المجتمع المدني يخوض الانتخابات بـ66 مرشحاً في 9 دوائر

TT

المجتمع المدني يخوض الانتخابات بـ66 مرشحاً في 9 دوائر

نجح تحالف «وطني» الذي يضم ممثلين عن أبرز مجموعات المجتمع المدني بتجاوز اختبار تشكيل اللوائح الانتخابية بأقل الأضرار الممكنة. فبعدما تخطى عدد مرشحيه في المرحلة الأولى التي سبقت عملية الإعلان عن اللوائح الـ300 مرشح، تمكن بعد مفاوضات شاقة وتنازلات أقدمت عليها كل المجموعات من توحيد الصفوف وخوض الانتخابات بـ66 مرشحاً في تسع دوائر انتخابية. إلا أن ناشطين آخرين لا ينتمون إلى هذا التحالف وجدوا أنفسهم خارج المعركة الانتخابية لعدم قدرتهم على الانضواء في لوائح، ما أدى لانسحابات بالجملة أظهرت نوعاً من التشرذم الذي قد ينعكس سلباً على مرشحي المجتمع المدني في صناديق الاقتراع.
وأعلن تحالف «وطني» عشية إعلان وزارة الداخلية انقضاء مهلة تشكيل اللوائح، أنّه «بعد أكثر من سنة ونصف السنة من العمل الجاد، توحّد المجتمع المدني، فأطلقت مجموعاته لوائح في تسع دوائر تحت اسم موحّد وهو (كلنا وطني)»، لافتاً في بيان إلى أن هذه اللوائح «تضمّ 66 مرشحاً من كل الطوائف على مساحة الوطن، أي ما يزيد عن نصف مقاعد المجلس النيابي وهو ما يشكّل أكبر تحالف انتخابي في تاريخ لبنان المعاصر». وتعتبر مجموعات المجتمع المدني أنها بتوحدها تبعث «رسالة قوية مفادها أنه أصبح للمواطن خيار جدّي بديل للسلطة، قد يصبح أكثريّة نيابية قادرة على تسلم الحكم». ويمثل المرشحون الـ66 المجموعات التالية: «مواطنون ومواطنات» (7 مرشحين)، حزب «سبعة» (20 مرشحا)، «طلعت ريحتكم» (مرشح واحد)، «لبلدي» (5 مرشحين)، «لقاء الهوية والسيادة» (مرشح واحد)، «متحدون» (مرشحان)، «لحقي» (5 مرشحين)، «صح» (5 مرشّحين)، «بدنا نحاسب» (3 مرشحين) و١٧مرشحاً مستقلاً..
ولا يبدو أن لمجموعات المجتمع المدني حظوظاً كبيرة في معاقل حزب الله وبالتحديد في البقاع والجنوب. إذ أعلن عماد بزي، المرشح عن دائرة بنت جبيل، النبطية، مرجعيون - حاصبيا في الجنوب، وبالتحديد عن مجموعة «من أجل الجمهورية» التي يُعرّف عنها كـ«مجموعة سياسية مستقلة» انسحابه، مطلع الأسبوع، علماً بأنه كان أحد أبرز وجوه الحراك المدني، لافتاً إلى أن «عدم وجود لوائح تشبهنا بالمضمون والخطاب دفعنا لاتخاذ قرار الانسحاب واستكمال عملنا على الأرض كبديل سياسي استعداداً لانتخابات العام 2022». وقال بزي لـ«الشرق الأوسط»: «قمنا بانسحاب تكتيكي بعدما أيقنا أن إتمام تحالفات انتخابية قصيرة المدى لن ينفعنا ويخدم صورتنا كبديل سياسي جدِّي وقوي، وان كنا على يقين أن الأرضية جاهزة لبنانيّاً لإعطاء فرصة واختبار مرشحين جدد موجودين حالياً على أكثر من لائحة وفي أكثر من منطقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.