مزرعة شاي فيتنامية تُفجّر سجالاً بين وزير عراقي وبرلمانية

TT

مزرعة شاي فيتنامية تُفجّر سجالاً بين وزير عراقي وبرلمانية

أشعلت مزرعة شاي، يمتلك العراق 55 في المائة من أسهمها في فيتنام، صراعاً قديماً بين وزير التجارة، وكالةً، سلمان الجميلي، وعضوة اللجنة القانونية في مجلس النواب عالية نصيف، على خلفية اتهامات وجهتها الأخيرة إلى وزارة التجارة بشأن ما تقول عنها «شبهات فساد تتعلق بالمزرعة»، بينما تنفي الوزارة من جانبها ذلك، وتقول إن مداخيل المزرعة تحت إشراف ديوان الرقابة المالية.
ومعركة «الشاي» بين النائبة والوزير ليست جديدة، إذ سبق ودخلت نصيف في مارس (آذار) 2013 في معركة بالأيدي مع الجميلي الذي كان يرأس وقتذاك كتلة «العراقية» في مجلس النواب، وتتذكر الأوساط السياسية والشعبية رمي النائبة الجميلي بحذاء في تلك الحادثة.
وعرفت عالية نصيف في الدورة البرلمانية السابقة بوصفها من أشرس النائبات المدافعات عن سياسات رئيس الوزراء السابق ورئيس ائتلافها «دولة القانون»، نوري المالكي، بوجه خصومه، واتهمت في مايو (أيار) 2017 كتلاً وشخصيات سياسية بـ«عرقلة استجواب وزير التجارة سلمان الجميلي».
وطالبت عالية نصيف، أمس، رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل وفتح تحقيق حول شبهات الفساد التي تخص مزرعة الشاي التي يمتلكها العراق في فيتنام، معتبرة أن «الفساد وصل إلى درجة بيع البذرة التي تنمو بأشجار الشاي في كل موسم بمئات الدولارات». وتقول إن «ديوان الرقابة المالية سبق له وأرسل مجموعة استفسارات إلى وزارة التجارة عن مزرعة الشاي، إلا أنها لم تقدم إجابات شافية، ولم تزود الرقابة المالية بالبيانات المطلوبة»، مضيفة أن «هناك شبهات فساد تحوم حول كيفية إدارة هذه المزرعة أوضحناها في بيانات سابقة، وهذا أمر ليس مستغرباً».
مصدرٌ في لجنة الزراعة النيابية نفى علمه بموضوع مزرعة الشاي. ويقول المصدر، الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن القصة تتعلق بخلافات شخصية، ولا ننسى أن الانتخابات على الأبواب».
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها عالية نصيف قضية مزرعة الشاي الفيتنامية، إذ سبق واتهمت وزارة التجارة أكثر من مرة بالفساد بمزرعة الشاي، لكن الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية التابعة وزارة التجارة أصدرت قبل أيام بياناً، ذكرت فيه التفاصيل المتعلقة بالمزرعة، ونفت الاتهامات الموجهة إليها. وقال بيان الشركة: «ننفي تصريحات النائب عالية نصيف حول ذهاب أموال الشركة الفيتنامية العراقية لزراعة الشاي إلى جيوب المسؤولين في وزارة التجارة».
وتقول وزارة التجارة إن تأسيس شركة الشاي جاء استناداً للقوانين العراقية، وموافقة مجلس الدولة ومجلس التخطيـط، وأيضاً «جاء نتيجة ترتب أموال للعراق بذمة فيتنام عن تجهيزها بالنفط خلال فترة النظام السابق (نظام صدام)». وأشار بيانها إلى أن العراق «استفاد من توجه فيتنام إلى الاستثمار الخارجي كي يتمكن من الحصول على أمواله المستحقة على فيتنام».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.