العثماني رداً على تحركات «بوليساريو»: المغرب مستعد لأي خيار للدفاع عن سيادته

TT

العثماني رداً على تحركات «بوليساريو»: المغرب مستعد لأي خيار للدفاع عن سيادته

جدد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، التأكيد على أن بلده مستعد «لأي خيار من أجل الدفاع عن سيادته ووحدته الترابية»، رداً على تحركات جبهة «بوليساريو» الانفصالية في المنطقة العازلة بالصحراء.
وحذر العثماني، الذي كان يتحدث خلال جلسة المساءلة الشهرية في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، التي خصصت لمستجدات قضية الصحراء، أمس، من «تبني الأخبار الزائفة والمقولات المضللة» المتعلقة بقضية الصحراء، لأنها تؤدي إلى «الهزيمة النفسية»، معتبراً أن «المغرب يواجه حرباً إعلامية بالموازاة مع المعركة الدبلوماسية، فقضيتنا رابحة لأنها قضية حق وإجماع وطني وتلاحم ملك وشعب ونخب سياسية، ونحن في انتصار مستمر».
وجاء حديث العثماني رداً على ما قال إنه «تشكيك من قبل البعض في الانتصارات التي يحققها المغرب، سواء في مجلس الأمن أو في الاتحاد الأوروبي رداً على تحركات جبهة (بوليساريو) المدعومة من الجزائر».
وقال إن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المُقدم إلى أعضاء مجلس الأمن عن الصحراء في 29 مارس (آذار) الماضي «جاء مُتوازناً، وأخذ بعين الاعتبار المستجدات الطارئة والخطيرة على أرض الواقع المتعلقة بالاستفزازات والانتهاكات السافرة لـ(البوليساريو)».
وعلى المستوى السياسي، أكد التقرير، بحسب العثماني، على «محددات الحل السياسي التي وضعها مجلس الأمن من خلال قراراته المعتمدة منذ سنة 2007، كما استحضر تقرير الأمين العام مقتطفات واسعة من خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء الذي أكد فيه أنه لا حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها».
ولفت إلى أن «الأمين العام دعا في تقريره الجزائر إلى الانخراط الجدي في المسار السياسي والقيام بمساهمة أكبر للتوصل إلى حل سياسي». وبناء على هذا التقرير، يوضح العثماني، «تبنى مجلس الأمن قراره رقم 2414 بتاريخ 27 أبريل (نيسان) 2018 الذي كرس تفوق مبادرة الحكم الذاتي، مُنوهاً بالجهود الجدية وذات المصداقية التي يبذلها المغرب للمضي قدماً في عملية التسوية السياسية لهذا النزاع الإقليمي، كما أعاد مجلس الأمن التأكيد على ريادة الأمم المتحدة ورعايتها الحصرية للمسلسل السياسي، مُستبعداً كل مخططات التسوية السابقة لكونها غير واقعية وغير قابلة للتطبيق»، فضلاً عن دعوة مجلس الأمن، الجزائر، إلى «تقديم مساهمة مهمة في المسلسل والانخراط بقوة أكبر من أجل التقدم نحو الحل السياسي».
من جهة أخرى، استعرض العثماني الخطوات التي قام بها المغرب «رداً على الاستفزازات الخطيرة من طرف (بوليساريو) بتشجيع من الجزائر»، في المنطقة العازلة في الكركارات وقرب الجدار الأمني، مشيراً إلى أن «هذه التحركات أظهرت بشكل جلي وواضح خطورة المخطط الذي يسعى خصوم الوحدة الترابية إلى تنفيذه من خلال تغيير الحقائق على الأرض».
وأشار إلى أن «بوليساريو» قامت أخيراً «وفي تحدٍ سافر لقرار مجلس الأمن» بمناورات في تيفارتي «استدعت من جديد تحركاً دبلوماسياً مكثفاً للمغرب، وتم توجيه رسائل في الموضوع إلى رئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء والأمين العام للأمم المتحدة لإثارة انتباههم إلى خطورة هذه الانتهاكات السافرة والمتكررة، وانعكاساتها الخطيرة على الاستقرار والأمن في المنطقة، وطلب منهم تحمل مسؤوليتهم، واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذه التحركات غير المقبولة، وتحديها السافر لقرار مجلس الأمن 2414».
وأضاف أن المغرب «عبَّر عن إدانته الشديدة لهذه الأعمال الاستفزازية التي تبين المأزق والوضع الحرج الذي توجد فيه (بوليساريو)، ومن يدعمها عبر نهج سياسة الهروب إلى الأمام وتبني منطق الإفساد، من خلال مضاعفة التحركات الخطيرة وغير المسؤولة في بلدة تيفاريتي، شرق الجدار الأمني».
في المقابل، ربط نواب من المعارضة والأغلبية حل قضية الصحراء بالتسريع بتنفيذ برنامج التنمية في الأقاليم الجنوبية، ودعوا إلى «محاربة الريع والفساد في المنطقة»، ومنهم الفريق النيابي لحزب «العدالة والتنمية»، الذي طالب أيضاً بـ«إعداد سيناريوهات بديلة للخروج من المأزق والجمود الحالي».
ونبهت النائب عن «العدالة والتنمية» عزوها العراك إلى أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير حول قضية الصحراء «تضمن نقاطاً إيجابية، إلا أن بعض فقراته تثير القلق ومنها الدعوة إلى مفاوضات من دون قيد أو شرط، كما أن التقرير تغاضى عن إخلاء باقي المناطق الأخرى كبئر لحلو وتفاريتي». وسألت العثماني: «كيف تنوون مواجهة الدعوة إلى استئناف المفاوضات من دون شروط، وهو ما يصب في المطلب الجزائري - الانفصالي الذي يعتبر المفاوضات هدفاً في حد ذاته». ورد العثماني بالقول إن «المغرب لا يخشى من المفاوضات وهو من دعا إليها، من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول من جميع الأطراف».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.