نتنياهو التقى بومبيو... وواشنطن تستأنف مفاوضات السلام بعد نقل سفارتها إلى القدس

جمعية إسرائيلية تلتمس إلى المحكمة ضد وزارة الخارجية الأميركية بسبب المبنى

TT

نتنياهو التقى بومبيو... وواشنطن تستأنف مفاوضات السلام بعد نقل سفارتها إلى القدس

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن وزير الخارجية الأميركية الجديد، مايك بومبيو، بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، في كيفية استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وفق مشروع «صفقة القرن»، وذلك بعد تدشين المقر المؤقت للسفارة الأميركية في القدس الغربية، في منتصف شهر مايو (أيار) المقبل.
وقالت المصادر إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مصِر على نقل السفارة حتى ولو بشكل رمزي، حتى يكسب ود اليمين الإسرائيلي الحاكم. ولكنه اختار وزير خارجية جديدا، مؤمنا بإمكانية التقدم في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. «لا بل إنه يعد خطة شاملة لهذا الغرض، ستبدأ بمنح الفلسطينيين محفزات عدة، مالية ومادية ومعنوية، تتيح لهم العودة إلى المفاوضات»، كما قال أحد المطلعين.
وكان نتنياهو قد أضفى جوا حميما على زيارة بومبيو. فقد استهل جلسة الحكومة العادية، صباح أمس، بالقول: «سنستقبل اليوم بكل حفاوة، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وهو صديق حقيقي لإسرائيل. أعتقد أن قيامه بزيارة إلى إسرائيل في إطار الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها كوزير خارجية، خارج الولايات المتحدة، تحمل أهمية خاصة. سأبحث معه التطورات الإقليمية والعدوان الإيراني المتزايد، وبالطبع الاتفاقية النووية التي أبرمت مع إيران، والقرار بشأنها سوف يتخذ قريبا. إن العلاقات الإسرائيلية الأميركية أقوى اليوم من أي وقت مضى. وفي هذه المناسبة، أود أن أشكر الرئيس ترمب مجددا على قراره بنقل السفارة الأميركية إلى أورشليم، وهذا سيحدث بعد أيام. وقلت وقتها إنه ستكون هناك دول أخرى ستنضم إلى هذا الحراك، وأستطيع أن أقول لكم إن هذا يحدث على الأرض».
وعندما وصل بومبيو إلى مقر رئاسة الوزراء، هنأ نتنياهو ضيفه بتولي منصبه الجديد، كوزير للخارجية، وقال له: «نفتخر كثيرا بأن هذه هي زيارتك الأولى كوزير الخارجية الأميركي». وقد رد بومبيو: «أنتم شركاء هامون للغاية وهناك مكان خاص في قلبي مخصص لكم».
وأكدت مصادر أميركية في تل أبيب، أمس، أن الموضوع الفلسطيني ساد الجلسة مع نتنياهو، التي أبدى فيها الوزير الأميركي، إصرارا على التقدم في هذا الملف باتجاه حل الدولتين. وقد استغرب نتنياهو هذا الإصرار. ولكنه أمام رؤية الإصرار نفسه على افتتاح السفارة الأميركية في القدس، في منتصف الشهر المقبل، رغم أن المبنى غير جاهز والترتيبات الأمنية فيه ناقصة، لم يستطع الدخول في نقاش خلافي مع بومبيو.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أبلغت المحكمة العليا في القدس، بأنها تبذل جهودا خارقة في التحضيرات والاستعدادات لحفل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأنها لن تنهي هذه الاستعدادات في اليوم المقرر للافتتاح. ولذلك، فإن الافتتاح سيكون حدثا رمزيا، والسفير لن ينتقل إلى القدس في هذه المرحلة.
وكانت جمعية «عير عميم»، رفعت دعوى إلى المحكمة العليا، تجري مناقشتها اليوم الاثنين. وقد تم توجيه الدعوى ليس فقط ضد وزير المالية، موشيه كحلون، الذي منح إعفاء من رخصة بناء للسفارة بغرض تسريع نقلها من تل أبيب، بل أيضا ضد أطراف أخرى مثل: وزارة الخارجية الأميركية، والمجلس القطري للتخطيط والبناء في إسرائيل، وبلدية القدس، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية. وتطلب جمعية «عير عميم» ونحو 20 من سكان حي «تلبيوت» المنضمين للدعوى، أن تصدر المحكمة أمرا مؤقتا لوقف العمل حتى صدور قرار بشأن ما إذا كان الإعفاء بموجب المادة 266 هو شرعي وقانوني.
وفي رد الدولة على الالتماس، الذي سيقدمه هداس عيران، من إدارة الالتماسات في مكتب المدعي العام للدولة، اليوم، يعترف بأنه للمرة الأولى، لن يتم الانتهاء من الأعمال التي من أجلها تم منح الإعفاء من رخصة بناء في الوقت المناسب، بما يمكِن من نقل كامل لأنشطة السفارة. ويشمل ذلك، بناء جدار بطول 3.2 متر، وتعبيد طريق للخروج بحالات الطوارئ، كما أن الأعمال لا تتوافق مع الخريطة الهيكلية المحلية، التي كانت في الأصل مخصصة لاحتياجات القنصلية الأميركية، وليس لبناء سفارة ذات قيود أمنية صارمة. ويستدل من رد الدولة أنه لن يكون من الممكن البدء في بناء الجدار الخارجي حتى حفل افتتاح السفارة في القدس في 14 مايو 2018. ومع ذلك، تنوي الولايات المتحدة استخدام الوقت المتبقي قبل حفل الافتتاح، لاستكمال تخطيط الجدار والتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية للبناء، إذ سيتم الشروع ببناء الجدار بعد حفل افتتاح السفارة. وفي ردها على الالتماس، توضح الدولة أنه وفقا للمتطلبات الأمنية لإدارة الرئيس دونالد ترمب، فإن الجدار شرط ضروري لنشاط وعمل السفارة، وبسبب صعوبة بناء ذلك في الجداول الزمنية المحددة، سيكون نشاط السفارة الأميركية في القدس في هذه المرحلة جزئيا فقط.
من جهة ثانية، حذرت وزارة الخارجية الروسية، من تداعيات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأعربت عن «خشيتها من تزايد تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على خلفية نقل السفارة الأميركية المرتقب، بالتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين في منتصف مايو. وشددت على أن موسكو «تشعر بقلق عميق بسبب الأحداث المأساوية في الأراضي الفلسطينية»، داعية «كل الأطراف ذات العلاقة إلى التحلي بضبط النفس، وعدم الإقدام على أي خطوات يمكنها أن تزيد من تدهور الوضع، وهو ما يهدد بالتصعيد إلى مواجهة مسلحة واسعة النطاق بين غزة وإسرائيل».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.