زيدان «الهادئ» في مواجهة كلوب «الثائر»

زيدان (إ.ب.أ) - كلوب (رويترز)
زيدان (إ.ب.أ) - كلوب (رويترز)
TT

زيدان «الهادئ» في مواجهة كلوب «الثائر»

زيدان (إ.ب.أ) - كلوب (رويترز)
زيدان (إ.ب.أ) - كلوب (رويترز)

مواجهة الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد مع الألماني يورغن كلوب المدير الفني لليفربول اليوم في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بالعاصمة الأوكرانية كييف، هي مواجهة بين مدربين مختلفي الطباع كليا، لكن كلاهما متعطش دائم للانتصارات واللعب الجميل.
ويمكن أن يطلق على مواجهة اليوم أنها بين المدرب الهادئ (زيدان) الذي لا ينفعل مطلقا على خط التماس، والثائر (كلوب) الذي لا يتوقف عن الحركة والصراخ طوال المباراة.
وسيدخل مدربا ريال مدريد وليفربول النهائي الأوروبي وسط سعي زيدان للتتويج باللقب الثالث على التوالي وتحطيم الأرقام القياسية، بينما يأمل كلوب الصعود لمنصة التتويج للمرة الأولى.
وعندما تولى أسطورة كرة القدم الفرنسي زيدان تدريب الفريق الثاني بنادي ريال مدريد في 2014، لم يكن خيارا مقنعا لأحد، إلا أنه وبعد مرور أربع سنوات، أصبح على بعد 90 دقيقة فقط من صناعة التاريخ كأحد أفضل مدربي الريال عبر تاريخه.
وإذا حقق المدرب الفرنسي اللقب، سيكمل رحلته المثيرة من مدرب مبتدئ غير مقنع إلى مدرب قهر الأرقام القياسية في زمن قياسي.
ونجح أكثر من مدرب سابق في الفوز بلقب دوري الأبطال ثلاث مرات لكنها ستكون المرة الأولى التي يتوج فيها أي مدرب باللقب في ثلاثة مواسم متتالية.
ويضاعف من آمال زيدان في هذا أن الريال لم يخسر النهائي الأوروبي منذ أن خسره في 1981 أمام ليفربول.
لكن رغم ما أظهره زيدان، 45 عاما، من براعة في المناسبات الكبرى فإنه لا يزال يخضع لامتحان «الجدارة» كمدرب من قبل العديد من المعلقين. وتشير الأرقام إلى أن النجم الدولي الفرنسي تفوق على مدربين كبار من أصحاب الخبرات ولقبيه الأوروبيين يوازيان ما حققه «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، والإسباني جوسيب غوارديولا مع برشلونة الإسباني، وجوزيه مورينيو مع بورتو البرتغالي وإنتر الإيطالي. وفي حال إحرازه اللقب الثالث، سيعادل الرقم القياسي المسجل باسم أنشيلوتي والإنجليزي بوب بيزلي.
وما يحسب لزيدان أنه أضفى الاستقرار في صفوف النادي الملكي الذي يعرف بكثرة تغييراته وشهد ثمانية مدربين خلال عشرة أعوام.
في الموسم الماضي، تمكن ريال بقيادة زيدان من أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه الأوروبي منذ ميلان الإيطالي ومدربه أريغو ساكي عام 1990، كما جمع ريال ثنائية الدوري المحلي ودوري الأبطال، في إنجاز هو الأول للفريق الملكي منذ 59 عاما.
في المقابل وبعد أكثر من عامين ونصف العام على توليه مسؤولية تدريب ليفربول يستطيع كلوب قيادة الفريق للفوز بأحد أهم الألقاب الكبيرة في تاريخه. ولدى تقديمه رسميا إلى وسائل الإعلام في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 كمدير فني جديد لليفربول، فاجأ كلوب الجميع بتصريحه قائلا: «إنني المدرب العادي... يمكنكم الحصول على هذا. أنا مجرد رجل متوسط من بلاك فورست، كان لاعبا عاديا». ليثير بهذا ضحك العديد من وسائل الإعلام.
وصنع يورغن شهرته من خلال سبع سنوات ناجحة كمدير فني لبوروسيا دورتموند الألماني.
وربما كان كلوب لاعبا متوسط المستوى لكنه ليس مدربا متوسط المستوى مثلما أثبت هذا في دورتموند حيث قاد الفريق لنهائي دوري الأبطال الأوروبي في 2013.
وأسهمت كاريزما كلوب وحماسه وثقته بنفسه في استحواذه سريعا على قلوب مشجعي ليفربول حيث شعروا بأنه الرجل الذي يستطيع استعادة أمجاد الفريق الذي فاز بآخر ألقابه في الدوري الإنجليزي عام 1990.
وقدم ليفربول تحت قيادة كلوب عروض جيدة ونجح في تحويله إلى قوة ثابتة مستقرة في البطولات المحلية وكذلك على الساحة الأوروبية.
وقاد كلوب ليفربول للتأهل إلى دوري الأبطال في موسمين متتاليين عبر احتلال مركز متقدم بالدوري الإنجليزي، كما قاده إلى نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية وإلى نهائي الدوري الأوروبي والآن إلى نهائي دوري الأبطال، ولم يعد يبقى سوى فك نحسه مع النهائيات بالصعود لمنصات التتويج.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».