لا يمكن الحكم على نجاح بوكيتينو مع توتنهام بالبطولات فقط

الخروج من نصف نهائي كأس إنجلترا لا يمنع الاعتراف بتطور الفريق مع المدير الفني الأرجنتيني

لاعبو توتنهام وآثار الهزيمة أمام يونايتد في نصف نهائي كأس إنجلترا (رويترز)
لاعبو توتنهام وآثار الهزيمة أمام يونايتد في نصف نهائي كأس إنجلترا (رويترز)
TT

لا يمكن الحكم على نجاح بوكيتينو مع توتنهام بالبطولات فقط

لاعبو توتنهام وآثار الهزيمة أمام يونايتد في نصف نهائي كأس إنجلترا (رويترز)
لاعبو توتنهام وآثار الهزيمة أمام يونايتد في نصف نهائي كأس إنجلترا (رويترز)

أصبح هناك شعور بأن المسيرة التدريبية للمدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مع توتنهام هوتسبر عبارة عن معركة للتغلب على طبيعة النادي الإنجليزي، فبعدما تقدم الفريق بهدف على مانشستر يونايتد في مباراة الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي وأصبح المتحكم في مجريات اللقاء عاد مرة أخرى ليتخلى عن هذا التقدم ويودّع بطولة جديدة من الدور نصف النهائي. ولعل أبرز ما يميز فترة عمل بوكيتينو مع توتنهام هوتسبر هي قدرته على إيجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة من المشكلات التي يواجهها مع الفريق.
في البداية قيل إن توتنهام هوتسبر لا يستطيع إنهاء الدوري الإنجليزي الممتاز في مركز متقدم عن نادي آرسنال، لكنه قام بذلك الموسم الماضي وفي طريقه لتحقيق ذلك خلال هذا الموسم أيضاً، لأن الفارق بينه وبين آرسنال وصل إلى 14 نقطة.
ولم يكن بإمكان توتنهام التقدم في دوري أبطال أوروبا، لكن بوكيتينو قاد النادي الإنجليزي للتغلب هذا الموسم على ريال مدريد وبروسيا دورتموند وكان في طريقه للفوز على يوفنتوس أيضاً.
ولم يكن بإمكان توتنهام تحقيق نتائج جيدة على ملعب ويمبلي الشهير، لكن الفريق لم يخسر على هذا الملعب سوى مرتين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. وكان توتنهام يواجه سوء حظ غريباً في الدور نصف النهائي للبطولات، حيث خسر 7 مرات متتالية في هذا الدور! لكن هذا العدد ارتفع إلى 8 مرات بعد الخسارة الأخيرة أمام مانشستر يونايتد، وهو ما يعني أن الفريق لم ينجح في تخطي نصف النهائي منذ أن حصد كأس الاتحاد الإنجليزي قبل 27 عاماً، أي قبل أن يتولى الفرنسي آرسين فينغر تدريب نادي آرسنال!
ويجعلنا ذلك نطرح هذا السؤال: هل يحتاج بوكيتينو إلى الحصول على بطولة مع توتنهام هوتسبر لكي يثبت أنه مدير فني جيد؟ الإجابة هي: بالطبع لا. صحيح أن الحصول على البطولات والصعود إلى منصات التتويج هما الهدف الأساسي لأي رياضة، ولا سيما على المستوى الاحترافي، لكن في نفس الوقت سيكون من الظلم إنكار التقدم الواضح الذي حققه بوكيتينو مع توتنهام هوتسبر لمجرد أنه لم يحصل على بطولة مع الفريق.
ولا يعتقد أي شخص، بكل تأكيد، أن آخر مدير فني قاد توتنهام هوتسبر للحصول على بطولة، وهو خواندي راموس، قد قام بعمل أفضل مما يقوم به بوكيتينو الآن. حسناً، لننظر الآن إلى المديرين الفنيين الذين حصلوا على بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي في الآونة الأخيرة: آرسين فينغر ولويس فان غال وروبرتو مارتينيز وروبرتو دي ماتيو وروبرتو مانشيني وكارلو أنشيلوتي وجوس هيدنيك وهاري ريدناب وجوزيه مورينيو. وباستثناء فينغر الذي حقق الكثير من البطولات على مدى سنوات طويلة، فإن مانشيني كان الوحيد من بين هذه الأسماء الذي استمر في منصبه أكثر من عام بعد الفوز بهذا اللقب، وهو ما يعني أن الحصول على الألقاب ليس هو المطلب الوحيد والأساسي.
صحيح أن الفوز بالبطولات هو شيء مهم ويأتي كتتويج للنجاح الذي يحققه أي مدير فني، لكن عندما ننظر إلى الصورة من زاوية أوسع فسنجد فوز توتنهام ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، في أحسن الأحوال، كان سيعدّ تتويجاً للنجاح الذي حققه بوكيتينو وليس إثباتاً أنه مدير فني جيد. وفي الحقيقة، لم يكن المدير الفني الأرجنتيني بحاجة ماسّة إلى الحصول على هذه البطولة، لأنه مهما كان الفائز أو الخاسر في هذه المسابقة فإن كأس الاتحاد الإنجليزي لهذا الموسم سوف تُنسى بنهاية شهر أغسطس (آب) المقبل.
وعندما فاز مانشستر يونايتد على أياكس أمستردام الهولندي في المباراة النهائية للدوري الأوروبي الموسم الماضي، قال المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو إن المدافع الكولومبي دافينسون سانشيز هو أضعف لاعب في خط دفاع أياكس أمستردام، لكن بوكيتينو تعاقد مع هذا اللاعب وحوّله إلى لاعب أساسي في خط دفاع توتنهام واعتمد عليه بصورة كبيرة للدرجة التي جعلته يخرج توبي ألديرفيرلد من حساباته بسبب المشكلات التي كان يثيرها بسبب بنود عقده مع النادي. ويمكن القول إن ما يميز سانشيز عن باقي مدافعي توتنهام هوتسبر هي السرعة، التي تعد عنصراً حاسماً للغاية في فريق يلعب بطريقة تعتمد في المقام الأول على الضغط على الفريق المنافس. لكن يبدو أن قلب دفاع توتنهام يعاني من بعض المشكلات الواضحة والتي جعلت مانشستر يونايتد يسجل هدفين من خلال طريقة بسيطة للغاية وهي رفع الكرة داخل منطقة الجزاء.
ويمكن القول إن الشعور الذي ينتابك وأنت تشاهد مباراتي الدور الأول والثاني بين توتنهام ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز هو أنهما كانتا مواجهتين بين جيلين مختلفين، فمن جهة يتسم فريق مانشستر يونايتد بالقوة والصلابة بالشكل الذي مكّنه من تحقيق الفوز في المباراة التي أُقيمت على ملعب «أولد ترافورد» بفضل المشكلات الدفاعية لتوتنهام هوتسبر والقدرة على إنهاء الهجمات، بينما يقف مدافعو توتنهام في أماكنهم كأنهم متجمدون، وعلى الجانب الآخر يتميز فريق توتنهام بأنه يلعب كرة قدم حديثة وقوية مكّنته من الفوز في المباراة التي أقيمت في ملعب ويمبلي بهدفين دون رد، وكان يمكنه الفوز بنتيجة أكبر بكل تأكيد. وقد بدأت مباراة الفريقين في كأس الاتحاد الإنجليزي بنفس الطريقة التي بدأت بها المباراة التي أُقيمت على ملعب «ويمبلي» في الدوري، حيث تميز أداء توتنهام بالسرعة والقوة والحركة وسجل هدفاً مبكراً بطريقة سهلة ومباشرة. لكن هاري كين وكريستيان إريكسون تسابقا في إهدار الفرص السهلة لتأكيد هذا الفوز، قبل أن يتمكن مانشستر يونايتد من إدراك هدف التعادل بعدما قُطعت الكرة من موسى ديمبلي من دون داعٍ في منتصف ملعب فريقه.
وكان هذا تكراراً لما حدث أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا وتكراراً للهزيمة التي تلقاها الفريق أمام تشيلسي في الدور نصف النهائي الموسم الماضي، حيث تقدم توتنهام في هذه المباريات لكنه في كل مرة كان يفشل في الحفاظ على تقدمه والخروج بالمباراة لبر الأمان. ورغم كل المجهود الذي قام به بوكيتينو فإنه لم يتمكن حتى الآن من إيجاد حل للمشكلات الأزلية التي يعاني منها توتنهام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».