جعجع: من يقومون بالفساد أكثر من ينادون بمحاربته

TT

جعجع: من يقومون بالفساد أكثر من ينادون بمحاربته

اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «من يقومون بالفساد هم أكثر من ينادون بمحاربته»، لافتا إلى أنه عندما يدعو الناس للاقتراع لصالح «القوات اللبنانية»، «فهذا لا يأتي من باب التعصب بالنسبة إلي، وإنما من باب المنطق، باعتبار أن «القوات»، في كل المراحل منذ 35 سنة حتى اليوم، لم تعد بشيء إلا ونفذته».
وأشار جعجع خلال مهرجان انتخابي إلى أن حزبه لا يعتمد المعيار الجغرافي لانتقاء المرشحين للانتخابات، «بل مبدأ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ونضال كل شخص». وقال: «نسمع الجميع يصرحون عن أنهم يريدون محاربة الفساد ونسأل أنفسنا إن كانوا جميعا يريدون ذلك فمن أين أتى هذا الفساد الذي نشهده في الدولة؟ والجواب واضح، وهو أن الذين يصنعون الفساد هم أكثر من ينادون بمحاربته في هذه الأيام». ولفت جعجع إلى أن «هذه المرة الأولى التي تشارك فيها (القوات اللبنانية) في الحكومة بشكل فعال، في حين أن الشخصيات والأحزاب الباقية لطالما كانت مشاركة، إلا أنه في هذه المرة، وفي مهلة لا تتعدى السبعة أشهر، لاحظ الناس في كل لبنان من أقصاه إلى أقصاه، أداء وزراء (القوات) الذين أصبحوا مضرب مثل للشفافية ومحاربة الفساد»، مجددا التأكيد على أن «دعوتنا للناس للاقتراع لصالح (القوات) تأتي من منطلق أنها تتكلم قليلا إلا أن فعلها كبير جدا، فيما الباقون يتكلمون كثيرا، ويا ليتهم ينجزون فعلا صغيرا واحدا مما يقولونه، إلا أنهم يعلمون عكس ما يقولون تماما».
وشدد جعجع على أن «لبنان بحاجة إلى تغيير، فوطننا لديه كل الثروات التي نحتاجها، في حين أن العالم يعتقد أننا فقراء. هذا الأمر ليس صحيحا». وأضاف: «نحن لدينا كل شيء ولكن إدارة الدولة لم تترك لنا شيئا. من أجل هذا يجب أن نذهب و«نصوت قوات»، لكي نستطيع أن نصل إلى لبنان المنشود الذي يجب على كل أحد أن يعمل من أجل تحقيقه، و(القوات) بيدها أن تحققه في حين أنه وللأسف لا يوجد أحد آخر يستطيع ذلك». ودعا «كل اللبنانيين إلى أن يذهبوا في 6 مايو (أيار) إلى صناديق الاقتراع ويصوتوا بما يمليه عليهم ضميرهم، أن يصوتوا للبنان الذي يحلمون به، وإذا ما أرادوا أن يترجم حلمهم على أرض الواقع، فعليهم التصويت بقوة لـ(القوات اللبنانية)».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».