فلسطينيون ينعون المسعفة رزان النجار وسط تنديد رسمي وشعبي

صورة من جنازة المسعفة الفلسطينية رزان النجار (رويترز)
صورة من جنازة المسعفة الفلسطينية رزان النجار (رويترز)
TT

فلسطينيون ينعون المسعفة رزان النجار وسط تنديد رسمي وشعبي

صورة من جنازة المسعفة الفلسطينية رزان النجار (رويترز)
صورة من جنازة المسعفة الفلسطينية رزان النجار (رويترز)

تفاعل عدد من المغردين عبر موقع «تويتر» بنعي المسعفة الفلسطينية رزان النجار (21 عاماً)، وذلك بعد أن قُتلت، أمس (الجمعة)، برصاص الاحتلال، في عاشر يوم جمعة من الاحتجاجات ضمن مسيرات «العودة» قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وتداول عدد من النشطاء بقطاع غزة، اليوم، فيديو لصلاة الجنازة على النجار، والتي تمت عقب صلاة الظهر في مسجد «عباد الرحمن» شرق مدينة خزاعة، بحضور حشود من الفلسطينيين لتشييع جثمان الشهيدة.
وتداول نشطاء كلمة مندوب فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور في جلسة، أمس (الجمعة)، بعد أن أجهش بالبكاء حزناً على وفاة النجار.
وقال منصور في كلمته: «إن جميع الشعب الفلسطيني بملايينه هو ضد الاحتلال وضد إرهاب الدولة الإسرائيلية التي كانت آخر ضحاياه اليوم الشهيدة رزان أشرف النجار المسعفة التي كانت تقوم بمهامها الإنسانية النبيلة».
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي ناقشت مشروع قراراً كويتياً يطالب بحماية الشعب الفلسطيني، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لإجهاضه.
من جانبه، ندد وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد بقتل المسعفة، وقال عواد في بيان صحافي، إن النجار قُتلت في أثناء عملها في إنقاذ ورعاية الجرحى شرق خان يونس جنوب القطاع برصاصة حية في الصدر.
واعتبر عواد قتل المسعفة «جريمة حرب وإصرار من الجيش الإسرائيلي على خرق كل المعاهدات الدولية والاتفاقيات التي تدعو إلى حماية المسعفين أوقات النزاعات».
وغرّد نشطاء أكثر من صورة للمسعفة العشرينية خلال عملها التطوعي في إسعاف المصابين في قطاع غزة بالميدان.
وقالت الكاتبة الكويتية دلع المفتي في تغريدة لها على «تويتر»: «اغتالوا الضحكة... قناص إسرائيلي يغتال الممرضة الفلسطينية رزان نجار (21 عاماً) في غزة اليوم».
وقال الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس في تغريدته: «ركضتْ بكل شجاعة لإنقاذ حياة أحد المصابين برصاص الاحتلال، فعادت شهيدة بعد أن قنصها في صدرها جندي (إسرائيلي) شرق قطاع غزة. إنها إنسانة... إنها بطلة».
وكتب عاصم نبيه، عضو رابطة الكتاب والأدباء بفلسطين: «يعطيكِ العافية يا رزان، فقد أديتِ الأمانة وآن لكِ أن تستريحي... قتلها الاحتلال الصهيوني وهي تسعف الجرحى على حدود غزة».
كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت إصابة 140 شخصاً بينهم 40 بالرصاص الحي في مواجهات شهدتها الحدود الشرقية والشمالية للقطاع.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».