السجن المؤبد لـ24 من أنصار «الإخوان» في قضية قتل سائق أجرة

ضبط هارب من تنفيذ حكم بالإعدام في مصر قبل فراره إلى ليبيا

السجن المؤبد لـ24 من أنصار «الإخوان» في قضية قتل سائق أجرة
TT

السجن المؤبد لـ24 من أنصار «الإخوان» في قضية قتل سائق أجرة

السجن المؤبد لـ24 من أنصار «الإخوان» في قضية قتل سائق أجرة

قضت محكمة جنايات «المنصورة» (شمال القاهرة) في جلساتها، أمس، برئاسة المستشار أسامة عبد الظاهر، بالسجن بالمؤبد على 24 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، بتهمة «ذبح سائق تاكسي» وقتله بالمنصورة خلال إحدى مظاهراتهم، مع إيداع أحد المتهمين بوحدة الأحداث (المخصصة لسجن من تقل أعمارهم عن 18 سنة)، والحكم سبع سنوات لمتهم آخر.
وترجع أحداث القضية إلى ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي خلال مظاهرة قام بها مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي، لإعلان رفضهم لما سموه الانقلاب العسكري، وقاموا بالاعتداء على سائق تاكسي لاعتراضه على المظاهرة، وتعليقه صورة المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، بسيارته، فقاموا بالاشتباك معه وذبحه وحرق سيارته في عرض الطريق.
في غضون ذلك، واصلت الأجهزة الأمنية المعنية بوزارة الداخلية جهودها الحثيثة لملاحقة عناصر جماعة الإخوان الصادر بحقهم قرارات ضبط وإحضار، وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية، أمس، أن الأجهزة الأمنية المعنية بالوزارة نجحت في إلقاء القبض على أحد عناصر «الإخوان»، هارب من تنفيذ حكم بالإعدام في قضية خلية «مدينة نصر الإرهابية»، وذلك قبل هروبه إلى الأراضي الليبية. وأوضح المصدر الأمني أن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط محكوم عليه بالإعدام، وذلك أثناء محاولته السفر متسللا إلى ليبيا مستقلا سيارة أجرة، مشيرا إلى أن «المذكور من عناصر (الإخوان) وينتمي إلى خليتي المنصورة ومدينة نصر الإرهابيتين». وفى السياق ذاته، أعلن مصدر أمني بوزارة الداخلية ضبط 58 من عناصر «الإخوان» ممن قال إنهم متورطون في الاعتداء على المقار الشرطية والتحريض على العنف بخمس محافظات، حيث جرى ضبط 27 بمحافظة المنيا، و12 بمحافظة الجيزة، وثمانية بمحافظة القاهرة، وثمانية بمحافظة دمياط، وثلاثة بمحافظة مطروح.
وأكد المصدر الأمني أنه جرى اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين المذكورين، وإخطار النيابات المختصة لمباشرة التحقيق، مشيرا إلى أنه جارٍ تكثيف الجهود الأمنية لضبط جميع عناصر «الإخوان» الصادر بحقهم قرارات ضبط وإحضار من قبل النيابة العامة.
وفي مدينة العريش (شمال سيناء)، تمكنت عناصر قوات حرس الحدود في نطاق الجيش الثاني من القبض على ستة من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة، كما ضبطت سيارة ربع نقل وست دراجات نارية من دون تراخيص والمرجح استخدامها في استهداف العناصر الأمنية بالعريش، كما جرى ضبط سيارة نقل تحمل عليها 100 كغم من المواد شديدة الانفجار، وضبط ست سيارات محملة بكميات من المواد الغذائية والأدوية والبضائع المعدة للتهريب عبر الأنفاق.
وأكدت القوات المسلحة، وفقا وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، استمرارها في اتخاذ إجراءات أمنية لقوات حرس الحدود على جميع الاتجاهات الاستراتيجية التصدي للمهربين والمخربين والعناصر الإجرامية التي تستهدف المساس بالأمن القومي.
من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة أمس برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف، تأجيل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 متهما آخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، إلى جلسة غد (الأربعاء)، وذلك في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم القتل والتحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) 2012.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».