يجري مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، محادثات في موسكو اليوم، مع وزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو، ينتظر أن تركز على الأوضاع الميدانية في سوريا حاليا، وسبل إنجاح جهوده لعقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف.
واستبق دي ميستورا الزيارة بإعلان أن محادثاته في موسكو تأتي في إطار جولة واسعة يقوم بها لدفع الجهود الدولية في سوريا. وقال إنه سيزور طهران بعد موسكو للتشاور مع كبار المسؤولين، كما يخطط للتشاور مع عدد من الوزراء الأوروبيين وممثلين عن الولايات المتحدة، خلال مؤتمر بروكسل المقرر عقده في 24 و25 أبريل (نيسان) الجاري.
وأفادت الخارجية الروسية بأن المحادثات المنتظرة مع دي ميستورا تركز على الوضع في سوريا حاليا، وخصوصا في منطقة الغوطة الشرقية، والملف الكيماوي في إطار زيارة خبراء المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيماوي إلى دوما. بالإضافة إلى البعد السياسي من خلال التحضيرات الروسية لعقد جولة مفاوضات جديدة في آستانة، والجهود التي يقوم بها المبعوث الدولي لتحديد موعد جولة جديدة من مفاوضات جنيف.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن لافروف ينوي مناقشة الموعد المحتمل لجولة المفاوضات في جنيف، مع دي ميستورا. بالإضافة إلى الوضع في مدينة دوما.
وزاد أن موسكو سرعت التحضيرات للجولة التاسعة في آستانة، مرجحا أن تنعقد منتصف الشهر المقبل.
وأوضح أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أجريا مشاورات هذا الأسبوع مع كل من تركيا وإيران. وزاد أن التحضيرات تجري على المستويين الدبلوماسي والعسكري، مضيفا أن وفدا عسكريا زار طهران وأنقرة لهذا الغرض أخيرا.
تزامن ذلك مع تصعيد موسكو لهجتها حيال الغرب في ملف الكيماوي السوري، وعقد مجلس الأمن الروسي جلسة خاصة لمناقشة هذا الملف أمس، برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن البحث ركز على الوضع في سوريا بعد الضربات الغربية أخيرا.
بينما أعلنت الخارجية الروسية أن العسكريين الروس «عثروا في دوما بعد تحريرها على حاويات لمادة الكلور جاءت من ألمانيا، وقنابل غاز مصنوعة في مختبر سالزبوري العسكري البريطاني».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك» الرسمية عن مسؤول سوري في مركز البحوث العلمية في حي برزة في دمشق، أن المركز استهدف بـ14 صاروخا خلال الهجوم الصاروخي الغربي الأسبوع الماضي، ما أسفر عن تدميره بالكامل.
ولفت رئيس قسم البوليميرات وعلم المواد في المركز سعيد السعيد، إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية كانت قد زارت المركز في عام 2013، وأكدت خلوه من أي نشاط مشبوه.
وكانت واشنطن قد أعلنت أن المركز استهدف بـ30 صاروخا، ورجح السعيد أن تكون الدفاعات الجوية أسقطت عددا من الصواريخ التي أطلقت عليه.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام روسية نقلا عن مصدر عسكري سوري، بأن القوات السورية عثرت على صاروخين أميركيين لم ينفجرا، وتم نقلهما جوا إلى روسيا الثلاثاء.
ونقلت وكالة أنباء «تاس» عن المصدر: «إن الصاروخين المجنحين وجدا في حال جيدة جدا، وتم تسليمهما إلى الروس». لكن الوكالة لفتت إلى عدم تمكنها من تأكيد المعطيات من الجانب الروسي.
على صعيد آخر، نقلت وكالة «نوفوستي» الرسمية عن مصدر عسكري - دبلوماسي، أن مسلحي «جبهة النصرة» و«الجيش السوري الحر» يحاولون توسيع الأراضي التي يسيطرون عليها جنوب سوريا، لإنشاء منطقة حكم ذاتي تحت رعاية الولايات المتحدة.
وأفاد المصدر بأن المسلحين «يخططون لشن هجوم منسق على القوات الحكومية في المحافظات الجنوبية، بحجة الانتهاكات المزعومة لنظام وقف تصعيد العنف، واستخدام الكيماوي من قبل القوات السورية».
ولفت إلى أن التحضيرات لتصعيد عسكري تجري بنشاط خلال الأسابيع الأخيرة. و«خلافا للتصريحات الأميركية، يقوم بذلك في وادي نهر اليرموك، ليس (الجيش السوري الحر) فحسب؛ بل و(جبهة النصرة) والجماعات المسلحة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي. ويقوم المسلحون بأعمال نشطة بهدف توسيع الأراضي الخاضعة لهم».
وأعلن المصدر أن الجانب الروسي أبلغ ممثلي الولايات المتحدة والأردن، العاملين في إطار مركز المتابعة، بوقائع هجوم المسلحين على وحدات القوات السورية في هذه المناطق.
وأضاف أنه «في بداية أبريل وجهت الأركان المشتركة لـ(جبهة النصرة) دعوة لقيادة الجماعات الأخرى العاملة في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، لتنسيق أعمالهم لشن هجوم على القوات الحكومية».
وتابع بأن المسلحين يخططون للسيطرة على مدينتي درعا والبعث، والمناطق المجاورة لهما، وقال: «الهدف النهائي للعملية المخططة هو إنشاء حكم ذاتي مستقل عن دمشق، تحت رعاية الولايات المتحدة، وعاصمته في درعا».
لافروف يبحث مع دي ميستورا موعد مفاوضات جنيف
موسكو تحذر من تحرك لإشعال «جبهة الجنوب» السوري
لافروف يبحث مع دي ميستورا موعد مفاوضات جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة