الاتحاد الأوروبي يسعى لتعزيز إدارة الحدود اللبنانية

افتتاح «مركز التدريب المركزي» على إدارة وضبط الحدود في قاعدة رياق الجوية بلبنان أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
افتتاح «مركز التدريب المركزي» على إدارة وضبط الحدود في قاعدة رياق الجوية بلبنان أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

الاتحاد الأوروبي يسعى لتعزيز إدارة الحدود اللبنانية

افتتاح «مركز التدريب المركزي» على إدارة وضبط الحدود في قاعدة رياق الجوية بلبنان أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
افتتاح «مركز التدريب المركزي» على إدارة وضبط الحدود في قاعدة رياق الجوية بلبنان أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)

افتتح الاتحاد الأوروبي، أمس، مركز التدريب على الإدارة المتكاملة للحدود في قاعدة رياق الجوية، وذلك في إطار الالتزام الطويل الأمد باستقرار لبنان وتعزيز قدرته على التكيف. وسيساهم المركز في تعزيز التعاون بين جميع الأجهزة المعنية بأمن الحدود وتسهيل التجارة وتنقل الأشخاص، أي الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام والجمارك والدفاع المدني.
وأُقيم الاحتفال برعاية قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلاً بالعميد الركن أمين العرم، وبحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، والسفير الهولندي يان والتمانس وممثلين عن الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وشددت السفيرة لاسن خلال الافتتاح على الدعم الكبير الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لقطاع الأمن، خصوصاً عقب الاجتماع الوزاري الثاني في روما لدعم الجيش وقوى الأمن الداخلي، والذي كان فيه الاتحاد الأوروبي جهة مانحة رئيسية. وقالت إن «الافتتاح اليوم لمركز تدريب جديد على الإدارة المتكاملة للحدود دليل ملموس آخر على دعمنا الطويل الأمد». وأكدت أن «استقرار لبنان موضع اهتمام أساسي بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية. ونحن نؤمن بأن البيئة الأمنية المستقرة وحدها قادرة على تمهيد الطريق لزيادة الاستثمارات والتنمية الاقتصادية الطويلة الأمد في البلاد الضرورية جداً».
يُشار إلى أن برنامج إدارة الحدود الذي يقوم بتنفيذه المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة يساعد الأجهزة المعنية بالحدود على تعزيز أمن المواطنين، وتأمين الحدود ومراقبتها من أجل تنقل أسهل وأكثر أمناً للأشخاص، وتسهيل التجارة، والتنمية والتفاعل الإنساني، وتعزيز معايير حقوق الإنسان الدولية في الوقت عينه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».