«البنك العربي» يرحب بوقف الدعاوى ضده في الولايات المتحدة

TT

«البنك العربي» يرحب بوقف الدعاوى ضده في الولايات المتحدة

قال رئيس مجلس إدارة البنك العربي، صبيح المصري، إن قرار المحكمة العليا الأميركية بإسقاط ووقف دعاوى ضد البنك، أنصفه وأنهى دعاوى لأكثر من 6 آلاف مدعٍ.
وأضاف المصري: «ظهر الحق وزهق الباطل».
وعبر المصري عن ثقة البنك سلفاً، بعدالة قضيته، مؤكداً أنه لم يخضع لأي ضغوط طيلة عمر القضايا التي امتدت لـ14 عاماً.
وجدد المصري التأكيد على أن البنك لا يتعامل بالشؤون السياسية وإنما يقدم خدمات مصرفية. وعدّ القرار الأميركي انتصاراً للبنك والاقتصاد الأردني، مثمناً الدعم الكامل الذي تلقاه من البنك المركزي الأردني.
وكان المصري يعقب على قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة، الذي نص على عدم السماح لضحايا هجمات في إسرائيل باستخدام قانون يعود إلى القرن الثامن عشر، من أجل رفع دعاوى ضد البنك العربي، في سابقة قضائية قد تستفيد منها مؤسسات مالية أجنبية أخرى.
وقال البنك العربي في بيان، إنه «نصر تاريخي» و«إنجاز قانوني يضاف إلى رصيد البنك العربي على هذا الصعيد».
وعبر البنك عن «بالغ سروره وعميق ارتياحه» لقرار المحكمة العليا. وقال إن القرار يؤكد و«يجسد ما أكد عليه البنك مراراً، من حيث سلامة وقوة موقفه القانوني في هذه الدعاوى».
وأكد البنك أنه «كان وما زال يمارس كافة أعماله وأنشطته ملتزماً بالمتطلبات الرقابية والمعايير المصرفية العالمية».
وخوفا من إثارة توتر دبلوماسي، رفض القضاة تمديد العمل بالقانون الذي استند إليه المدعون ويعود إلى 1789، ويسمح لغير الأميركيين برفع دعاوى قضائية في المحاكم الفيدرالية الأميركية.
وتبنَّت الولايات المتحدة القانون في 1789، بعد خمسة أعوام على حادثة اعتداء مواطن فرنسي على دبلوماسي من الجنسية نفسها على الأراضي الأميركية. وقد بقي منسياً قبل أن يظهر من جديد أخيراً على الساحة القضائية.
وصوَّت خمسة قضاة لصالح القرار مقابل أربعة عارضوه. وقال القاضي أنطوني كينيدي، نيابة عن الغالبية إن «المحكمة تعتبر أن الشركات الأجنبية لا يمكن أن تُلاحَق في القضاء استناداً إلى قانون (إيه تي إس)».
وأضاف أنه يعود إلى الكونغرس مراجعة هذا القانون إذا كان الأمر ضروريا، مشدداً على أن «السلطات السياسية في موقع أفضل لتحديد ووضع مبادئ القانون الدولي والوطني».
وقد اتهم المدعون البنك العربي، الذي يتخذ من الأردن مقراً رئيسياً له، بتسهيل نقل أموال إلى «حماس»، الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة إرهابية. وأيد هذا القرار، قرار سابق لمحكمة الاستئناف الأميركية في الماضي بإغلاق ملف الدعاوى ضد البنك العربي.
ويبلغ عدد المطالبين بتعويضات في القضية نحو ستة آلاف شخص أجنبي، بينهم قتلى وجرحى في هجمات في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، خصوصاً خلال الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005.
واتهم المدعون البنك العربي بمخالفة القوانين الدولية، بسماحه بتحويلات مالية إلى حسابات قادة في «حماس» من أجل تمويل «أعمال عنف».
وقالت القاضية سونيا سوتومايور، التي عارضت القرار، إن حكم الغالبية «يعفي الشركات من المسؤوليات المترتبة عليها بموجب القانون لأي سلوك صادم للضمير وانتهاكات حقوق الإنسان».
وتأسس البنك العربي في القدس في 1930، عندما كانت فلسطين تحت الحكم العثماني، ويملك المصرف الآن أكثر من 600 فرع في العالم.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.