الاتحاديون يرفضون الانخراط في «أزمة الفيصلي»

من تدريبات الاتحاد الأخيرة («الشرق الأوسط»)
من تدريبات الاتحاد الأخيرة («الشرق الأوسط»)
TT

الاتحاديون يرفضون الانخراط في «أزمة الفيصلي»

من تدريبات الاتحاد الأخيرة («الشرق الأوسط»)
من تدريبات الاتحاد الأخيرة («الشرق الأوسط»)

أكد مصدر مسؤول في نادي الاتحاد لـ«الشرق الأوسط» أن البيان الصادر من إدارة الفيصلي المتعلق بامتناع اللاعبين عن أداء التدريبات استعداداً للمواجهة التي ستجمع الفريقين في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، أمر لا علاقة لهم به من بعيد أو قريب، مشيراً إلى أن تركيز منصب على تجهيز الفريق بدنياً وفنياً للمباراة المفصلية على أغلى الكؤوس.
وبحسب المصدر فإن الإعداد يسير وفق البرنامج الذي وضعه الجهاز الفني للاعبين استعداداً للمواجهة النهائية بعيداً عن ما تتناوله وسائل الإعلام وتحضيرات المنافس، منوهاً أن جميع اللاعبين يستشعرون أهمية المباراة وحرصهم على الابتعاد عن أي تصريحات إعلامية إلى ما بعد مواجهة النهائي.
وشدد المصدر أن الأمور التي يتم تداولها بشأن أزمة مالية في المنافس وامتناع اللاعبين والجهاز الفني عن أداء التدريبات لن يؤثر إطلاقاً على استعدادات الفريق الاتحادي للمباراة، مرجعاً ذلك للخبرة التي يتمتع بها اللاعبون واستشعارهم أهمية الابتعاد عن أي أمور إعلامية للتفرغ للإعداد للمباراة لبذل الغالي والنفيس لإسعاد جماهيرهم بالبطولة الغالية.
بينما عد اتحاديون تزامناً مع بث المركز الإعلامي لنادي الفيصلي امتناع لاعبيه والجهاز الفني عن أداء التدريبات، بأنها تخدير لفريقهم قبل المواجهة الحاسمة والمنتظرة بين الفريقين، مؤكدين ضرورة التركيز على الإعداد الأمثل للمباراة.
إلى ذلك، ألقت الأزمة المالية التي يمر بها نادي الفيصلي بظلالها على الفريق الأول بعدما امتنع اللاعبون والجهاز الفني عن أداء التدريبات استعداداً لخوض نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتحاد، ورفض اللاعبون أداء الحصة التدريبية المسائية بالإضافة إلى الجهاز الفني على خلفية تأخر رواتبهم الشهرية لمدة ثلاثة أشهر، وعدم إيفاء الإدارة بصرف المكافآت المالية بعد تخطيهم الدور ربع النهائي ونصف النهائي من بطولة كأس الملك.
وتحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من البيان الصحافي الذي بثه المركز الإعلامي بالنادي بعد امتناع اللاعبين عن أداء الحصة التدريبية وجاء فيه: «نظراً لامتناع لاعبي الفريق الأول لكرة القدم عن أداء تدريبات الحصة المسائية، أصدر رئيس مجلس الإدارة قراراً بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في هذه الحادثة والرفع بأسماء المتسببين والمقصرين من الجهاز الإداري والفني واللاعبين، لتطبيق أقصى درجات العقوبة حسب اللوائح والأنظمة على أن يتم عقد اجتماع فوري مع لاعبي الفريق الأول».
ومن جانبه شدد فهد المدلج رئيس النادي على أن هذه الحادثة لن تمر مرور الكرام، وسيتم بعد التحقيق كشف المتسبب في إقناع اللاعبين بالامتناع عن أداء الحصة التدريبية المسائية يوم الأحد الماضي، لافتاً أن التحقيقات ستكون كفيلة بكشف التقصير إن وجد من الجهازين الفني والإداري، وأكد في الوقت ذاته أن حقوق اللاعبين المالية من رواتبهم الشهرية متأخرة لمدة ثلاثة أشهر، وهذا يعود لعدم صرف المستحقات المالية للنادي من الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة المحترفين. وأوضح أن إضراب اللاعبين والجهاز الفني عن التدريبات لا ينم عن احترافيتهم ويعكس صورة سلبية عن ناديه، كاشفاً أن الصربي فوك رازفويتش المدير الفني للفريق هدد بصريح العبارة إما تسلم مستحقاته المالية المتأخرة أو المغادرة إلى بلاده، والتمس العذر من الدكتور عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وملسي المعمر رئيس رابطة دوري المحترفين لمطالبته المتكررة بحقوق ناديه المالية والتي تتجاوز 13 مليون ريال، لصرف مستحقات اللاعبين المتأخرة والبالغة 7 ملايين ريال.
واعتبر الخطوة التي اتخذها اللاعبون والجهاز الفني بالمتهورة، موضحاً أحقية إدارته بحرمانهم من المكافآت المتأخرة، وتطبيق عقوبات مشددة حسب لوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم واللوائح الداخلية على كل المتخاذلين، على خلفية مغادرتهم ملعب النادي دون أداء الحصة التدريبية المقررة، وذكر أنهم طالبوا بحضور رئيس النادي وعقد اجتماع عاجل وهو ما تعذر لاقتصار حضور الرئيس في الفترة الصباحية، وقال: «بعد إبلاغي من قبل المشرف على كرة القدم، أبلغته أن هذا الوقت مخصص لأداء التدريبات وليس للمناقشة أو الاجتماعات، ومن يريد غير ذلك أبواب مكتبي مفتوحة أمام الجميع في الفترة الصباحية».
وأضاف: «يحق لإدارة النادي الحسم من مرتبات اللاعبين إلى ما نسبته 40 في المائة من رابته الشهري، لامتناعه عن أداء الحصة التدريبية من دون عذر مقنع، بالإضافة إلى تطبيق العقوبات من لائحة الاحتراف الداخلية بالنادي والتي تجيز حرمانهم من المكافآت السابقة، وهذا من يثبت بحقه تحريض اللاعبين عن مساومة النادي في هذه المرحلة الحرجة».
وكشف بأن اللجنة التي شكلها للتحقيق مع اللاعبين والجهاز الفني لإيضاح ملابسات امتناعهم عن التدريبات، كشفت تورط خمسة لاعبين من بينهم لاعبون أجانب في إثارة البقية للإضراب عن الحصة التدريبية أول من أمس الأحد، للضغط على رئيس النادي وإدارته لتلبية رغباتهم وصرف المستحقات المالية المتأخرة، وأكد على أن الخصم من الراتب الشهري بنسبة 40 في المائة سيطبق على جميع اللاعبين، فيما سينال المتسبب عقوبة مشددة.
وبين أن مصلحة الفيصلي فوق كل الاعتبارات، وستصل عقوبة المتسببين في هذه الفوضى التي تحصل للمرة الأولى في تاريخ الفيصلي للحرمان من المشاركة في بطولة نهائي كأس الملك، والتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، ولن نتهاون في تطبيق العقوبة الرادعة التي تضمن لنا إعادة الصورة المثالية لـ«عنابي سدير» وحفظ حقوقه، وهدد بإبعاد الصربي فوك رازفويتش من قيادة الفريق إذا ما أثبتت التحقيقات ضلوعه في إقناع اللاعبين في الامتناع عن أداء الحصة التدريبية والتعاقد مع أحد المدربين الوطنيين للإشراف الفني على الفيصلي في النهائي.
ولفت رئيس الفيصلي إلى أن ناديه لم يتأخر في صرف الرواتب الشهرية لثلاثة أشهر متواصلة قبل هذا الحادثة، منذ صعوده للدوري السعودي للمحترفين، وأكد أن سياستهم المالية واضحة المعالم، حيث يعتبر الفيصلي من أقل الأندية التي تعاني من الديون حسب البيان الذي بثته الهيئة العامة للرياضة مؤخراً، ووصف موقف إدارته بالمحرج لما ينتظر الفريق من مشاركة تاريخية في نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث يعد الوصول الأول للفيصلي للمباراة النهائية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».