مناصرو عباس يُطلقون حملة «فوّضناك» ومعارضوه يردّون بـ«رفضناك»

«حرب كلامية» بين «فتح» و«حماس» على مواقع التواصل الاجتماعي

الرئيس محمود عباس (أ.ف.ب)
الرئيس محمود عباس (أ.ف.ب)
TT

مناصرو عباس يُطلقون حملة «فوّضناك» ومعارضوه يردّون بـ«رفضناك»

الرئيس محمود عباس (أ.ف.ب)
الرئيس محمود عباس (أ.ف.ب)

أطلق نشطاء غالبيتهم من أنصار حركة فتح أو عناصرها في قطاع غزة حملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم «فوضناك» دعما للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك رغم تهديدات أطلقها قبل أيام باتخاذ إجراءات قاسية ضد القطاع عقب محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله.
وشكّل النشطاء لجنة باسم حملة «فوضناك» تصدر بيانات يومية عن تحركاتها، وتدعو الفلسطينيين إلى التفاعل معها حتى تحقيق أهدافها الرامية إلى دعم الرئيس عباس في مواجهة ما وصفتها بـ«العنجهية الأميركية والإسرائيلية».
وأشار المشرفون على الحملة إلى أن أكثر من مليون شخص شاركوا في فعالياتها عبر منصات شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، واعتبروا مشاركة هذا العدد بأنها تمثّل «استمرارا للاستفتاء الشعبي والجماهيري العارم لنهج الرئيس عباس في تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، وخطواته في رفض صفقة القرن، وصون النظام السياسي الفلسطيني».
وشهدت منصات شبكات التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة «حربا كلامية» بين أنصار حركتي فتح وحماس على خلفية هذه الحملة. وأطلق نشطاء من «حماس» حملة مقابلة باسم «رفضناك» (رئيس السلطة الفلسطينية)، داعين إلى منح التفويض إلى قيادات من الحركة مثل قائدها إسماعيل هنية وقائد جناحها المسلح محمد الضيف.
ويأتي هذا في إطار حلقات الجدل الطويلة والمستمرة بين أنصار «فتح» و«حماس» عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشأن العديد من القضايا، وآخرها قضية العقوبات التي تنوي السلطة فرضها على غزة على خلفية تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله.
وقال أسامة القواسمي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، عبر حسابه في «فيسبوك»، إن الحملة على مواقع التواصل لمساندة ودعم الرئيس عباس «فاقت كل التوقعات»، متحدثا عن وقوفه في مواجهة «الهجمة الأميركية - الإسرائيلية»، وداعيا إلى الاستمرار في حملة الدعم باللغتين العربية والإنجليزية.
أما عاطف أبو سيف، المتحدث باسم الحركة في غزة، فقال: «نساند وندعم بكل قوة وإيمان، الحملة التي أطلقها الشباب الفلسطيني في قطاع غزة، مناصرة للسيد الرئيس محمود عباس، وللتأكيد على تصليب مواقفه تجاه المؤامرة» التي قال إن إسرائيل وأميركا تحاولان «تمريرها على شعبنا».
وغرّد محمد أبو وطفة، من نشطاء «حماس» عبر «فيسبوك»، مستهزئا بالحملة القائمة لدعم الرئيس عباس، مشيرا إلى العقوبات التي يفرضها على غزة. أما الناشط صلاح النجار فكتب ساخرا ومعبّرا عن واقع حال كثير من الغزيين: «جماعة فوضناك بتجاكر بحماس (تعاندها)، جماعة رفضناك بتجاكر (تعاند) في فتح، وأنا مع حلّو عنا وبس (فقط ارحلوا عنا)».
وغرّد الإعلامي الفلسطيني سامح الجدي: «لأنك العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية، غزة تفوّضك سيادة الرئيس محمود عباس، لأنك رفضت الضغوطات الأميركية والإسرائيلية لوقف رواتب الشهداء والأسرى وقلت لا... فوضناك». بينما غرّدت الصحافية والناشطة عروبة عثمان: «في حياتي يا ولدي لم أرَ أكثر انحطاطا من غزيين يحملون شعار فوضناك في إحالة للرئيس بمزيد من الاستحكام على مصير غزة. أتمنى لهذه الفئة التي تخال نفسها محمية الوصول لذروة الحاجة لشروط القائمة التي يعاقبنا عباس بحرماننا منها (بالأخص التحويلات) حتى تدرك أنها أول من ستسقط في الجورة (الحفرة)».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.