شكري: سياسات قطر لا تتسق مع الإجماع العربي

أكد أن القمة العربية المقبلة بالسعودية ستناقش قضية الإرهاب

وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الأردني بالقاهرة (المتحدث باسم الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الأردني بالقاهرة (المتحدث باسم الخارجية المصرية)
TT

شكري: سياسات قطر لا تتسق مع الإجماع العربي

وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الأردني بالقاهرة (المتحدث باسم الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الأردني بالقاهرة (المتحدث باسم الخارجية المصرية)

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم (الأحد)، إن سياسات قطر لا تتسق مع الإجماع العربي، مؤكداً أن القمة العربية المقبلة المقرر انعقادها في السعودية ستناقش قضية الإرهاب باعتبارها قضية تهتم بها الدول العربية، ونشهد آثارها المدمرة في الساحة العربية، والتأثيرات التي نتجت عنها سواء كانت في سوريا أو اليمن أو ليبيا.
وقال شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي بالقاهرة، إن الجهود التي تبذلها مصر لحماية مواطنيها من الإرهاب سواء بالعمل العسكري القائم في سيناء أو بحماية حدودها الغربية من تسلل العناصر الإرهابية، هي أمور تجعل من هذه القضية في مقدمة اهتمامات الدول العربية، ونتعامل معها في إطار العناصر والمبادئ التي يجب أن تراعَى من الدول كافة، وهذا الأمر يتم فيه الكثير من الإصرار من قبل الدول العربية على أن يكون العمل متسقاً في كل البلدان.
ورداً على سؤال حول موقف الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وما إذا كانت القمة العربية المرتقبة ستتطرق إلى ذلك خصوصاً أن الدوحة تخالف وبشكل صريح الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، قال شكري: «بالتأكيد السياسات القطرية تذهب في اتجاه آخر ولا تتسق مع الإجماع العربي في هذا الشأن، وهذا ما أوضحته الدول الأربع في المشاغل الـ13 والمبادئ التي اعتمدتها في تناول هذه القضية، وفي نفس الوقت فإننا نضطلع بمسؤوليتنا في الحفاظ على مسار القمم العربية، وضرورة التعامل مع هذه القضايا بالشكل المناسب والإطار الذي يؤدي إلى تحقيق المصلحة لا إلى أي نوع من المواءمة السياسية».
وتابع شكري: «إننا سوف نستمر في معالجة هذه القضية في إطار الجامعة العربية وفقاً لهذه المبادئ الواضحة، وأي خروج عنها سيتم التعامل معه في إطار مثل إطار الدول الأربع أو الثنائي، والقدرة على مواجهة التحديات والضغوط التي تأتي من سياسات لا نجدها متسقة مع الإجماع العربي ولا مما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية، ونأمل أن تتغير من خلال الاستجابة والتنفيذ للمشاغل الـ13 التي طُرحت، وسنستمر في السعي لتغيير قطر مسارها في هذا الشأن».
من جهة أخرى، أكد وزيرا الخارجية المصري والأردني، تطابق وجهات النظر بين القاهرة وعمّان حيال كل القضايا محل الاهتمام المشترك، معبّرين عن الإدانة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني حالياً من قتل وإصابات، ومشددين على أهمية حمايته وتحقيق آماله.
وقال شكري: «إن الزيارة التي يقوم بها وزير خارجية الأردن تأتي في إطار التنسيق المستمر بين البلدين بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله حتى تستمر هذه العلاقات في تحقيق أهدافها».
وتابع: «بحثنا تطورات الأزمة السورية والوضع في ليبيا واليمن والتنسيق بين البلدين في ما يتعلق بالاستعدادات الخاصة بالقمة العربية المقبلة والتطورات المؤسفة في غزة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع من قتل وإصابة، وأكدنا أهمية حماية الشعب الفلسطيني ودعمه لتحقيق آماله واستمرار العمل المشترك بين مصر والأردن لبلوغ هذا الهدف، فالأردن ترأس لجنة المبادرة العربية، ومصر لها اهتمامها بالقضية الفلسطينية، حيث تواصل مساعيها مع الشركاء الدوليين من أجل إقامة دولة فلسطين».
وأكد الوزير شكري، أن مصر تتواصل مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ومستمرة في تفاعلها مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أكد الصفدي وقوف الأردن المطلق إلى جانب مصر ضد الإرهاب، قائلاً: «إن أمن واستقرار وانتصار مصر في هذه المعركة هو أمن لنا واستقرار وانتصار لنا جميعاً».
وأضاف: «إن المحادثات تطرقت إلى القضايا الإقليمية وفي مقدمتها التصعيد غير المقبول في غزة، ونحن نُدين العنف الإسرائيلي ضد الأبرياء الذين خرجوا يمارسون حقهم السلمي للتعبير عن رفضهم للاحتلال».
وتابع: «إن الأمن والسلام لن يتحققا عبر القتل والقمع ولكن عبر التقدم في العملية السلمية لتلبية حق الفلسطينيين في الحرية والدولة، وعندما يحصل الفلسطينيون على حقهم في الحرية والدولة على حدود 67 وقيام الدولة المستقلة، نقول حينها إننا تقدمنا نحو تحقيق الأمن حقاً للجميع».
وقال: «إننا ندعو إلى ممارسة المجتمع الدولي لمسؤولياته وحماية الشعب الفلسطيني مما يجرى»... مشدداً على أنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة من دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة.
وأوضح الصفدي: «إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية الأولى، وسنستمر في التنسيق والانخراط مع الأشقاء لبذل كل جهد ممكن من أجل ضمان التقدم المطلوب باتجاه تحقيق الحقوق الفلسطينية المشروعة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.