ترمب يتجه لنشر الجيش على الحدود مع المكسيك

صدور أول حكم في إطار التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات

ترمب يتوسط القائم بأعمال وزير الخارجية جون سوليفان ووزير الدفاع جيمس ماتيس في البيت الأبيض أمس (رويترز)
ترمب يتوسط القائم بأعمال وزير الخارجية جون سوليفان ووزير الدفاع جيمس ماتيس في البيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

ترمب يتجه لنشر الجيش على الحدود مع المكسيك

ترمب يتوسط القائم بأعمال وزير الخارجية جون سوليفان ووزير الدفاع جيمس ماتيس في البيت الأبيض أمس (رويترز)
ترمب يتوسط القائم بأعمال وزير الخارجية جون سوليفان ووزير الدفاع جيمس ماتيس في البيت الأبيض أمس (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، أنه ينوي نشر الجيش الأميركي على الحدود مع المكسيك، الأمر الذي سيشكل في رأيه «خطوة كبيرة». وقال ترمب خلال اجتماعه بقادة دول البلطيق: «سنقوم بحماية حدودنا بواسطة جيشنا»، معتبرا أن سلفه باراك أوباما «قام بتغييرات أدت بكل بساطة إلى عدم وجود الحدود».
وفي الاجتماع نفسه، أكّد الرئيس الأميركي سياسته «الحازمة» حيال روسيا بعد أيام من اتصاله بالرئيس فلاديمير بوتين لتهنئته بإعادة انتخابه، واقتراحه أن يعقدا قمة في البيت الأبيض، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ترمب خلال استقباله قادة دول البلطيق الذين يأملون بتوجيه رسالة حازمة وواضحة إلى موسكو: «سيكون أمرا جيدا وليس سيئا أن نتفاهم مع روسيا». وأضاف أن «الجميع يوافقون على ذلك باستثناء أشخاص أغبياء جدا»، مع تذكيره بأن «لا أحد أظهر حزما حيال روسيا كما أظهر دونالد ترمب».
وفي إطار سعي ترمب لتحصين حدود بلاده ضد تدفق المهاجرين، هدد الرئيس الأميركي بقطع المساعدات الأميركية الخارجية لهندوراس ودول أخرى في أميركا اللاتينية بسبب عدم اتخاذ حكومات هذه الدول الإجراءات اللازمة لمنع تدفق المهاجرين من دولهم إلى الولايات المتحدة. وفِي تغريدة نشرها أول من أمس، قال ترمب إن «مسيرة المهاجرين الكبيرة من هندوراس في اتجاهها حاليا لعبور المكسيك والتوجه نحو حدودنا التي تحكمها قوانين ضعيفة، من الأفضل أن يتم وقفهم قبل أن يصلوا إلى هناك»، وأضاف ترمب: «البقرة الحلوب (النافتا)، مصيرها على المحك، كذلك مصير المساعدات الخارجية التي تقدمها أميركا إلى هندوراس وجميع الدول الأخرى التي تسمح بتدفق هؤلاء المهاجرين. على الكونغرس أن يتصرف بأسرع وقت».
وجاءت تصريحات ترمب في الوقت الذي بدأت فيه مجموعات من المهاجرين من هندوراس ودول أخري في أميركا اللاتينية، يتجهون في مسيرة كبيرة تضم نحو 1100 مهاجر، نحو الحدود الأميركية ليطالبوا باللجوء داخل الأراضي الأميركية، الأمر الذي أثار قلق الرئيس الأميركي بشدة. وعلق ترمب على المسيرة بأنها تمثل سرقة للولايات المتحدة، وقال في تصريحات صحافية أمس «بلدنا يتم سرقتها»، وذلك في إشارة إلى تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يأتون من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة. وكان الرئيس الأميركي قد طالب خلال اليومين الماضيين بوقف مسيرة المهاجرين التي انطلقت من هندوراس ودول أخرى في أميركا اللاتينية متوجهة إلى الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الرئيس ترمب أداة المساعدات الخارجية التي تقدمها بلاده إلى الدول الأخرى في إطار برامج التعاون المختلفة بين واشنطن وباقي دول العالم. وخلال شهر فبراير (شباط) الماضي، أعلن ترمب أن الولايات المتحدة يجب ألا تستمر في تقديم مساعدات خارجية للدول التي تسمح بتدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة. وقال ترمب: «هذه الدول ليست أصدقاء أميركا، نحن نعتقد أنهم أصدقاء لنا، ونرسل لهم مساعدات كبيرة». وأضاف: «نحن نرسل إليهم مبالغ طائلة من المساعدات، وهم يرسلون إلينا المخدرات، إنهم يضحكون علينا، أنا لا أؤمن بذلك، أريد أن أوقف هذه المساعدات».
على صعيد آخر، حكم على محام هولندي عمل مع المدير السابق لحملة الرئيس الأميركي أمس في واشنطن بالسجن ثلاثين يوما، بعدما كذب في التحقيق حول التدخل الروسي في انتخابات 2016.
وأليكس فان در زوان هو أول شخص يدان في إطار هذه التحقيقات التي يجريها المدعي الخاص روبرت مولر. وكان أقر في فبراير بأنه أدلى بشهادة كاذبة أمام قاض فيدرالي. وعمل زوان (33 عاما) في مكتب كلف تحسين صورة الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش بالتعاون يومها مع بول مانافورت، الذي سيتولى إدارة حملة ترمب.
وكذب في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 على محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في شأن اتصالاته مع روبرت غيتس، الشريك السابق لبول مانافورت. ونهاية أكتوبر (تشرين الأول)، وجه مولر اثني عشر اتهاما إلى مانافورت وغيتس بينها التآمر على الولايات المتحدة وتبييض الأموال والإدلاء بتصريحات كاذبة وعدم التصريح عن حسابات مصرفية في الخارج.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».