 4 سنوات في البرازيل، عندما خسرت أمام ألمانيا بعد وقت إضافي.
> التشكيلة
> المدير الفني: خورخي سامباولي.
> حراسة المرمى: ناهويل غوزمان (تايغرز مونتيري المكسيكي)، ويلي كاباييرو (تشيلسي الإنجليزي)، فرانكو أرماني (ريفر بلايت).
> الدفاع: ماركوس روخو (مانشستر يونايتد الإنجليزي)، نيكولاس أوتامندي (مانشستر سيتي الإنجليزي)، غابريال مركادو (إشبيلية الإسباني)، فيديريكو فازيو (روما الإيطالي)، نيكولاس تاليافيكو (أياكس أمستردام الهولندي)، إدواردو سالفيو (بنفيكا البرتغالي)، ماركوس أكونيا (سبورتينغ لشبونة البرتغالي)، كريستيان أنسالدي (تورينو الإيطالي)، خافيير ماسشيرانو (هيبي فورتشون الصيني).
> الوسط: لوكاس بيليا (ميلان الإيطالي)، إيفر بانيغا (اشبيلية)، إنخل دي ماريا وجيوفاني لو سيلسو (باريس سان جيرمان الفرنسي)، مانويل لانزيني (وست هام يونايتد الإنجليزي)، مكسيميليانو ميزا (انديبندينتي).
> الهجوم: ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني)، سيرخيو أغويرو (مانشستر سيتي)، غونزالو هيغواين وباولو ديبالا (يوفنتوس الإيطالي)، وكريستيان بافون (بوكا جونيورز).
نجم الفريق
> ليونيل ميسي
> قد تكون نهائيات روسيا 2018 آخر فرصة لليونيل ميسي للفوز بكأس العالم لكرة القدم، والرد بقوة على المشككين القائلين إنه لا يمكن اعتباره واحداً من أعظم اللاعبين على مر العصور دون قيادة بلاده للتتويج بالجائزة الأكبر. واللاعبان الآخران المنافسان على لقب أفضل لاعب في العالم على مر العصور هما البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا فازا بكأس العالم، لكن سجل ميسي الدولي لا يزال فقيراً، على الأقل وفقاً لمقاييسه الشخصية. وسيشارك ميسي في نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة، لكن سجله التهديفي في البطولة، الذي يتضمن 5 أهداف في 15 مباراة، لا يقارن بسجله في برشلونة، الذي يبلغ هدفاً واحداً تقريباً في كل مباراة.
وشارك ميسي في المباراة النهائية لكأس العالم مرة واحدة، وفي نهائي كأس «كوبا أميركا» 3 مرات، لكنه لم يحصل أبدا على ميدالية الفائز. وبدا أن ميسي، الذي سيكمل عامه الـ31 خلال البطولة، يشعر بعدم ارتياح في قميص الأرجنتين، ووصل الأمر لدرجة اعتزاله اللعب الدولي في 2016، قبل أن يتراجع عن قراره بعد عدة أسابيع. ولا تتعلق مشكلة ميسي هذا العام فقط بتغيير البيئة، أو بعدم الألفة والتجانس مع زملائه في المنتخب الأرجنتيني. فقد تعثر الفريق خلال تصفيات كأس العالم تحت قيادة 3 مدربين مختلفين، ونجح في التأهل بفضل ثلاثية ميسي الرائعة في المباراة الأخيرة في التصفيات أمام الإكوادور.
وأدخل كل مدرب طريقته الخاصة، وهو ما يمثل هزة للاعب قضى مسيرته بأكملها يلعب بأسلوب برشلونة. وعلاوة على ذلك، لم يتمكن المدربان السابقان من التوصل لأفضل أسلوب يناسب روعة ميسي الفريدة. وهز 9 لاعبين مختلفين الشباك في 18 مباراة للأرجنتين في التصفيات، وهو ما يعني في أفضل تفسير عدم ثبات في المستوى، وفي أسوأ تصور يعني إضاعة للفرص. ولا يمكن أن يشكك أحد في أن ميسي أفضل لاعب في العالم 5 مرات هو واحد من أفضل من لعب على مستوى الأندية عبر العصور، لكن الوقت ربما لم يعد في صالحه، بينما يسعى لإضافة ميدالية كأس العالم لخزانة ألقابه.