أوروبا تعد سيناريوهات لتقليل أضرار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي

مفاوضات بين إيران ودول أوروبية في روما

خبير نووي إيراني يرتدي ملابس واقية من الإشعاعات في منشأة نطنز الواقعة خارج مدينة أصفهان في مارس 2015 (أ.ب)
خبير نووي إيراني يرتدي ملابس واقية من الإشعاعات في منشأة نطنز الواقعة خارج مدينة أصفهان في مارس 2015 (أ.ب)
TT

أوروبا تعد سيناريوهات لتقليل أضرار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي

خبير نووي إيراني يرتدي ملابس واقية من الإشعاعات في منشأة نطنز الواقعة خارج مدينة أصفهان في مارس 2015 (أ.ب)
خبير نووي إيراني يرتدي ملابس واقية من الإشعاعات في منشأة نطنز الواقعة خارج مدينة أصفهان في مارس 2015 (أ.ب)

بدأت الدول الأوروبية التفكير في سيناريوهات بديلة للحد من تبعات انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي مع إيران، بموازاة مواصلة الجهود لإنقاذه، وفق ما ذكرت مصادر غربية أمس.
وكشف مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري عن مفاوضات جرت أول من أمس، خلف الأبواب المغلقة بين إيران والدول الأوروبية الـ4؛ ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، برعاية الاتحاد الأوروبي في روما، وذلك على بعد أسبوع من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب موقفه النهائي حول الاتفاق النووي، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفادت وكالة «رويترز» عن 6 مصادر أوروبية، بأن تلك الدول لا تزال تسعى وراء تقديم خطة «بديلة» الأسبوع المقبل لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، لكنها بدأت أيضاً العمل على حماية العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وإيران، إذا نفذ ترمب تهديده وانسحب من الاتفاق.
وتسعى فرنسا وبريطانيا وألمانيا لأن تقدم للبيت الأبيض اتفاقاً سياسياً منفصلاً يحمل التزاماً باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران إذا تمكنوا من التوصل في الوقت المناسب إلى اتفاق مع وزارة الخارجية الأميركية، شريكهم الأميركي في المحادثات. لكن عدة مصادر عبرت عن تشككها في أن الجهود ستكلل بالنجاح، وقالت جميعها إن الأوروبيين «يعملون أيضاً على سيناريوهات للحد من الأضرار إذا فشلت».
ولا يشمل الاتفاق السياسي، الذي يتوج جهوداً دبلوماسية عبر الأطلسي، أطراف الاتفاق الأخرى؛ إيران أو روسيا والصين، بحسب مصادر «رويترز». وهناك مسعى لأن يوضح لترمب أن أوروبا ستحاول احتواء برنامج طهران للصواريخ الباليستية ونفوذها في سوريا واليمن والشروط التي يزور بموجبها المفتشون المواقع الإيرانية المشتبه بها والبنود التي تحدد أجلاً لبعض شروط الاتفاق.
وزعم أنصاري في تصريحات نقلها موقع التلفزيون الإيراني أن المفاوضات بين الوفد الدبلوماسي الإيراني اقتصرت على الأزمة في اليمن. ولم يكشف ما إذا كانت المفاوضات التي وصفها بـ«الجيدة» شملت دور إيران في سوريا ولبنان والعراق وبرنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية أم لا.
وبحسب أنصاري، فإن المفاوضات جرت بحضور الدوائر الأمنية والسياسية من الدول المشاركة في المفاوضات.
وهذه المرة الثانية التي تجري بين إيران والدول الأوروبية مشاورات في روما خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 12 مايو (أيار). وهدد إيران بعدة سيناريوهات من بينها الانسحاب من الاتفاق النووي.
وأبدى محللون إيرانيون من أن تعود البلاد مرة أخرى إلى أجواء التعرض لضربات عسكرية قبل عودتها إلى طاولة المفاوضات في 2013.
ويقول مسؤولون إن ترمب قرر أن ينسحب في 12 مايو من الاتفاق الذي يصفه بأنه «كارثة»، ويستعد لرفض جهود يبذلها الأوروبيون منذ 4 أشهر لتبديد مخاوفه.
وقال دبلوماسي كبير: «لدينا أسبوع لنواصل الحديث إلى الأميركيين ونرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى توافق بشأن الاتفاق... لكني لا أعتقد أن هناك أي سبب يدعو للإفراط في التفاؤل».
وفي حين أن الأوروبيين والأميركيين ضيقوا خلافاتهم، لكنهم ما زالوا يجدون صعوبة في الاتفاق على كيفية تلبية طلب واشنطن في تمديد بعض القيود على برنامج إيران النووي دون إعادة التفاوض على الاتفاق الموقع في يوليو (تموز) 2015.
وقال دبلوماسي آخر: «نحن نحاول إيجاد الصيغ المناسبة التي تفي بتوقعات الأميركيين دون أن تتعارض مع الاتفاق»، مضيفاً أن «ثمة فرصة في التوصل إلى اتفاق، لكن حتى إذا نجحنا في ذلك، فإنني لست على قناعة بأن ذلك سيكون كافياً لمنع الانسحاب الأميركي». وأشار دبلوماسي ثالث إلى «رأي أميركي بأن بنود التفتيش ليست قوية بما يكفي، رغم أن الأوروبيين لا يرون ذلك».
وفي حزمة عروضهم لترمب، يتعامل الأوروبيون مع رغبة أميركية في توضيح أنه يتعين على إيران إتاحة وصول المفتشين الدوليين للمواقع العسكرية. ويقول الأوروبيون إن هذا وارد ضمناً بالفعل في الاتفاق الأصلي.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقترح خلال وجوده في واشنطن الأسبوع الماضي أنه بغض النظر عن قرار ترمب يجب أن يكون هناك نقاش أوسع بين إيران والقوى التي تساند الاتفاق، الذي استغرق التفاوض بشأنه 12 عاماً، للعمل بشأن صفقة كبرى. وستشمل تلك الصفقة الاتفاق النووي الحالي وقضايا محل نقاش حالياً بين الأوروبيين والأميركيين. لكن من الصعب رؤية كيف يمكن إعادة إيران إلى الطاولة. وتقول طهران إنها ملتزمة بشروط اتفاق 2015 ولا نية لديها للتفاوض بشأنه مرة أخرى.



إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.