في السادس والعشرين من مارس (آذار) 2015، أطلقت دول التحالف العربي بقيادة السعودية (عاصفة الحزم)، بعد أن استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لدعم الشرعية، بهدف إعادة الاستقرار إلى اليمن ومنع سقوط الأراضي اليمنية في أيدي ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، بعد أن سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء ووصلت الى عدن، مقتربة من الحدود السعودية.
ولعل من أهم منجزات "عاصفة الحزم" و"اعادة الأمل" في اليمن التي تحققت خلال الثلاث سنوات الماضية ما يلي:
إعادة الشرعية للرئيس عبدربه منصور
كان من أبرز أهداف التحالف، إعادة شرعية الرئيس واستعادة الدولة، بعد أن حاولت إيران عبر دعم إحدى اذرعها العسكرية في الوطن العربي السيطرة على كامل الأراضي اليمنية، حيث خرج مسؤولون إيرانيون بتصريحات من ضمنها (أصبحنا نسيطر على العاصمة العربية الرابعة)، وتزامن ذلك مع رحلات طيران إيرانية يومية للعاصمة صنعاء، لمد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ في انتهاك صريح لقرارات الأمم المتحدة، وفي دليل واضح على أطماع طهران في السيطرة على اليمن عبر ميليشيات الحوثي المدعومة منها سياسياً وعسكرياً.
استعادة أكثر من 80% من الأراضي اليمنية
بعد مرور 3 سنوات على إطلاق عمليات "عاصفة الحزم" العسكرية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد انقلاب الحوثيين وحلفائهم، تمكنت قوات الشرعية بدعم من التحالف العربي من استعادة السيطرة على 85% من الأراضي اليمنية، وإلحاق هزائم كبيرة بالحوثيين، وكان استعادة وتأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي، غرب البلاد، من أبرز المكاسب التي حققها التحالف العربي، والجيش الوطني، بعد تهديد الحوثيين باستهداف ممر التجارة العالمي مطلع العام الجاري، كما تمكنت القوات الشرعية بدعم من التحالف من استعادة ميناء ميدي الذي كان الحوثيون يستخدمونه لاستقبال أسلحتهم لقربه من معاقلهم الرئيسية في صعدة، وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية في اليمن المدعومة بالتحالف العربي، من تحرير مدينة المخا غرب محافظة تعز بالكامل.
تحرير عدن
في منتصف يوليو (تموز) 2015 أعلنت الحكومة تحرير عدن رسمياً من الحوثيين وقوات صالح، في عملية مشتركة قادتها قوات الجيش والمقاومة الشعبية، مسنودين بغطاء جوي لمقاتلات التحالف، وأصبحت المدينة تحت سيطرة الشرعية بالكامل، ومطلع العام الحالي، دشّنت قوات التحالف المرحلة الثانية من تحرير عدن من عناصر "القاعدة" التي سيطرت على مناطق في المدينة وشنت عدة عمليات ضد قوات الجيش والأمن، عقب نجاحها في تأمين عدن، تمكنت قوات الجيش اليمني، مدعومة من التحالف، من تحرير محافظات لحج، والضالع، وأبين، وشبوة، من الحوثيين، لتصبح بذلك المحافظات الجنوبية الثمانية في قبضة الحكومة، بالإضافة إلى حضرموت وسقطرى والمهرة، التي لم يستول عليها الحوثيون من الأساس.، كما تم تحرير محافظتي مأرب والجوف، الغنيتين بالنفط والغاز، شمال شرقي البلاد.
إعداد جيش وطني
وتمكن اليمن من بناء جيش وطني، من خلال وضع عقيدة عسكرية للجيش مستمدة من مبادئ الدستور الجديد، تحترم فيه القوات المسلحة حقوق وحريات الإنسان، والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي لا تمس السيادة الوطنية وفقا للدستور، وبدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فعليا في وضع نواة الجيش الوطني الجديد بعد تحرير العاصمة المؤقتة عدن، العام الماضي، من خلال دمج عناصر المقاومة الشعبية في أجهزة الجيش والأمن، وتسجيلهم بناء على معايير مهنية عالية بعيدا عن الولاءات القبلية أو المناطقية أو الدينية، وانخراطهم مباشرة في عمليات تدريب محترفة.
إنهاء الحلم الإيراني وعودة اليمن إلى عروبته
استطاعت عاصفة الحزم إنهاء المشروع الإيراني في اليمن والقضاء على خططه في السيطرة على البلد العربي، ونجح التحالف العربي في وأد طموحات الهيمنة الإيرانية على اليمن واختطافه والعبث بمقدراته ومستقبل شعبه وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية، وبعد ثلاث سنوات استطاع اليمن تحرير جزء كبير من أراضية بمساعدة التحالف العربي بقيادة السعودية على آمل أن لا تنقضي هذه السنة إلا بتحرير كامل البلاد من الحوثيين المدعومين من إيران.