الرياض تستهدف تطوير صناعة الطاقة الكهربائية ودعم حلول الشبكات الذكية

اتفاقية نوعية بين «السعودية للكهرباء» و«شنايدر إلكتريك العالمية»

TT

الرياض تستهدف تطوير صناعة الطاقة الكهربائية ودعم حلول الشبكات الذكية

تكثّف السعودية من جهودها المتعلقة بتطوير صناعة الطاقة الكهربائية، ودعم حلول الشبكات الذكية، كما أنها في الوقت ذاته تعمل بشكل حيوي على بحث تطورات أنظمة الطاقة المتجددة؛ الأمر الذي سيجعلها واحدة من أكثر الأسواق العالمية تطوراً على صعيد الطاقة الكهربائية.
وتعتبر الشركة السعودية للكهرباء، ذراعاً مهمة لتحقيق الأهداف الطموحة التي تستهدفها المملكة فيما يخص صناعة الطاقة الكهربائية، في حين وضعت الشركة عدداً من الخطط الاستراتيجية لنقل التقنيات المتقدمة إلى البلاد، عبر شراكاتها مع الكثير من الشركات العالمية في مجال صناعة الطاقة الكهربائية بأوروبا، واليابان، والصين، وكوريا الجنوبية.
في هذا الخصوص، وقّعت «السعودية للكهرباء» مذكرة تفاهم مع شركة «شنايدر إلكتريك العالمية»؛ بهدف تعميق التعاون الفني في مجال تطوير المواصفات والمعايير الدولية بصناعة الطاقة الكهربائية، ودعم حلول الشبكات الذكية، وأنظمة الطاقة المتجددة، ضمن خطة الشركة لمواكبة أهداف وتطلعات «رؤية المملكة 2030».
وجاءت هذه الاتفاقية النوعية، على هامش زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى الجمهورية الفرنسية، في حين وقّع مذكرة التفاهم من جانب «السعودية للكهرباء» نائب الرئيس لنشاط الإمداد والعقود سليمان الحبيشي، في حين وقعها من جانب «شنايدر إلكتريك» الرئيس التنفيذي جيان باسكال.
وأوضح الحبيشي، أن مذكرة التفاهم تهدف إلى التطوير وتقديم الدعم الفني في مجالات حلول الشبكات الذكية، والمواصفات والمعايير الدولية بصناعة الطاقة الكهربائية، ونُظم إدارة التوزيع المتقدم (ADMS)، وإدارة الأعطال، والمعلومات الجغرافية، والطاقة المتجددة، إضافة إلى حلول أتمتة المغذيات، والمحولات الذكية، وتقنيات حماية أنظمة الطاقة، والمرحلات، وإدارة الأصول.
وبيّن الحبيشي، أن الاتفاقية شملت أيضاً إطاراً عاماً لنقل المعرفة في المجالات الهندسية المختلفة من خلال التدريب، وتنظيم الملتقيات الفنية المتخصصة بشكل سنوي، وكذلك التعاون في مجالات توطين الصناعات، والقضايا البيئية واللوائح التنظيمية ذات العلاقة والاهتمام المشترك.
ووضعت «السعودية للكهرباء» عدداً من الخطط الاستراتيجية لنقل التقنيات المتقدمة إلى المملكة، عبر شراكاتها مع الكثير من الشركات العالمية في مجال صناعة الطاقة الكهربائية بأوروبا، واليابان، والصين، وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول المتقدمة، التي تهدف إلى تدريب وتطوير الكوادر الوطنية من مهندسين وفنيين على أحدث تقنيات ومعايير صناعة الكهرباء؛ وهو ما أسهم في دعم خططها لتوطين الكفاءات الوطنية بجميع قطاعات العمل في الشركة لتصل إلى أكثر من 91 في المائة بنهاية العام الماضي.
في إطار ذي صلة، أنهى سهم شركة «السعودية للكهرباء» تداولات يوم أمس (الأربعاء) على تراجعات بلغ حجمها نحو 1.6 في المائة، جاء ذلك تفاعلاً مع مؤشر السوق العام الذي شهد تراجعاً تبلغ نسبته 1.87 في المائة، في حين حافظ مؤشر السوق على مستويات 7800 نقطة كمستوى إغلاق.
على صعيد آخر، باتت مشروعات الطاقة المتجددة في السعودية منصة استثمارية جاذبة لكبرى شركات العالم، يأتي ذلك في وقت تتجه فيه المملكة إلى تحقيق أقصى معدلات الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، في ضوء «الرؤية السعودية 2030»، وهي الرؤية الوطنية الطموح التي ستنقل اقتصاد البلاد إلى مرحلة ما بعد النفط.
ويعتبر «مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة»، في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودية، واجهة تشريعية مهمة لتنظيم وتطوير قطاع الطاقة المتجددة في البلاد؛ وذلك لتحقيق أهداف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، وهي الأهداف التي ترتكز على توليد 9.5 غيغاواط من الكهرباء باستخدام الطاقة المُتجددة، بحلول عام 2023، وتوليد 3.45 غيغاواط من الكهرباء المُنتجة من الطاقة المتجددة – بصفتها هدفاً مرحلياً - بحلول عام 2020، ضمن برنامج «التحوّل الوطني 2020»، وفي إطار «رؤية المملكة 2030».
وفي الوقت الذي تتمتع فيه الطاقة الشمسية والرياح بمستقبل كبير جداً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط آسيا، تعمل السعودية بشكل جاد على توطين صناعة الطاقة تدريجياً، ومشاركة الكفاءات البشرية السعودية في هذه الصناعة، إضافة إلى الاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال الحيوي.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».