أمانة مجلس الوزراء تنفي وجود خلل في أجهزة العد والفرز

مواليد1997 و1998 و1999 و2000 يقترعون للمرة الأولى في انتخابات مايو

TT

أمانة مجلس الوزراء تنفي وجود خلل في أجهزة العد والفرز

أضيفت لأعداد الناخبين العراقيين المؤهلين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة في 12 مايو (أيار) المقبل 4 مواليد جديدة أبصرت النور في الأعوام: 1997، و1998، و1999، و2000، وبلغت السن القانونية (18 عاماً) للتصويت في الانتخابات.
ورغم توزع اتجاهات الجيل الجديد بين مؤيد للمشاركة بقوة في التصويت وآخر لا يرى مبرراً للمشاركة، فإن مجموعة المواليد الأربعة تمثل كتلة انتخابية كبيرة يمكن أن تحدث فارقاً في الانتخابات إذا ما قرر عدد كبير منهم المشاركة، حيث تشير إحصاءات وزارة التخطيط إلى إضافة ما لا يقل عن 3 ملايين ناخب إلى سجلات مفوضية الانتخابات التي كانت قد أعلنت في وقت سابق عن أن أعداد الناخبين في هذه الدورة تبلغ نحو 24 مليون ناخب.
وكشف المتحدث الرسمي باسم مفوضية الانتخابات، عبد الزهرة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن أن «عدد مواليد 2000 هو (816.425) ألف، وناهزت أعمارهم 18 عاماً، فيما بلغ عدد مواليد 1999 (772.167) ألف، وأعمارهم 19 عاماً، أما عدد مواليد 1998 فهو (751.542) ألف، وبلغت أعمارهم 20 عاماً، وبلغ عدد مواليد 1997 (704.943)، ووصلت أعمارهم 21 عاماً».
ويلاحظ مراقبون للشأن الانتخابي أن أغلب الكتل السياسية لم تأخذ بنظر الاعتبار الأعداد الكبيرة للشباب الجديد، ولم تتضمن برامجها إلا إشارات عامة للاهتمام بهم. وذلك ما تلاحظه أيضاً الطالبة في المرحلة الأولى بكلية طب الكندي ببغداد، فاطمة ستار عواد (19 عاماً)، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنت متحمسة للمشاركة في الانتخابات قبل أن أصل إلى السن القانونية، لكني اليوم فقدت ذلك الحماس»، مضيفة: «لم يجذبني أي برنامج انتخابي، أشعر بأن الوجوه نفسها ستكون حاضرة في المشهد السياسي، أشعر أن مصير البلاد متعلق بيد هؤلاء، لم أجد من بينهم ما يشعرني بمستقبل أفضل».
وتضيف فاطمة سبباً آخر لعزوفها المتوقع عن الأداء بصوتها، وهو أن «الاهتمام بمستقبلي المهني، والتركيز في دراسة المواد الطبية الصعبة، لم يمنحني ما يكفي من الوقت لتحديث سجلي الانتخابي».
أما الطالب محمد صادق (20 عاماً)، فيتمنى أن يرى وجوهاً جديدة في البرلمان المقبل لإحداث التغيير المطلوب، ويقول: «سأشارك بقوة في الانتخابات، وسأختار مرشحاً عمره 30 عاماً، أملنا في الشباب لأنهم من سيمثل مصالح شريحتنا الواسعة».
وعن مدى تأثير الظروف التي مرت بها البلاد منذ 2003 على خيارات جيل الشباب الجديد الانتخابية، يرى صادق أنها «تؤثر كثيراً؛ معظم أصدقائي يبحثون عن قوائم وأسماء جديدة غير ملوثة لانتخابها. نعم، بعضهم متشائم، لكني أتوقع مشاركة كبيرة من المواليد الأربعة الجديدة».
أما علي قاسم، وهو من الجيل الجديد أيضاً، فيضع قدماً في ساحة المشاركة وأخرى في عدمها، ويرى شأن كثير من الفئات الاجتماعية أن «النظام الانتخابي تشوبه كثير من المشكلات، وصمم لإنتاج الائتلافات والشخصيات نفسها، وإعادتها إلى القبة النيابية».
ويقول علي الذي عاش في إيران شطراً من حياته، ويجيد اللغة الفارسية بطلاقة، لـ«الشرق الأوسط»: «أخشى من سيطرة القوى المحسوبة على إيران على الحكومة المقبلة؛ إيران تبحث عن مصالحها فقط، وذلك لا يسمح للعراق بالتقدم أبداً».
مع ذلك، يشير علي إلى إمكانية أن يغير رأيه في اللحظات الأخير، ويشارك في الانتخابات «لوضع حد لتدهور البلاد، عبر التصويت لوجوه نزيهة جديدة»، على حد قوله.
من جهة أخرى، وفي شأن آخر يتعلق بالانتخابات العامة، نفت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أمس، ما يتردد عن بعض الائتلافات الانتخابية، من وجود خلل في الخوادم المركزية الخاصة بأجهزة العد والفرز الإلكتروني في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ودعت المواطنين ووسائل الإعلام إلى اعتماد المعلومة الدقيقة من المواقع الحكومية الرسمية حرصاً على «عدم تضليل» المواطن.
وقالت الأمانة، في بيان، إنها «بناءً على توجيهات رئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء تتواصل مع المفوضية لتأمين أية متطلبات من الجانب الحكومي، مع التأكيد المستمر لرئيس مجلس الوزراء على ضمان تحقيق انتخابات شفافة وسليمة وفي وقتها المحدد».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.