البنوك السعودية تجتاز تطبيق المعيار المحاسبي الدولي الجديد

يتطلب زيادة مخصصات انخفاض قيمة الائتمان

نجحت البنوك السعودية في اعتماد المعيار المحاسبي (9) دون تأثير جوهري على قوائمها المالية واحتياطاتها المسجلة
نجحت البنوك السعودية في اعتماد المعيار المحاسبي (9) دون تأثير جوهري على قوائمها المالية واحتياطاتها المسجلة
TT

البنوك السعودية تجتاز تطبيق المعيار المحاسبي الدولي الجديد

نجحت البنوك السعودية في اعتماد المعيار المحاسبي (9) دون تأثير جوهري على قوائمها المالية واحتياطاتها المسجلة
نجحت البنوك السعودية في اعتماد المعيار المحاسبي (9) دون تأثير جوهري على قوائمها المالية واحتياطاتها المسجلة

برهنت البنوك السعودية على قوة القطاع المصرفي ومتانته في البلاد، وذلك حينما نجحت في اعتماد المعيار المحاسبي (9) بدلاً من المعيار المحاسبي الدولي السابق (39)، دون تأثير جوهري على قوائمها المالية واحتياطاتها المسجلة. ويؤثر المعيار المحاسبي الدولي الجديد بشكل أكبر على حقوق المساهمين والملاءة المالية، نتيجة الزيادة في مخصصات انخفاض قيمة الائتمان.
وعلى الرغم من تطبيق المعيار المحاسبي الجديد، أظهرت القوائم المالية للبنوك السعودية ملاءة مالية جيدة، يأتي ذلك في الوقت الذي بات فيه القطاع المصرفي في البلاد واحداً من أكثر القطاعات المالية قوة وحيوية ومتانة.
وفي هذا الشأن، حققت البنوك السعودية خلال الربع الأول من 2018 نمواً جديداً في الأرباح؛ إذ حققت نحو 12.5 مليار ريال (3.33 مليار دولار)، بارتفاع تبلغ نسبته 7.4 في المائة، مقارنة بالأرباح المحققة خلال الربع المماثل من العام الماضي.
وترى بعض التقارير الاقتصادية المتخصصة، أن المعيار المحاسبي (9)، والذي تم تطبيقه مطلع العام الحالي من قِبل مجلس معايير المحاسبة الدولي، جاء استجابة لدروس الأزمة المالية العالمية، حيث اتضح أن أحد أسباب امتداد أمد الأزمة هو التأخر في الاعتراف بخسائر الديون؛ إذ كان يتم الاعتراف بالخسائر حين التحقّق منها. أما المعيار الجديد، فإنه يتطلب احتساب مخصصات للديون بناءً على التوقعات بحدوث تعثّر أو عدم الدفع من جانب المقترض.
وحسب القوائم المالية لـ«البنك الأول» للربع الأول 2018، وهو أحد البنوك السعودية المدرجة أسهمها في السوق المالية المحلية، فقد بلغ التعديل ما قيمته 451 مليون ريال (120.2 مليون دولار)، والذي تم تضمينه ضمن بند الأرباح المبقاة والاحتياطيات الأخرى.
وحسب القوائم المالية لـ«البنك الأهلي التجاري» للربع الأول 2018 التي تم نشرها، فقد بلغ التعديل 1.27 مليار ريال (338 مليون دولار)، في حين قدّر «بنك الرياض» انخفاض حقوق المساهمين بما يتراوح بين 3.6 و4.1 في المائة؛ وذلك نتيجة لتطبيق المعيار الدولي الجديد للتقارير المالية. وقدّر «البنك السعودي للاستثمار» انخفاض حقوق المساهمين بين 4 إلى 5 في المائة.
وحسب القوائم المالية لـ«البنك السعودي الفرنسي» للربع الأول 2018، التي تم نشرها، فقد بلغ التعديل 862.8 مليون ريال (230 مليون دولار)، الذي تم تضمينه ضمن بند الأرباح المبقاة التي انخفضت بالقيمة نفسها بتاريخ 1 يناير (كانون الثاني) 2018، وبلغ التعديل لـ«البنك السعودي البريطاني» 1.65 مليار ريال (440 مليون دولار).
وقدّر «البنك العربي» انخفاض حقوق المساهمين بين 2.05 إلى 2.26 في المائة نتيجة لتطبيق المعيار الدولي، وذلك نتيجة للزيادة المحتملة في مخصصات انخفاض قيمة الائتمان. في حين قدّر «بنك سامبا» انخفاض حقوق المساهمين بـ5 في المائة.
أما «مصرف الراجحي»، فقد بلغ التعديل 2.88 مليار ريال (768 مليون دولار)، وبالنسبة لـ«بنك البلاد» بلغ الأثر السالب 80.6 مليون ريال (21.4 مليون دولار)، وذلك نتيجة التعديلات على الأرباح المبقاة والاحتياطيات الأخرى، كما أنه حسب القوائم المالية لـ«مصرف الإنماء» للربع الأول 2018 التي تم نشرها، فقد بلغ التعديل 608 ملايين ريال (162.1 مليون دولار)؛ ذلك نتيجة التعديلات على الأرباح المبقاة.
وبالإشارة إلى هذه الإفصاحات المالية، أعلنت البنوك السعودية نمو أرباح الربع الأول من هذا العام؛ مما يؤكد أنها قادرة على مواصلة تحقيق النمو الإيجابي في أرباحها.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أطلقت فيه السعودية الأربعاء الماضي «برنامج تطوير القطاع المالي 2020»، أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030»، الذي يسعى إلى تطوير القطاع المالي ليكون قطاعاً مالياً متنوعاً وفاعلاً لدعم تنمية الاقتصاد الوطني، وتحفيز الادخار والتمويل والاستثمار، وزيادة كفاءة القطاع المالي بما يعزز من كفاءته لمواجهة ومعالجة التحديات التي تواجه القطاع المالي في السعودية.
وسيطرح البرنامج مجموعة من المبادرات الساعية إلى تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، حيث تم تصميم المبادرات وفق دراسة تحليلية لمتطلبات البرنامج، مع الأخذ في الاعتبار أفضل الممارسات العالمية، لتوفير مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات تضمن الوصول إلى نظام مالي يكفل للجميع الاستفادة منه، ويقوم على درجة عالية من الرقمنة، مع ضمان الحفاظ على سلامة الاستقرار المالي في المملكة.
وسيعمل البرنامج من خلال ركيزته الأولى على «تمكين المؤسسات المالية من دعم نمو القطاع الخاص»، على كثير من المبادرات المرتبطة بمستهدفات الرؤية، مثل الترخيص لجهات فاعلة جديدة من مقدمي الخدمات المالية، وتحفيز القطاع المالي على تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتوجه نحو تحفيز الدفع عن طريق التقنية بدلاً من النقد. وسيتم تحقيق هذه المبادرات عبر مجموعة من التدابير، منها القيام بالتعديلات القانونية والتنظيمية اللازمة، وتعزيز تطبيق نظام التأمين الإلزامي للمركبات والتأمين الصحي، وكذلك تشجيع قطاع التأمين للنظر في خيارات الاندماج والاستحواذ؛ ما يساهم في تعميق قطاع التأمين وزيادة كفاءته.
ويسعى البرنامج من خلال الركيزة الثانية «تطوير سوق مالية متقدمة»، إلى رفع جاذبية السوق المالية السعودية أمام المستثمرين، سواء المحليون أم الأجانب، عن طريق عدد من المبادرات التي من شأنها تنويع المنتجات الاستثمارية وتطوير الجوانب التشريعية.
وكذلك، سيدعم البرنامج جهود تخصيص بعض الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية وبعض المرافق المملوكة للدولة، وذلك من خلال الاكتتاب العام الأولي الذي سيساهم في تعميق السوق المالية، وزيادة القاعدة الاستثمارية، بالإضافة إلى الفوائد المتحققة من عملية التخصيص في السياق المعتاد، ومنها رفع مستوى الخدمات وكفاءة الإنفاق. كما تشمل مبادرات البرنامج تطوير عدد من الجوانب التنظيمية التي تسهم في تعميق سوق أدوات الدين بما يساهم في زيادة عمقها.
ويشجع البرنامج من خلال الركيزة الثالثة «تعزيز وتمكين التخطيط المالي» على جانبي الطلب والعرض لتحسين منظومة الادخار في المملكة، حيث سيركز البرنامج على إيجاد حوافز لتوفير شبكة متنوعة من المنتجات والبرامج الادخارية الجذابة والآمنة، بالإضافة إلى زيادة الوعي والثقافة المالية والتخطيط المالي، وبالتالي تشجيع البنوك على طرح منتجات ادخارية متنوعة لعدد أكبر من عملائها.


مقالات ذات صلة

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية بالسعودية (الشرق الأوسط)

الأقل في مجموعة العشرين... التضخم في السعودية يسجل 2 %

بلغ معدل التضخم السنوي في السعودية 2 في المائة، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في السعودية، في خطوة للاستفادة من التنامي المتسارع في القطاع بالمملكة، في الوقت الذي تمضي فيه «الرياض» لتعزيز محوريتها في هذا القطاع من خلال توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات، وذلك مع ختام اليوم الأول من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، المنعقدة حالياً في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون أول) الحالي.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، إن اليوم الأول للقمة الدولية للمعارض والمؤتمرات شهد نجاحاً كبيراً، بعد إعلان الاتفاقيات، وإطلاق 12 فعالية جديدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم، ما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن هذه الإعلانات تؤكد أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، ودوره المحوري كمحفز للتحول، حيث يساهم في التعريف بحجم الفرص غير المسبوقة التي توفرها المملكة سعياً إلى تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، ودور القطاع في استكشاف الأفكار المبتكرة، وخلق فرص الاستثمار، وتعزيز الشراكات الجديدة عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.

وأعلنت كل من شركات «RX Global» و«Messe Munich» و«Clarion»، وهي من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم الفعاليات، افتتاح مكاتب جديدة لها في المملكة، لدعم خطط نمو قطاع المعارض والمؤتمرات السعودي خلال السنوات العشر المقبلة.

وشهدت القمة توقيع 4 مذكرات تفاهم مع كلٍّ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والمركز الوطني للفعاليات.

وتتواصل فعاليات القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات على مدار اليومين المقبلين، حيث تركز على جهود تحفيز الاستثمار في قطاع المعارض والمؤتمرات، وإنشاء مساحات فعاليات مبتكرة ومستقبلية، ومعالجة مسائل الاستدامة العالمية في القطاع.

يُذكَر أن النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات تقام في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالميين من 73 دولة، بهدف إعادة تشكيل مستقبل القطاع.