تحديث ضخم لنظام «ويندوز 10»

تغييرات في طريقة إدارة التطبيقات الحالية

TT

تحديث ضخم لنظام «ويندوز 10»

تعمل شركة «مايكروسوفت» الآن على توفير التحديث الأكبر لنظام تشغيل ويندوز 10 تحت اسم «تحديث أبريل (نيسان)» أو «April Update» نهاية شهر أبريل الماضي ليأتي بتحسينات وتغييرات في واجهة المستخدم ومتصفح «إيدج» وتعزيز الأمان ومميزات أخرى.
هل يمكنني تفادي التحديث؟ للأسف لا. هذا التحديث سيكون ضروريا لا اختياريا، لذلك فإن جميع الكومبيوترات العاملة بنظام تشغيل ويندوز 10 في كافة أنحاء العالم سيصلها هذا التحديث ولكن يمكنك تأجيله لغاية 7 أيام لا أكثر.
تحديث «ويندوز»
* كم يبلغ حجم التحديث؟ كما هو معروف فإن معظم التحديثات الكبيرة لويندوز 10 يقارب حجمها 3 غيغابايت، ولكن ذلك الحجم سيختلف قليلا وفقاً للنظام الخاص بك. أما بالنسبة للوقت الذي سيستغرقه التحديث لإكمال التثبيت فيجب التنويه إلى أنه سيأخذ وقتا أطول بقليل من التحديث العادي. فبعد اكتمال التنزيل، يمكن أن يستغرق التثبيت من جهاز إلى آخر ما بين 10 إلى 45 دقيقة اعتماداً على جهازك، لذا يجب التأكد من تخصيص بعض الوقت لتنصيب التحديث بحيث لا تتم مقاطعته، لأن مقاطعة أي تحديث يمكن أن تتسبب في مشاكل كبيرة في النظام.
* ما الجديد في هذا التحديث؟ يأتي تحديث أبريل بالعديد من التحسينات والميزات الجديدة، كإعادة تصميم قائمة الإعدادات Setting Menu، وتوفير تطبيق جديد باسم كورتانا نوتبوك Cortana Notebook وتطبيق ليست Lists جديد لكتابة القوائم وترتيب المواعيد.كما سيأتي التحديث بميزة جديدة شبيهة بتقنية آبل آير بلاي Apple AirPlay تُعرف باسم «مشاركة قريبة» Nearby Share والتي تتيح لك إرسال الروابط والمستندات والصور وملفات الفيديو وغيرها عبر تقنية بلوتوث إلى الأجهزة القريبة منك. كما تم نقل العديد من عناصر لوحة التحكم القديمةControl Panel، مثل إعدادات اللغة والصوت والخطوط وغيرها إلى تطبيق الإعدادات الجديد في خطوة صريحة للتخلي كليا عن لوحة التحكم القديمة.

إدارة التطبيقات
* تايم لاين Timeline. الميزة الأهم في هذا التحديث هي التغيير في طريقة ويندوز في إدارة التطبيقات الحالية والتي كانت قيد التشغيل سابقاً. باستخدام ميزة تايملاين سيتمكن المستخدمون من رؤية ما قاموا بتنفيذه في وقت ما من السابق، ليس فقط على جهاز كومبيوتر يعمل بنظام التشغيل ويندوز 10 ولكن من أجهزة الكومبيوتر الأخرى وحتى أجهزة آندرويد Android أو آي أو إس iOS. كما أضافت مايكروسوفت ميزة الرجوع إلى غاية 30 يوما واسترجاع المستندات والملفات التي حذفت عن طريق الخطأ.
من المتوقع أن تحدث هذه الميزة ضجة كبيرة حين صدورها، إذ من الممكن أن تغير من طريقة تفاعلنا واستخدامنا لأجهزة مختلفة خلال اليوم. وتسعى مايكروسوفت لإحداث تكامل أكبر بين أجهزة الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر حيث تكمن الفكرة في أنك لم تعد بحاجة إلى القلق بشأن الأشياء التي لم يتم حفظها في جهاز معين، بل يمكنك ببساطة معرفة ما كنت تعمل عليه، وأي موقع كنت تتصفحه في هاتف الآيفون خاصتك ثم تكمل ما بدأته على جهاز الكومبيوتر.
* تصميم انسيابي Fluent Design. وسيتم طرح لغة التصميم الجديدة من مايكروسوفت التي يطلق عليها فليوينت «Fluent»، ما يزيد من التركيز على انسيابية التنقل وسلاسة الحركة في ويندوز 10، هذا التصميم الجديد جاء بدلا من تصميم ميترو الذي رأيناه أول مرة في ويندوز 8 والذي استبدل التصميم الكلاسيكي الخاص بويندوز 7، كما ستوفر مايكروسوفت النمط الداكن Dark Mode لكي تصبح جميع القوائم والنوافذ قاتمة اللون بما فيها المستكشف File Explorer، وهي الميزة التي طال انتظارها بالنسبة لعشاق نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز.
* متصفح إيدج Microsoft Edge. ربما لا يعتبر متصفح إيدج منافساً قوياً لمتصفحي غوغل كروم وفايرفوكس، ولكنه أفضل بكثير من هذين المتصفحين من حيث دعمه لأجهزة الكومبيوتر المحمولة أو التي تعمل باللمس. ومن المميزات الجديدة التي سيدعمها المتصفح إمكانية كتم الصوت للنوافذ المبوبة وتحسين تجربة قراءة وحفظ الكتب الإلكترونية بالإضافة إلى زيادة عدد الإيماءات Gestures لشاشات اللمس.
* كورتانا Cortana. سيحصل المساعد الذكي كورتانا على العديد من المميزات تسمح للمستخدمين بإنشاء قوائم تتم مزامنتها بين الأجهزة المختلفة كاللوحيات والهواتف عن طريق تطبيق كورتانا. وعن طريق التطبيق يستطيع المستخدم رؤية التطبيقات التي كان يستخدمها في الأجهزة الأخرى ويمكنه أيضا استئنافها حيث توقف.
كما حاولت مايكروسوفت أيضاً توفير العديد من مزايا التحكم الصوتي المختلفة حتى لتطبيقات الطرف الثالث لكي تواكب التطور الذي وصلت له منافساتها مثل أليكسا من أمازون وسيري من آبل والمساعد الشخصي من غوغل.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».