موسم العودة إلى اليمين في أميركا اللاتينية

من المكسيك شمالاً إلى الأرجنتين وتشيلي جنوباً

موسم العودة إلى اليمين في أميركا اللاتينية
TT

موسم العودة إلى اليمين في أميركا اللاتينية

موسم العودة إلى اليمين في أميركا اللاتينية

لم تشهد منطقة في العالم ما شهدته أميركا اللاتينية خلال العقود الخمسة الأخيرة من تقلبّات حادة في الأنظمة السياسية؛ تأرجحت بين الديكتاتوريات العسكرية الدامية، التي ما زالت ملفّات ممارساتها الوحشية مفتوحة إلى اليوم وبين الثورات الشعبية واليسارية المسلّحة التي تفجّرت ضد أنظمة القمع والإقطاع والاستبداد، ثم انتهت بإرساء أنظمة كانت في أحيان كثيرة أشدّ قمعاً واستبداداً.
وبالمناسبة، يتفّق باحثون كثرٌ على أن جذور الأنظمة الإقطاعية والاستبدادية في أميركا اللاتينية تضرب في الموروث الاجتماعي والسياسي من عهود «الفتح» الإسباني والبرتغالي، الذي حمل معه أنماط الحكم الإقطاعي إلى شبه القارة في نهاية القرن الخامس عشر. ويُرجع هؤلاء نشوء الديكتاتوريات العسكرية إلى تأثير الحركة النازية التي فرّ العديد من قادتها إلى بلدان أميركا الجنوبية، واستقرّوا فيها بعد سقوط «الرايخ الثالث»، وبنوا علاقات وطيدة مع النخب العسكرية، خصوصاً في البلدان الأميركية الجنوبية. أما الأنظمة اليسارية والاشتراكية فظهرت غالباً نتيجة المسرى الطبيعي للتطورات السياسية، وكانت الوليد الشرعي للعلاقة السببية التي تحكم التغييرات الاجتماعية في النظم الاستبدادية على مر التاريخ، لكنها لم تترسّخ إلا في كنف شطرنج «الحرب الباردة»، وسعي الاتحاد السوفياتي إلى تطويق واشنطن من حديقتها الخلفية، أو الضغط عليها من خاصرتها الجنوبية.
يستدلّ من التطورات التي تشهدها عدد من بلدان أميركا اللاتينية منذ العام الماضي أن هيمنة الأحزاب والقوى اليسارية والشعبوية على المشهد السياسي خلال العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من هذا القرن، قد بدأت تتجه نحو الأفول أمام تقدّم الأحزاب اليمينية في بلدان مثل الأرجنتين والبرازيل والبيرو وتشيلي وغواتيمالا والباراغواي.
هذه التطورات جاءت إما نتيجة التناوب الديمقراطي علـى السلطة بعد الانتخابات، أو بفعل منعطفات شبه انقلابية فرضتها الملاحقات القضائية لفضائح الفساد، أيقظت في المخيّلة الشعبية - وبخاصة في أوساط المحللين والخبراء السياسيين - صورة اليمين العائد إلى السلطة من بوابة «نهاية الدورة» للأنظمة التقدمية.
ويستفاد من الدراسات التي أجرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية (سيبال) (CEPAL) أن انحسار «الموجة الحمراء» في هذه المنطقة لا يشكّل مفاجأة لمن يتابع عن كثب دورة التقلبات الاقتصادية، ويقرأ التطورات السياسية في ضوئها. إذ يتبيّن أن ثمة علاقة سببية واضحة بين المسرى الاقتصادي والتحولات السياسية الكبرى منذ مطلع النصف الثاني من القرن الماضي، تتعاقب فصولها على وقع التطورات والأزمات الاقتصادية والمالية في العالم وتداعياتها على الساحة الأميركية اللاتينية.

معدلات النمو
في سبعينات وثمانينات القرن الماضي تراوح معدّل النمو الاقتصادي في أميركا اللاتينية بين 4 في المائة و5 في المائة، مقارنة بمعدل 2.5 في المائة، الذي استقرّ عنده النمو منذ الاستقلال تقريباً حتى منتصف ستينات القرن العشرين، ومع الارتفاع الكبير لأسعار النفط ومعظم المواد الأولية في بداية السبعينات شهدت المنطقة الممتدة بين جنوب الولايات المتحدة والقطب الجنوبي فورة استثمارية وارتفاعاً ملحوظاً في الإنفاق العام، وشاعت أجواء الرخاء الاقتصادي لترسّخ الديكتاتوريات العسكرية التي كانت سائدة في نصف بلدان أميركا اللاتينية تقريباً. ومن ثم، ساد اعتقاد بأن البحبوحة الاقتصادية وتدنّي معدلات البطالة ما هما إلا النتيجة الطبيعية لتثبيت الأمن الاجتماعي وتوطيد الاستقرار على يد الأنظمة المتشددة.
إلا أن تلك الفترة لم يكتب لها الدوام في منطقة تتحرك على وقع الاقتصاد الأميركي ومؤشر اهتمام واشنطن بـ«حديقتها الخلفية» اللاتينية. وحقاً، في منتصف الثمانينات، قررت الولايات المتحدة رفع معدلات الفائدة لاحتواء الموجة التضخمية الجامحة التي كانت تعاني منها، فدخلت أميركا اللاتينية مرحلة من الركود الاقتصادي بفعل خروج كثيف للرساميل الوطنية التي جذبتها العائدات المرتفعة لسندات الخزينة الأميركية، وتزامن ذلك مع انهيار أسعار بعض المواد الأولية التي يقوم عليها اقتصاد بعض البلدان في المنطقة.
هذه كانت فترة «العقد الضائع» التي تراجعت خلالها المعدلات الإنتاجية، ورافقتها أزمة نقدية ومصرفية سرعان ما ولَّدت موجة عارمة من الاستياء والاحتجاجات الاجتماعية، وأدّت هذه الموجة إلى انهيار الأنظمة الديكتاتورية والحكومات العسكرية التي كانت واشنطن قد بدأت تتخلى عنها. وحدها كوبا «الكاستروية» صمدت في وجه ذلك الإعصار، وبقيت لحية «الرفيق» فيديل متدليّة بتحدٍّ وإباء على مرمى حجر من سواحل ولاية فلوريدا الأميركية.

خطط وفق مبادئ واشنطن
معظم الحكومات اليمينية التي ورثت الأنظمة العسكرية بمباركة من الولايات المتحدة وضعت خطط إنقاذٍ اقتصادية قامت على المبادئ الأساسية التي كانت واشنطن قد فرضتها عبر «توافق واشنطن» بواسطة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، أي: انضباط ضريبي صارم، واستقرار في الأسعار، وخصخصة مؤسسات الخدمات العامة، و«تحرير» التجارة والمبادلات المالية. وتجدر الإشارة هنا إلى ما قالته المديرة الحالية لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في حديث خاص بـ«الشرق الأوسط»، على هامش اجتماع وزراء المال وحكّام المصارف المركزية في «مجموعة العشرين»، وهو أن «الصندوق يجري مراجعة داخلية لتأثير التدابير التي فرضها على بلدان أميركا اللاتينية أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من حيث قدرة تلك البلدان على استيعاب تداعياتها الاجتماعية وصمود الأنظمة السياسية في وجه تلك التداعيات».
وفي منتصف التسعينات كانت أزمة الديون في أميركا اللاتينية قد دخلت مرحلة الانفراج الأخيرة بعد المقايضة التي فرضتها واشنطن عبر صندوق النقد: خفض الديون مقابل «الإصلاحات» الاقتصادية، بينما كانت معدلات الفائدة في الولايات المتحدة قد تدنّت إلى مستويات مغرية استقطبت رؤوس الأموال مجدداً إلى أميركا اللاتينية. وهكذا ساد اعتقاد بأن أسواق المال هي التي ستضبط إيقاع الإنفاق في منطقة اتُهم قطاعها العام بسوء الإدارة والتبذير، على اعتبار أن المؤسسات العامة المستوفية شروط الملاءة وحسن الأداء هي وحدها المؤهلة للحصول على القروض والشروط التمويلية الميسّرة. بدا يومها أن «خلطة» الديمقراطية مع السياسات الاقتصادية والمالية الليبرالية هي العلاج الناجع للأزمات السياسية والاجتماعية التي تعاني منها دول المنطقة منذ عقود. لكن الاندلاع المفاجئ للأزمة المالية الآسيوية والإعسار الروسي أواخر التسعينات أحدثا ارتباكاً كبيراً في الأسواق العالمية، ما أدّى لهروب كميات ضخمة من رؤوس الأموال إلى خارج الأسواق الناشئة تحسبّاً لتداعيات مشابهة فيها، فعادت أميركا اللاتينية مجدداً لدوامة الاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات الشعبية على وقع انكماش اقتصادي حاد وأزمة نقدية ومديونية عالية.

بداية الألفية الثالثة
مع بداية الألف الثالث كانت الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية تسيطر على المشهد الاجتماعي في أميركا اللاتينية، ما أدى إلى تهاوي الحكومات اليمينية واحدة تلو الأخرى، منهزمة أمام الأحزاب والقوى اليسارية... وأحياناً اليسارية الشعبوية.
غير أن الحكومات اليسارية المعتدلة - خلافاً لليسارية الشعبوية التي قامت في فنزويلا والإكوادور وبوليفيا - لم تتخلّ عن الركائز الاقتصادية التي كانت في أساس برامج الحكومات اليمينية، مثل الانضباط الضريبي الصارم وضبط التضخم والأسواق المفتوحة، بل استندت إليها لوضع برامج اجتماعية طموحة لإعادة توزيع الثروة. وساعد على تمويل هذه البرامج المكلفة ارتفاع أسعار المواد الأولية مع بداية القرن وعودة الرساميل الأجنبية التي بلغت مستويات غير مسبوقة عام 2012 عندما بدأت الدول الصناعية تسعى وراء عائدات أفضل لاستثماراتها بعد الأزمة العالمية في 2008.
ومرة أخرى ساعد ارتفاع عائدات الصادرات من المواد الأولية و«تسونامي» الاستثمارات المالية المباشرة على حدوث طفرة اقتصادية لا سابق لها، ما رسّخ الاعتقاد بأن النجاح الاقتصادي مرهون حصراً بالسياسات الوطنية الناجحة، وبالانتقال السلمي للسلطة عبر الانتخابات الديمقراطية. ولكن مع بداية العقد الحالي هبّت على المنطقة رياح الركود الاقتصادي من جديد على وقع الأزمة في منطقة «اليورو» وتباطؤ النمو في الصين والانهيار الجديد في أسعار المواد الأولية وهروب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة نحو ملاذات استثمارية آمنة.
وأفرطت الحكومات في ادعاءاتها بأن البحبوحة الاقتصادية والإنجازات الاجتماعية كانت «ثمرة» السياسات التي اتبعتها، وليست وليدة الظروف الإقليمية والدولية المواتية، ونجحت لفترة في إقناع الناخبين بصحة تلك الادعاءات، فقامت المظاهرات وعمّت الاحتجاجات عواصم البلدان التي كانت ترزح تحت وطـأة الإجراءات التقشفية والتسريحات الجماعية للعمال وخفض الخدمات الأساسية. وإذ تزامن ذلك مع انكشاف فضائح فساد كبرى طالت مسـؤولين من مستوى رؤساء الجمهورية، بدأ موسم العودة إلى الأنظمة اليمينية في بعض البلدان مثل الأرجنتين وتشيلي والبيرو، «مبشّراً» بفصول مشابهة في البلدان الأخرى المقبلة على انتخابات اشتراعية أو رئاسية هذه السنة.

البرازيل... و«لولا»
في البرازيل، كبرى بلدان أميركا اللاتينية وأقوى قواها الاقتصادية، يضيق هامش المناورة أمام الرئيس الأسبق لويس «لولا» دا سيلفا في مواجهة الملاحقات القضائية التي قد تنتهي بزجّه في السجن قريباً، وحرمانه من الترشّح لانتخابات الرئاسة في الخريف المقبل مع أنه ما زال السياسي الأكثر شعبية في البلاد. كذلك يخضع الرئيس الحالي ميشال تامر لملاحقات قانونية بتهم أكثر خطورة استطاع حتى الآن الالتفاف عليها بفضل الأكثرية البرلمانية التي يتمتع بها، والتي ترفض رفع الحصانة عنه، وأيضاً لأن أحداً من حزبه لا يرغب في خلافته راهناً.
لكن المفاجأة الحقيقية في الانتخابات البرازيلية لن تأتي من صدور حكم يحول دون ترشّح «لولا» الذي يستعدّ مرشّح آخر متحدر من أصل لبناني هو فرناندو حدّاد لخلافته، بل من النجم الشعبوي الصاعد جاير بولسونارو، الذي بات يعرف بـ«ترمب البرازيلي» لما في برنامجه وأسلوبه من تشابه مع برنامج الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسلكه الشخصي. عندما أعلن هذا العسكري السابق والنائب عن ريو دي جانيرو ترشّحه أواخر العام الماضي كانت نسبة التأييد الشعبي له دون العشرة في المائة، لكن الاستطلاعات الأخيرة أظهرت ارتفاعاً كبيراً في شعبيته التي قاربت 25 في المائة ليغدو منافس «لولا» الأول.
لا يوارب بولسونارو في إشهار تأييده للديكتاتورية العسكرية السابقة في البرازيل، ولا يتورّع عن القول: «إن الديكتاتورية أخطأت عندما عذّبت ولم تقتل»، ثم إنه يدافع عن حق المواطنين في اقتناء السلاح والإعدامات خارج القانون للمجرمين وتجار المخدرات على طريقة رودريغو دوترتي رئيس الفلبين. ويعزو المراقبون الصعود السريع في شعبيته لموجة العنف التي تجتاح البرازيل بمعدّل 60 ألف جريمة قتل سنوياً، ولاقتناع كثيرين بأن لا مخرج حالياً من الأزمات السياسية والاقتصادية والأخلاقية بالطرق التقليدية.

«الجارة» المكسيك
أما المكسيك، ثاني كبرى دول المنطقة و«جارة الولايات المتحدة»، فتستعّد من جهتها لانتخابات عامة ورئاسية في مطلع يوليو (تموز) المقبل في أجواء من القلق الاجتماعي والأمني المتزايد، نتيجة موجة العنف غير المسبوقة والتأزم في العلاقات مع واشنطن بعد دخول ترمب إلى البيت الأبيض.
المرشح الأوفر حظاً حتى الآن هو الزعيم الشعبوي لوبيز أوبرادور، الذي هُزم في الانتخابات الرئاسية عام 2006 بعد فضيحة مدوّية بتزوير النتائج، ورفضه لأشهرٍ القبول بها. وبينما يعلّق المكسيكيون آمالاً كبيرة على أوبرادور لمكافحة الفساد المستشري وتطهير الإدارة من كبار المسؤولين المتهمين بالتواطؤ مع تجّار المخدرات والمنظمات الإجرامية التي تنشر الرعب في البلاد، يخشى مراقبون من تفاقم العلاقة المتوترة مع واشنطن في هذه المرحلة الحساسة التي يعيد الطرفان خلالها التفاوض حول «اتفاقية التجارة الحرة» التي تشكّل حجر الأساس بالنسبة لعلاقات المكسيك التجارية مع محيطها الإقليمي والركيزة الأساسية لاقتصادها.

كوبا... والحليف الفنزويلي
في أي حال، الرياح اليمينية التي تهبّ مجدداً على أميركا اللاتينية كالأعاصير الموسمية التي اعتادت عليها المنطقة، ستتلاشى مرة أخرى أمام السواحل الكوبية التي ما زالت عصيّة على أي تغيير حقيقي، وليس هناك ما يدلّ على أنها ستتمكّن من اختراق الستار المنسدل على الكارثة التي تعصف منذ سنوات في فنزويلا. ففي التاسع عشر من الشهر الحالي سيترجل راؤول كاسترو عن صهوة الثورة التي اختصرها مع شقيقه الأكبر فيديل طوال ستة عقود، وللمرة الأولى سيتولّى مقاليد السلطة فيها رئيس لا يحمل كِنية كاسترو.
ميغيل ديّاث كانيل هو الخلَف الذي وقع الاختيار عليه ليقود هذه الثورة المعمّرة والمنهكة التي أوقدت نيران الحركات اليسارية في طول أميركا اللاتينية وعرضها، والتي تجهد للبقاء منذ سنوات بفضل المساعدات التي يضخّها النظام الفنزويلي في عروق اقتصادها المتيبّسة بعد انهيار الراعي السوفياتي وانقطاع مساعداته السخيّة.
أهميّة كوبا في معادلة اليمين واليسار لا تقتصر على رمزيتها العالية إقليمياً وعالمياً، بل تكمن اليوم خصوصاً في سيطرتها شبه الكاملة على نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا، التي رغم الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي تتخبّط فيه، تملك أحد أكبر مخزونات العالم النفطية. ومنذ صعود الرئيس الفنزويلي اليساري السابق أوغو تشافيز إلى الحكم، بمساعدة مباشرة من نظام كاسترو، سخّرت كوبا أفضل مهاراتها ومؤسساتها ومواردها للتحكّم بمراكز القرار الهامة للحكومة الفنزويلية في كراكاس انطلاقاً من اعتبار استقرار النظام الكوبي مرهوناً ببقاء حكومة موالية له في فنزويلا. التعيينات الرئيسة في القوات المسلحة والسلطة القضائية وأجهزة الأمن والاستخبارات كانت تستند إلى «المشورة» أو التوجيهات الكوبية. ورغم الأزمة المعيشية والتموينية الطاحنة التي تعاني منها فنزويلا، ما زالت الإمدادات النفطية المجانية مستمرة لكوبا. كذلك تسدد الحكومة الفنزويلية بسخاء فاتورة عشرات الآلاف من الأطباء والمدرّبين والمستشارين الكوبيين المنتدبين لمساعدة فنزويلا، فضلاً عن العمولات التي تتقاضاها المؤسسات الرسمية الكوبية التي تلعب دور الوسيط في صفقات الاستيراد الفنزويلية للمواد الغذائية وغيرها. وبفضل المساعدات النفطية التي تقدمها فنزويلا إلى البلدان الجُزُرية في البحر الكاريبي، ونفوذ النظام الكوبي في الجهاز الدبلوماسي الفنزويلي، استطاعت سلطات هافانا استقطاب هذه البلدان بعدما أخرجتها من دائرة نفوذ واشنطن.
بيد أن الوضع في فنزويلا بلغ درجة من الانهيار وتراجع التأييد الشعبي للنظام بحيث بات من المستحيل المراهنة على بقائه بالصيغة الحالية. وما عاد مستبعداً في مثل هذه الظروف، خصوصاً بعد تجميد واشنطن سياسة الانفتاح علـى كوبا، أن تتجه هافانا إلى ما تتداوله بعض الأوساط الدبلوماسية عن «صفقة» مع بعض أطياف المعارضة الفنزويلية التي تسيطر على ثلثي مقاعد البرلمان، تقصي مادورو عن السلطة وتأتي برئيس تؤمّن له كوبا الدعم الاستشاري واللوجيستي بفضل شبكة أنصارها في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مقابل الحفاظ على المساعدات الاقتصادية الحيوية بالنسبة للنظام الكوبي.
مثل هذه الصفقة من شأنها أن تفتح باباً لحلحلة الأزمة السياسية المستعصية ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور في فنزويلا، وتسلّم السلطة إلى حكومة يمينية، ولكن بغطاء ودعم من آخر ثورة شيوعية على قيد الحياة في العالم.

أميركا اللاتينية... في سطور
> «أميركا اللاتينية» مصطلح عرقي جغرافي يُطلق على مجموعة البلدان الواقعة في القارة الأميركية، التي تتكلم إحدى اللغات المشتقّة من اللاتينية (نسبة إلى منطقة لاتزيو الإيطالية التي تقع فيها مدينة روما)، خصوصاً الإسبانية والبرتغالية، وبنسبة أقلّ الفرنسية.
ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في مطالع القرن التاسع عشر الميلادي، وما زال إلى اليوم موضع انتقاد ومثار جدل لتجاهله الحضارات واللغات التي كانت قائمة في تلك البلاد قبل الفتح الإسباني. وهو الفتح - أو الاحتلال - الذي عقب وصول كريستوف كولومبوس وسيطرته على جزء كبير من القارة الأميركية، ثم الفتح البرتغالي الذي سيطر على ما بات اليوم البرازيل، وتبعته بريطانيا وفرنسا وهولندا التي سيطرت على مجموعة من الجزر الصغيرة ما زال بعضها تابعاً لها إلى اليوم.
ويرى باحثون وحركات عديدة أن مفهوم أميركا اللاتينية، أو بعض مرادفاته مثل «أميركا الأيبرية» أو «أميركا الإسبانية»، لا يعكس الواقع التاريخي والحضاري والعرقي لتلك المنطقة. إذ إنه يتجاهل مئات الثقافات وعشرات الحضارات المزدهرة التي كانت قائمة فيها قبل وصول الأوروبيين. ثم إن الشعوب أو الأعراق المحلية التي كانت تعيش فيها، ما زالت إلى اليوم تشكّل غالبية السكان في بعض البلدان مثل بوليفيا والبيرو وغواتيمالا والإكوادور.
معظم البلدان الأميركية اللاتينية نالت استقلالها عن إسبانيا والبرتغال وفرنسا في القرن التاسع عشر على خطى الحركة الاستقلالية المناهضة للاستعمار البريطاني، التي انطلقت في الولايات المتحدة في الربع الأخير من القرن الثامن عشر. وتبلغ المساحة الإجمالية لبلدان أميركا اللاتينية نحو 20 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 13.5 في المائة من مساحة الكرة الأرضية، ويناهز عدد سكانها 625 مليون نسمة.



محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
TT

محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)

ألغت محكمة استئناف في نيويورك، اليوم الخميس، حكماً يدين المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين في قضايا اغتصاب واعتداءات جنسية عام 2020، وأمرت بإجراء محاكمة جديدة.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أشارت المحكمة إلى ارتكاب أخطاء إجرائية، خلال المحاكمة التي شكلت انتصاراً لحركة «مي تو». وأُدينَ واينستين (72 عاما)، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وحُكم عليه لاحقاً بالسجن 23 عاماً ضمن محاكمة منفصلة أُجريت في لوس أنجليس.

وأشارت القاضية في محكمة الاستئناف، جيني ريفيرا، إلى أنه جرى، خلال المحاكمة، قبول شهادات تتعلق بأفعال غير تلك المرتكبة بحق أصحاب الدعوى «على نحو خاطئ»، وعدَّت أنّ هذه الشهادات «أعطت صورة ضارة جداً» عن واينستين. وأضافت أن الحل لهذه الأخطاء الصادمة يكون بمحاكمة جديدة.

وصوّت أربعة قضاة لصالح إلغاء هذه الإدانة، وثلاثة ضدّه.

وكتبت القاضية مادلين سينغاس، التي عارضت إلغاء الحكم بالإدانة: «بهذا القرار تُواصل المحكمة التصدّي للانتصارات المستمرة التي ناضلت من أجل تحقيقها ناجيات من العنف الجنسي... باتت النساء اللاتي يعانين صدمة مرتبطة بالعنف الجنسي (...) منسيات».

وأُدينَ واينستين، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي في نيويورك، وحُكم عليه بالسجن 23 عاماً.

ثم حُكم عليه، عام 2023، في لوس أنجليس بالسجن 16 سنة؛ لإدانته بأفعال مماثلة.

ودأب واينستين على نفي الاتهامات الموجهة إليه مؤكداً أن علاقاته الجنسية كلها حصلت بالتراضي.

ويقبع واينستين راهناً في أحد سجون ولاية نيويورك، وفق وسائل إعلام أميركية.

وتكشّفت فضائحه الجنسية عام 2017، لتنطلق على أثرها حركة «مي تو» (أنا أيضاً) التي أعطت صوتاً لمئات النساء للكشف عن انتهاكات جنسية تعرّضن لها بأماكن العمل.

واتهمت عشرات النساء واينستين بارتكاب انتهاكات جنسية في حقهنّ.

ونالت الأفلام التي أنتجها واينستين ترشيحات وجوائز كثيرة في الأوسكار، مما أكسبه شهرة منعت ضحاياه من التحدث علناً عمّا تعرّضن له، خوفاً من تداعيات ذلك على حياتهن المهنية.

ومنذ عام 2017، اتهمت عشرات النساء؛ بينهنّ أنجلينا جولي، وغوينيث بالترو، المنتج الهوليوودي السابق بالتحرش أو الاعتداء الجنسي عليهن، لكنّ كثيراً من هذه القضايا سقط بالتقادم.

ويتناول فيلم «شي سِد» (She said)، الذي صدر عام 2022، التحقيق الذي أجراه صحافيان في «نيويورك تايمز» بشأن اعتداءات واينستين الجنسية.


توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

وُجّهت إلى خمسة مراهقين تهم بارتكاب جرائم إرهابية وسط تحقيق مستمر في طعن شخصين بكنيسة في سيدني في وقت سابق من الشهر الحالي، حسبما ذكرت الشرطة الاتحادية الأسترالية الخميس.

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وقالت الشرطة في بيان: «تم توجيه الاتهام إلى خمسة أحداث بينما يواصل الفريق المشترك لمكافحة الإرهاب في سيدني التحقيق مع شركاء الجاني المزعوم الذي نفذ عملية الطعن في كنيسة واكلي».

ونفذ أكثر من 400 شرطي 13 مذكرة تفتيش في أنحاء سيدني مساء الأربعاء. وألقي القبض على سبعة شبان. وذكر البيان أن خمسة أشخاص آخرين، بينهم رجلان وثلاثة صبية مراهقين، ساعدوا الشرطة أيضاً في تحقيقاتها.

وفي الأسبوع الماضي، اتهم صبي (16 عاماً)، بارتكاب جريمة إرهابية فيما يتعلق بعملية الطعن في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب سيدني في 15 أبريل (نيسان).

وأصيب رجل (53 عاماً)، بجروح خطيرة في رأسه، بينما أصيب رجل (39 عاماً) بتمزقات وجرح في الكتف عندما حاول التدخل.

كما اتُهم مراهقان آخران يبلغان من العمر 16 عاماً بالتآمر للمشاركة في التحضير لعمل إرهابي أو التخطيط له، في حين تم توجيه التهمة نفسها لمراهق آخر بالإضافة إلى حيازة سكين في مكان عام.

وتم رفض الإفراج بكفالة عن المراهقين الخمسة، ومن المقرر أن يمثُلوا أمام محكمة الأحداث يوم الخميس.

يشار إلى أن إعلان جريمة ما عملاً إرهابياً يمنح الشرطة سلطات تحقيق إضافية، لتحديد ما إذا كان الشخص قد تصرف بمفرده أو كان جزءاً من شبكة أوسع. وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرّض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

وقال ديفيد هدسون، نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، للصحافيين: «منذ تلك الحادثة الأولية، تم التعرف على عدد من الشركاء الذين نعتقد أنهم يحتاجون إلى مزيد من المراقبة والتحقيق من قِبل الشرطة». وأضاف: «سنزعم أن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى آيديولوجيا متطرفة وعنيفة ذات دوافع دينية».

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه المثيرة للجدل من انتقاده للقاحات «كوفيد - 19» وإجراءات الحجر الصحي إلى الدفاع عن العقيدة المسيحية أمام الديانات الأخرى بما في ذلك الإسلام. وكثيرون من أبناء الرعية الآشورية في سيدني فرّوا من الاضطهاد والنزاعات في العراق وسوريا.

وهو نقل إلى المستشفى إثر الهجوم وحياته ليست في خطر.


ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
TT

ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)

نددت الباكستانية ملالا يوسفزاي حاملة جائزة نوبل، الخميس، بإسرائيل وأعادت التأكيد على دعمها للفلسطينيين في غزة، في أعقاب انتقادات عنيفة لمشاركتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في إنتاج مسرحية موسيقية.

وواجهت يوسفزاي التي نالت جائزة نوبل للسلام عام 2014 ردود فعل عنيفة في موطنها باكستان لعملها مع كلينتون المؤيدة الصريحة لحرب إسرائيل في غزة. وتتناول المسرحية الموسيقية التي تحمل عنوان "Suffs" وتعرض في برودواي في نيويورك منذ الأسبوع الماضي نضال المرأة الأميركية للحصول على حق التصويت في القرن العشرين.

وكتبت يوسفزاي على إكس "أريد ألا يكون هناك أي لبس بشأن دعمي لشعب غزة"، مضيفة "لا نحتاج لرؤية المزيد من الجثث والمدارس المقصوفة والأطفال الذين يتضورون جوعا لندرك أن وقف إطلاق النار أمر ملح وضروري".

أضافت "لقد أدنت الحكومة الإسرائيلية وسأظل أدينها بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي وجرائم الحرب التي ترتكبها".

وشهدت باكستان العديد من الاحتجاجات القوية المؤيدة للفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت الكاتبة الباكستانية المعروفة مهر ترار على منصة إكس "إن تعاونها المسرحي مع هيلاري كلينتون (...) التي تمثل الدعم الأميركي المطلق للإبادة الجماعية للفلسطينيين (...) يشكّل ضربة قوية لمصداقيتها كناشطة في مجال حقوق الإنسان". أضافت "أنا أعتبر الأمر مأساويا تماما".

وفي حين أيدت كلينتون الحملة العسكرية للقضاء على حماس ورفضت المطالب بوقف إطلاق النار، إلا أنها دعت أيضا إلى توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. ونددت يوسفزاي علنا بسقوط ضحايا مدنيين ودعت إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ملالا البالغة 26 عاما وضعت دبوسا باللونين الأحمر والأسود خلال افتتاح المسرحية الخميس الماضي للدلالة على دعمها لوقف إطلاق النار. لكن الكاتبة والأكاديمية نيدا كيرماني اعتبرت على منصة إكس أن قرار ملالا مشاركة كلينتون "يثير الجنون ويفطر القلب في نفس الوقت. يا لها من خيبة أمل مطلقة".

وشغلت كلينتون منصب وزيرة الخارجية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي أشرفت على حملة غارات بالطائرات المسيّرة استهدفت مقاتلي طالبان في باكستان والمناطق الحدودية الأفغانية. وحصلت يوسفزاي على جائزة نوبل للسلام بعد إصابتها برصاصة في رأسها على يد حركة طالبان الباكستانية عندما كانت تطالب بتعليم الفتيات عام 2012.

ومع ذلك، تسببت حرب الطائرات المسيّرة بمقتل وتشويه عشرات المدنيين في المنطقة التي عاشت فيها ملالا، ما تسبب بمزيد من الانتقادات عبر الإنترنت التي استهدفت أصغر حائزة على جائزة نوبل، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وغالبا ما يُنظر إلى يوسفزاي بريبة في باكستان، حيث يتهمها منتقدوها بالترويج لأجندة سياسية نسوية وليبرالية غربية في الدولة المحافظة.


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى أمس (الأربعاء).

ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022، ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن تكلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.


«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
TT

«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)

استخدمت روسيا، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صاغته الولايات المتحدة ويدعو الدول إلى منع سباق تسلح في الفضاء الخارجي، وهي خطوة دفعت الولايات المتحدة إلى التساؤل عما إذا كانت موسكو تخفي شيئا ما.

وجاء التصويت بعد أن اتهمت واشنطن موسكو بتطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية لوضعه في الفضاء، وهو ما نفته روسيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تعارض نشر أسلحة نووية في الفضاء.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمجلس بعد التصويت «حق النقض اليوم يطرح هذا السؤال: لماذا؟ لماذا، إذا كنتم تتبعون القواعد، لا تدعمون قرارا يعيد التأكيد عليها؟ ما الذي يمكن أن تخفوه؟... هذا أمر محير ومشين»، وفق ما نقلته «رويترز».

واتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا واشنطن بمحاولة تشويه صورة موسكو، وقال إن روسيا ستبدأ قريبا مفاوضات مع أعضاء المجلس بشأن مشروع قرار من جانبها يهدف إلى الحفاظ على السلام في الفضاء.

وأضاف «نريد حظرا على نشر أي نوع من الأسلحة في الفضاء الخارجي وليس فقط (أسلحة الدمار الشامل). لكنكم لا تريدون ذلك... دعوني أطرح عليكم نفس السؤال: لماذا؟»، موجها سؤاله للسفيرة الأميركية.

وطرحت الولايات المتحدة واليابان مشروع القرار للتصويت بعد ما يقرب من ستة أسابيع من المفاوضات. وحصل القرار على تأييد 13 صوتا بينما امتنعت الصين عن التصويت واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو).

ويؤكد نص مشروع القرار الالتزام بمعاهدة الفضاء الخارجي ويدعو الدول إلى «المساهمة بفاعلية في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي».

وتمنع معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 الموقعين عليها، ومنهم روسيا والولايات المتحدة، من وضع «أي أجسام تحمل أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل في مدار حول الأرض».


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته، الأربعاء، 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى. ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022. ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن كلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

صدمات جديدة

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يشير إلى وضع تكون فيه حياة الفرد أو سبل عيشه مهددة بخطر داهم لأنه عاجز عن توفير الغذاء بشكل مناسب.

600 ألف شخص على شفا المجاعة في غزة (رويترز)

وهذا التفاقم الأخير ناجم جزئياً أيضاً عن زيادة في عدد المناطق المشمولة بالتقرير. وأوضحت فلور فوتيرس، المديرة المساعدة لمكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الوضع عائد أيضاً إلى «صدمات جديدة أو متفاقمة»، فضلاً عن «تدهور ملحوظ في أزمات غذائية رئيسية مثل السودان وقطاع غزة». وثمة 700 ألف شخص على شفا المجاعة في 2023، بينهم 600 ألف في غزة. وقد ارتفع هذا العدد في قطاع غزة خلال السنة الراهنة بسبب استمرار الحرب التي تشنّها إسرائيل، وانتشار الجوع ليصل إلى 1.1 مليون نسمة.

تفاقم الحروب

منذ أن بدأت الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، التي تمثل تحالفاً من منظمات أممية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات إنسانية، في بدء إعداد التقرير عام 2016: «انتقل عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي من 108 ملايين إلى 282 مليوناً، في حين أن معدل الانتشار (نسبة السكان المعنيين في منطقة معينة) انتقل من 11 في المائة إلى 22 في المائة»، بحسب فلور فوتيرس. والأزمة الغذائية متواصلة منذ ذلك الحين في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ونيجيريا، فضلاً عن سوريا واليمن، بحسب المصدر نفسه.

تسببت الحرب بالسودان في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في البلاد (أ.ف.ب)

من جهتها، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين خلال عرض للتقرير عبر الإنترنت: «نُدرك جميعاً سبب ارتفاع الجوع في مناطق كثيرة من العالم، ونعرف ما الحلول. لكن في غياب الموارد والإرادة السياسية الضرورية لتطبيقها، سنستمر في الطريق الحالية». ورأت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية أن «الأزمة الغذائية العالمية هي في الأساس أزمة أخلاقية»، مضيفة: «إنه أمر لا يغتفر أن يعاني أكثر من 281 مليون شخص من الجوع الحاد، في حين يستمر أغنى أغنياء العالم في تحقيق أرباح طائلة؛ بما يشمل شركات صناعات الطيران والدفاع التي تغذي النزاعات، السبب الرئيسي للجوع». وأشارت فلور فوتيرس إلى أن تطور الوضع في 2024 «سيكون رهناً بوقف القتال»، مضيفة أنه ما إن تتمكن المنظمات الإنسانية من الدخول إلى غزة والسودان، فستساهم المساعدة «سريعاً» في خفض الأزمة الغذائية. كما قالت إن ثمة كثيراً من عدم اليقين بشأن هايتي: «حيث استولت مجموعات مسلحة على أراض زراعية (...) ونهبت محاصيل». إلى ذلك، قد تؤدي ظاهرة إل نينيو المناخية «إلى جفاف حاد في غرب أفريقيا وجنوبها».


سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
TT

سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

قالت الشرطة الأسترالية الأربعاء، إنها أوقفت سبعة أشخاص يشكلون «خطراً وتهديداً غير مقبولين» على الجمهور بعد مداهمات لمكافحة الإرهاب شارك فيها 400 شرطي.

وكشف اثنان من كبار الضباط أن الأفراد على صلة بشاب يبلغ من العمر 16 عاماً متهم بطعن أسقف آشوري، ويتبنون «آيديولوجية متطرفة ذات دوافع دينية...». وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت خمسة أشخاص، على ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورجّح نائب مفوّض الشرطة دايف هادسون، أن تكون المجموعة «تخطّط لهجوم، بالرغم من عدم تحديد هدف خاص». وصرّح للصحافيين أن «سلوكهم، وهم قيد المراقبة، دفعنا إلى الظنّ أنه في حال أرادوا ارتكاب فعلة ما، لن يكون في وسعنا منع ذلك». وقال: «خلصنا خلال التحقيق إلى أرجحية حدوث هجوم».

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وأشارت الشرطة إلى أن كلّ الموقوفين قاصرون.

وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الزهور بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه.

وفي السياق ذاته، حذر المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بيرجيس من احتمالية أن يحسن الذكاء الاصطناعي من إمكانيات أعداء البلاد، مما يؤدي إلى زيادة التجسس، والمعلومات المضللة والتطرف السياسي، حسبما ذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء».

وقال بيرجيس، إن الإنترنت بالفعل «هو حاضنة أقوى تطرف في العالم. ومن المحتمل أن يجعل الذكاء الاصطناعي التطرف السياسي أسهل وأسرع». وذكر أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تعتقد أن الذكاء الاصطناعي «سيسمح بتغير كبير» في قدرات أعداء أستراليا.

وتردد تصريحات بيرجيس، صدى مشاعر رئيسي مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وجهاز الأمن البريطاني عن «استغلال الإرهابيين للقدرة الهائلة للتكنولوجيا». وأشارت التصريحات التي ترجع إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أن الذكاء الاصطناعي «يجلب مستوى من التهديد لم تتم مواجهته من قبل».


ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
TT

ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)

اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة على الحرب في غزة، واتسع نطاقها، خلال الأسبوع الماضي، مع إقامة عدد من المخيمات الآن في جامعات؛ منها كولومبيا وييل ونيويورك. واستدعت عدة جامعات الشرطة لاعتقال متظاهرين، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويتزر» للأنباء.

وفيما يلي تفاصيل عن الاحتجاجات:

ما الذي يطالب به المتظاهرون؟

أصدر الطلاب في الجامعات التي اندلعت بها الاحتجاجات، دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة، وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

من المتظاهرون؟

اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلاباً وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، و«الصوت اليهودي من أجل السلام».

وشهدت المخيمات أيضاً إقامة صلوات بين الأديان وعروضاً موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس.

وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية.

* ماذا كان رد السلطات؟

اتخذ القائمون على إدارة الجامعات وسلطات إنفاذ القانون إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات.

فقد أوقفت جامعة كولومبيا، وكلية بارنارد التابعة لها، عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، وأُلقي القبض على أكثر من 100 متظاهر في كولومبيا، حيث استدعت رئيسة الجامعة مينوش شفيق شرطة نيويورك لإخلاء المخيم، بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب. وقالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرّح بها.

ضباط الشرطة يسيرون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

واعتقلت شرطة ييل أكثر من 60 متظاهراً، يوم الاثنين، بعد أن منحتهم «عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال»، وفقاً للجامعة.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصاً في جامعة نيويورك، خلال وقت متأخر من يوم الاثنين. وقال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا، وكانوا «يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا».

ضباط الشرطة يعتقلون متظاهرين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

* ما التأثير على الحياة العادية في الحرم الجامعي؟

بعد عقد جميع الفصول الدراسية افتراضياً، يوم الاثنين، أعلنت جامعة كولومبيا أنها ستعتمد نظام دراسة مختلطاً من الحضورين الشخصي والافتراضي لبقية الفصل الدراسي. وقالت شفيق، في بيان، إنها لن تسمح لأي مجموعة بتعطيل حفل التخرج.

طلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة نيويورك يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة بواشنطن سكوير بارك (د.ب.أ)

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى اليوم الأربعاء، بعد أن تحصَّن طلاب بمبنى إداري، وطالبوا الجامعة بالكشف عن جميع العلاقات مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع جامعاتها.

وقالت جامعة ميشيجان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج، خلال أوائل مايو (أيار)، لكنها ستوقف «التعطيل الكبير» للدراسة.

* كيف يستجيب القادة السياسيون؟

قال الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي انتقده المتظاهرون لتزويده إسرائيل بالتمويل والأسلحة، للصحافيين، يوم الاثنين، إنه يستنكر «الاحتجاجات المعادية للسامية»، و«أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين».

متظاهرون يغلقون الشارع بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

ووصف الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات عام 2024، الاحتجاج في الحُرم الجامعية بأنه «فوضوي».


أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
TT

أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق للسلام مع أرمينيا بات أقرب من أي وقت مضى، في حين بدأ فريقان من البلدين عملية ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من النزاعات على الأراضي.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يأتي تفاؤل علييف في ظل التقدّم الذي تم تحقيقه بشأن ترسيم الحدود رغم احتجاجات في أرمينيا لم تتجاوز صدمة سيطرة باكو على إقليم ناغورنو كاراباخ إثر عملية خاطفة العام الماضي.

والثلاثاء، أقام فريقان من البلدين أول علامة حدودية بعدما اتفق مسؤولون على ترسيم جزء بناء على خرائط عائدة إلى الحقبة السوفياتية.

وقال علييف الثلاثاء في إشارة إلى إمكان التوصل إلى اتفاق سلام: «نقترب من ذلك أكثر من أي وقت مضى».

وأضاف: «لدينا الآن فهم مشترك للكيفية التي يجب أن يبدو عليها اتفاق السلام. علينا فقط التعامل مع التفاصيل».

وتابع: «يحتاج الطرفان إلى وقت... لدى كلانا الرغبة السياسية في القيام بذلك».

وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي على إعادة أربع قرى حدودية كانت جزءاً من أذربيجان عندما كان البلدان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

احتجاجات في أرمينيا

أكد علييف الثلاثاء أنه وافق على مقترح قدّمته كازاخستان باستضافة اجتماع لوزراء الخارجية.

وحاولت عدة بلدان في الماضي أداء دور الوسيط بما فيها روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أن سنوات من المحادثات فشلت.

وقلل علييف من أهمية الحاجة إلى تدخل أطراف ثالثة. وقال: «لا نتحدث عن أي نوع من الوساطة؛ لأن ما يحصل الآن عند حدودنا يُظهر أنه عندما نُترك وحدنا... يمكننا الاتفاق في أقرب وقت».

وأقام خبراء من البلدين أول علامة حدودية، الثلاثاء، وفق ما جاء في بيانين متطابقين.

واندلعت احتجاجات في وقت سابق في أرمينيا؛ إذ عطّل متظاهرون حركة السير لمدة وجيزة عند عدة نقاط على الطريق السريعة الرابطة بين أرمينيا وجورجيا خشية انتهاء العملية بتنازل يريفان عن مزيد من الأراضي.

وأكدت يريفان الثلاثاء أنها لن تنقل «الأراضي التابعة لسيادة أرمينيا» إلى جارتها.

وانتزعت القوات الأرمينية في التسعينات المناطق المهجورة الأربع التي ستعاد إلى أذربيجان، أسكيابارا السفلى وباغانيس أيروم وخيريملي وغيزيلهاجيلي، ما دفع سكانها المنتمين للعرقية الأذربيجانية إلى الفرار. لكن سكان القرى المجاورة الأرمن يخشون من عزلهم عن باقي البلاد، ومن إمكان انتهاء بعض المنازل ضمن الأراضي الأذربيجانية.

وتحمل المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا.

وقد يتم تسليم عدة أجزاء صغيرة من الطريق السريعة المؤدية إلى جورجيا التي تعد حيوية للتجارة.

وستمر الحدود التي يتم ترسيمها قرب أنبوب روسي رئيسي للغاز في منطقة توفر أيضاً مواقع عسكرية متميّزة.

مؤشر سلام

شدد باشينيان على ضرورة حل النزاع الحدودي «لتجنّب حرب جديدة». وقال السبت إن الحراس الروس المنتشرين في المنطقة منذ عام 1992 سيُستبدلون «وسيتعاون حرس الحدود من أرمينيا وأذربيجان لحراسة حدود الدولة بأنفسهم».

وأضاف أن ترسيم الحدود يمثّل «تغيراً كبيراً»، مضيفاً أن فصل البلدين بـ«حدود لا خط تماس هو مؤشر على السلام».

واستعادت القوات الأذربيجانية الخريف الماضي إقليم ناغورنو كاراباخ من قبضة الانفصاليين الأرمن في إطار عملية استغرقت يوماً واحداً، ووضعت حداً لنزاع دامٍ مستمر منذ عقود على المنطقة. لكن المطالبات بالأراضي شكلت تهديداً متواصلاً بتصعيد جديد.

تطالب باكو بأربع قرى إضافية تقع في جيوب أعمق ضمن الأراضي الأرمينية. كما تطالب بإقامة ممر برّي عبر أرمينيا لربط البر الرئيسي بجيب ناخيتشيفان وصولاً إلى حليفتها تركيا.

وتشير يريفان بدورها إلى جيبها في أذربيجان وإلى الأراضي التي انتزعتها باكو على مدى السنوات الثلاث الأخيرة خارج كاراباخ.


بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
TT

بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)

أعلنت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة للبلدين اللذين تواجها في نزاعات دامية في منطقة القوقاز.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية في أذربيجان أن مجموعة من الخبراء شرعت في «توضيح الإحداثيات على أساس دراسة هندسية مساحية (جيوديسية)».

وأكّدت وزارة الداخلية الأرمينية من جهتها «أعمال ترسيم» الحدود، مستبعدة «نقل أيّ جزء من أراضي أرمينيا السيادية» إلى باكو في أعقاب العملية.

قبل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي طلب باكو استعادة أربع بلدات حدودية استولت عليها قوّات يريفان خلال حرب في التسعينات.

وأثار هذا القرار احتجاج مئات الأرمن في منطقة محاذية لأذربيجان يخشون أن يعزلوا وأن تصبح بعض أملاكهم تحت السيادة الأذرية.

وهم قطعوا الاثنين لفترة وجيزة مسلكا مروريا محاذيا يربط أرمينيا بجورجيا يشكّل للسكان المحليين المعبر الأساسي إلى العالم الخارجي. وحاولوا أيضا عرقلة أعمال لإزالة الألغام.

والثلاثاء، اندلعت احتجاجات جديدة في عدّة مناطق في أرمينيا، لا سيّما في محيط بحيرة سيفان ومدينة نويمبريان.

وكان البلدان الواقعان في منطقة القوقاز قد أعربا الأسبوع الماضي عن نيّتهما ترسيم الحدود على أساس خرائط تعود للحقبة السوفياتية.

وشدّد باشينيان على ضرورة حلّ الخلافات الحدودية بغية «تفادي حرب جديدة» مع أذربيجان.

وقد تواجهت الدولتان اللتان كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا في حربين داميتين، أوّلاهما في التسعينات خرجت منها أرمينيا منتصرة وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص، والثانية في 2020 كسبتها أذربيجان وأدّت إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص.

وبعد هزيمة أرمينيا في 2020، اضطرت يريفان إلى التخلّي عن أجزاء كبيرة في ناغورنو كاراباخ وفي محيط هذه المنطقة التي كانت تسيطر عليها منذ حوالى ثلاثين سنة.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أطلقت باكو هجوما خاطفا أدّى إلى استسلام الانفصاليين الأرمن في خلال بضعة أيّام أعادت إثره فرض سيطرتها على منطقة ناغورنو كاراباخ برمّتها.